الوهم الديني والنرجسية Narcissism!
عصام شكري
الحوار المتمدن
-
العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 08:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"اضطراب الشخصية النرجسية عبارة عن حالة مرَضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه حينها شعور مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد ويسعى إلى ذلك. قد يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو الاهتمام بها. لكن وراء هذا القناع من الثقة المفرطة، فهم ليسوا متأكدين من تقديرهم لذاتهم ويمكن أن ينزعجوا بسهولة من أقل انتقاد." *
--------------------------
تيارات الاسلام السياسي
الا ترون الكم الهائل من النرجسية لدى احزاب وتيارات ومجاميع بل وحكومات الاسلام السياسي؟ الا ترون عقدة النقص في تصرفاتهم والتي تدل قبل اي شئ على انعدام التقدير لذواتهم والتهديد المستمر بالعنف والسلاح والقوة والتدمير؟ الا ترون ما جروا المجتمعات في العراق ولبنان واليمن وسوريا وتركيا والباكستان وافغانستان وطبعا الجمهورية الاسلامية الايرانية اليه؟
الناطق الاعلامي لحزب الله
قتلت اسرائيل البارحة الناطق الاعلامي باسم حزب الله محمد عفيف. ومن سمع تصريحات محمد عفيف المتكررة من ركام الضاحية الجنوبية لعرف دون ادنى شك انه مصاب (تماما كحزبه الاسلامي) بهذه النرجسية وان هناك علامات مرض واضحة. يرعد ويزبد ويهدد وينذر ويصرخ اننا منتصرون وان الميدان هو الحسم. وفي السر يقبلون بالمقترح الامريكي - الصهيوني الامبريالي القاضي بالرجوع خلف الليطاني. يا للعار. ليس للهزيمة العسكرية للاسلام السياسي وجبن الجمهورية الاسلامية وعدم زجها لقواتها مع هؤلاء الايتام ولكن عار ان تتسبب هذه النرجسية بقتل اكثر من 3000 انسان لبناني برئ (واكثر من 45 الف قتيل في غزة) بسبب سياسات هذه الاحزاب المريضة عقليا وسياسيا، ناهيك عن مئات الاف الجرحى والمعاقين وملايين المهجرين ومليارات الدولارت من الخسائر المادية وفقدان البيوت والمستقبل الغامض. لقد محت اسرائيل 40 قرية لبنانية في الجنوب من الوجود. تم تسويتها بالارض.
الجمهورية الاسلامية ووكلاء الله الحصريين!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وكل وكلاء الله الحصريين وحماس والجهاد وبقية وكلاء الجنة في التيار الصدري والعصائب والحشد الشعبي وما يسمى كتائب المقاومة الاسلامية وقبلها داعش والنصرة والقاعدة كلهم مصابون بالنرجسية والذوات المنتفخة. لا بسبب "عدالة القضية" كما يتصورون، بل اساسا بسبب الاحساس بالنقص. ان الدين خلق لهذه المجاميع والعصابات رغبة مرضية لسد هذا النقص حتى ولو باجساد الاطفال والنساء والعاجزين.
اتركي شريكك النرجسي. لا حل له!
ومن لديه اطلاع ولو ضئيل على علم النفس يعرف ان النرجسية لا حل لها. وبامكان اي شخص (وخاصة النساء اللواتي يعشن مع رجال نرجسيين) ان يراجعوا البحوث العلمية المطولة حول الموضوع. حيث يقال لكل من يعاني من تصرفات شخص نرجسي في حياته (اي منفوخ كالطبل): لا تتأمل اي تغيير منه. غادر فوراً. وهي نصيحة ثمينة جدا وخاصة للفتيات والنساء!
المجتمع لن يبرح مكانه!
اما على صعيد المجتمع الذي يعاني من هيمنة التيارات الاسلامية فان الحل لا يكمن برحيل المجتمع عنها، بل العكس تماما. بكنس هذه التيارات واجبارها على الرحيل. وهذا لا يعني ترحيلها جسديا بل تنشيف منابع نرجسيتها ومرضيتها الاجرامية؛ اي تنشيف منابع الزهو والنفخ والادعاء بان الله يتحدث معهم ليلا ونهارا وانهم يعرفون طريق الخلاص. انه الوهم الديني وخرافاته واوهامه المرضية بالتفوق الاجوف. العلمانية هي الترياق لهذه النرجسية الاجتماعية المريضة!
-------------------------------
• من الانترنيت - اظطراب الشخصية النرجسية - مايو كلينك Mayo Clinic