قرار إنهاء الحرب في غزة بين دور ترامب ومواقف حماس وإسرائيل


زهير الخويلدي
الحوار المتمدن - العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 11:26
المحور: القضية الفلسطينية     

مقدمة
في أوائل أكتوبر 2025، شهدت الأحداث في الشرق الأوسط تطوراً دراماتيكياً مع تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى تدمير واسع النطاق. أطلق ترامب خطة سلام مكونة من 20 نقطة، تهدف إلى وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن، وإعادة إعمار غزة، مع ضمانات أمنية لإسرائيل. هذه "الحكاية"، كما وصفها ترامب نفسه، ليست مجرد اتفاق دبلوماسي، بل محاولة لإعادة تشكيل المنطقة بعد سنوات من التوترات. تعتمد هذه الدراسة على تحليل مصادر إخبارية موثوقة ومنشورات على منصة X لاستكشاف السياق، الخطة، والمواقف المعنية.
خلفية الحرب ودور ترامب
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس على إسرائيل من خلال عملية طوفان الأقصى التي اطلقها محمد الضيف و يحي السنوار، أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واختطاف 251 رهينة. ردت إسرائيل بغزو غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وتدمير 70% من البنية التحتية. شهدت الفترة بين 2023 و2025 وقفات نارية قصيرة، مثل اتفاق نوفمبر 2023 ويناير 2025، لكنها لم تؤدِ إلى سلام دائم.
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، أصبح إنهاء الحرب أولوية، مستوحى من حملته الانتخابية التي وعد فيها بـ"سلام أبدي في الشرق الأوسط". في 29 سبتمبر 2025، أعلن الخطة خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشدداً على أنها "أقرب من أي وقت مضى" للنهاية. أمهل حماس حتى 6 مساء الأحد 5 أكتوبر للرد، محذراً من "جحيم لم يُرَ مثله".
أثار ترامب ضغوطاً دولية، مشكراً قطر، مصر، تركيا، والسعودية كوسطاء، ووصف الخطة بأنها "تحقيق لأهداف الحرب الإسرائيلية".
التواريخ الرئيسية
الحدث: 7 أكتوبر 2023، هجوم حماس ورد إسرائيل
نوفمبر 2023، وقف أول قصير (تسليم حماس 105رهينة)
يناير 2025، وقف ثانٍ قبل عودة ترامب،
29 سبتمبر 2025، إعلان خطة ترامب
3 أكتوبر 2025، رد حماس الجزئي وأمر ترامب بوقف القصف
تفاصيل خطة ترامب
تتكون الخطة من 20 نقطة، تركز على وقف فوري للعمليات العسكرية، تبادل الأسرى، وإدارة انتقالية لـ"غزة خالية من السلاح".
البنود الرئيسية:
وقف إطلاق النار: تعليق فوري للقصف الإسرائيلي لـ72 ساعة، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية على ثلاث مراحل.
تبادل الأسرى: إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين (أحياء وأموات، حوالي 48) مقابل 250 سجين فلسطيني مدى الحياة + 1700 معتقل بعد 7 أكتوبر، بما في ذلك النساء والأطفال. مقابل كل جثة إسرائيلية، 15 جثة فلسطينية.
نزع سلاح حماس: تدمير البنى العسكرية، عفو للأعضاء الذين يتخلون عن السلاح، وممر آمن لمن يرغب في المغادرة دون إجبار.
إدارة غزة: حكم انتقالي بـ"هيئة تكنوقراطية فلسطينية" مع خبراء دوليين (مجلس سلام برئاسة ترامب وتوني بلير)، بدون دور لحماس أو السلطة الفلسطينية. قوة أمنية دولية (ISF) للاستقرار، مع رفض الاحتلال الإسرائيلي الدائم.
إعادة الإعمار: مساعدات فورية (50 مليار دولار)، إعادة تأهيل البنية التحتية، ومنطقة اقتصادية خاصة. التوزيع عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
الخطة تترك باباً مفتوحاً لـ"دولة فلسطينية" كـ"طموح"، لكنها غير ملزمة، وتتجاوز النسخة الأولية التي اقترحت فيها ترامب هجرة السكان سابقاً.
إذا رفضت حماس، تستمر إسرائيل في الهجوم مع تسليم أجزاء من غزة لقوات دولية.
موقف حماس
أبدت حماس انقساماً داخلياً، مع رفض قائدها العسكري في غزة عز الدين الحداد للخطة كـ"محاولة لإنهاء الحركة".
في 3 أكتوبر، أعلنت موافقتها الجزئية: إطلاق سراح جميع الرهائن "بناءً على صيغة التبادل"، وتسليم الإدارة لهيئة تكنوقراطية فلسطينية مدعومة عربياً، مع طلب تعديلات على نزع السلاح، الانسحاب الإسرائيلي، والقوة الدولية (التي تراها "احتلالاً جديداً").
أكدت حماس أن سلاحها "مرتبط بدولة فلسطينية سيادية"، وطالبت بضمانات دولية للانسحاب الكامل وعدم الاغتيالات.
على X، احتفل فلسطينيون في غزة بالرد كـ"نصر"، لكن آخرين شككوا في التزام إسرائيل.
مصر حذرت من تصعيد إذا رفضت، ووصفت الخطة بـ"مليئة بالثغرات".
موقف إسرائيل
أعلن نتنياهو دعمه الكامل في 29 سبتمبر، معتبراً الخطة "تحقيقاً لأهداف الحرب": إعادة الرهائن، نزع سلاح حماس، ومنع تهديد مستقبلي.
بعد رد حماس، أمر رئيس الأركان بـ"تنفيذ المرحلة الأولى فوراً"، لكن بدون تقليص فوري للعمليات العسكرية.
أكد نتنياهو رفض دولة فلسطينية، رغم إدراجها في الخطة كـ"طموح"، وطالب بـ"إدارة مدنية سلمية بدون حماس أو السلطة".
مع ذلك، يواجه نتنياهو معارضة داخلية من اليمين المتشدد (بن غفير وسموتريتش)، الذين يرونه "استسلاماً" ويهددون بإسقاط الحكومة.
على X، أشادت عائلات الرهائن بترامب، لكن الاحتجاجات في تل أبيب طالبت بتنفيذ فوري.
إذا رفضت حماس، وعد ترامب بدعم "كامل" لإسرائيل لـ"إنهاء المهمة".
التحديات والتأثيرات
رغم التقدم، تبقى عقبات: انقسام حماس (سياسيون في قطر يؤيدون، عسكريون في غزة يرفضون)، ومخاوف من "احتلال دولي" أو عدم الانسحاب الكامل.
على X، يُثنى على ترامب كـ"وسيط حقيقي"، لكن آخرين يرونه "شيكاً مفتوحاً لإسرائيل".
الخطة قد تعيد إحياء "اتفاقيات إبراهيم"، لكنها تُنتقد عربياً لعدم ضمان دولة فلسطينية حقيقية.
خاتمة
تبدو "حكاية" ترامب نهايتها سعيدة جزئياً، مع وقف محتمل للقصف وإطلاق رهائن، لكن النجاح يعتمد على التزام الأطراف. حماس ترى فيها "نصراً جزئياً"، إسرائيل "أماناً أمنياً"، وترامب "سلاماً أبدياً". إذا نُفذت، قد تُنهي الحرب، لكنها تحتاج ضمانات لتجنب عودة التصعيد. يُوصى بمراقبة التطورات حتى الموعد النهائي، مع التركيز على دور الوسطاء العرب. فهل تنجح هذه الخطة في ايقاف النزيف؟ هل هذه الخطة طريق للسلام الدائم، أم مجرد فصل آخر في صراع طويل؟ الترقب مستمر، مع أمل في إنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان. فماذا سيحصل لو تخلت المقاومة عن سلاحها وقبلت ببنود الخطة؟ وهل يتم تفعيل القرار ويتوقف العدوان؟
كاتب فلسفي