دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحركات الاجتماعية والتحولات المجتمعية


حميد كشكولي
الحوار المتمدن - العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 02:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

يعد تحليل دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحركات الاحتجاجية المعاصرة موضوعًا بالغ الأهمية، خاصة في ظل الانتشار الواسع لهذه المنصات وتأثيرها المتزايد على الحياة الاجتماعية والسياسية.
تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورا محورياً في تنظيم وتنسيق الاحتجاجات الشعبية، وهو أمر لا يمكن إنكاره. وإن لهذه الشبكات القدرة على تحقيق تعبئة سريعة للجماهير ونشر الأفكار المعارضة للنظام، وهو ما أثبتته العديد من الحركات الاحتجاجية.
وتكمن أهمية هذه الشبكات في توفير منصات للتواصل الفوري والوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، مما يعزز من تأثير الحركات الاحتجاجية.
وبينما لا يمكن إنكار الدور المهم الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في الحركات الاحتجاجية المعاصرة، إلا أن هذا الدور يجب أن يُنظر إليه بشكل نقدي وواقعي. يجب أن نأخذ في الاعتبار السياق المحلي لكل حركة احتجاجية، ودور الدولة والسلطات، وتأثير الثقافة والهوية، وتطور استراتيجيات الحركات الاحتجاجية. كما يجب أن نكون حذرين من تبسيط دور هذه المنصات، والتركيز على جانب واحد فقط من جوانبها المتعددة.

تعتبر الثورات والحركات الاحتجاجية التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة، لاسيما تلك التي اندلعت في أعوام 2016 و2018 وانتفاضة "نساء الحرية 2022"، من أهم الأحداث التي كشفت عن الدور المحوري الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي. لقد أثبتت هذه المنصات قدرتها الفائقة على حشد الجماهير، وتنظيم الاحتجاجات، ونشر الوعي بالقضايا المطروحة، مما جعلها أداة قوية في يد الحركات الاجتماعية.
فقد تمكنت شبكات التواصل الاجتماعي من حشد أعداد كبيرة من المتظاهرين في وقت قياسي، وذلك بفضل سهولة التواصل وتبادل المعلومات بين النشطاء. كما ساهمت هذه الشبكات في تنظيم الاحتجاجات وتحديد الأماكن والأوقات المناسبة للتجمع، مما زاد من فعالية الحراك. ولعبت هذه المنصات دورًا حيويًا في نشر الأخبار والمعلومات حول الأحداث الجارية، وكسر الحصار الإعلامي الذي تفرضه السلطات. كما ساهمت في فضح الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن، مما زاد من الضغط على النظام.
وبذلك أثبتت شبكات التواصل الاجتماعي قدرتها على توجيه دفة الاحتجاجات، حيث تمكن النشطاء من صياغة مطالبهم ونشرها على نطاق واسع، مما ساهم في توحيد الرؤية وتوسيع قاعدة المشاركة. وتمكن المتظاهرون من التواصل مع بعضهم البعض وتنسيق جهودهم على الرغم من المسافات الجغرافية التي تفصلهم، مما ساهم في خلق حالة من التضامن والوحدة الوطنية.

استخدم تطبيق تلغرام بشكل واسع في تنظيم القنوات واليوتيوبات التي تقدم الأخبار والمعلومات للمتظاهرين، كما تم استخدامه في التنسيق بين النشطاء وتحديد أماكن التجمع.
وساهمت منصة إنستغرام في نشر صور وفيديوهات توثق انتهاكات قوات الأمن، كما تم استخدامها في تنظيم حملات التوعية والتعبئة.
وقد واجهت تحديات عديدة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من قبيل الرقابة الحكومية وانتشار الأخبار الزائفة والاعتماد على التكنولوجيا.
فقد أثبتت شبكات التواصل الاجتماعي أنها أداة قوية في يد الحركات الاحتجاجية، حيث ساهمت في تغيير قواعد اللعبة في مجال النشاط السياسي. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المنصات يتطلب تخطيطًا جيدًا وتنسيقًا فعالًا، بالإضافة إلى الوعي بالتحديات التي تواجهها.

رؤية مانويل كاستيلز لدور الشبكات الاجتماعية في الحراك الاجتماعي
تعتبر أفكار مانويل كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في إحداث التغيرات الاجتماعية من أهم الرؤى التي شكلت فهمنا المعاصر للعلاقات بين التكنولوجيا والمجتمع. لقد قدم كاستيلز تحليلاً عميقاً للكيفية التي غيرت بها الشبكات الاجتماعية سلوكنا وتفاعلاتنا، وكيف أصبحت محركاً رئيسياً للتغيير الاجتماعي والسياسي.

يشدد كاستيلز على أن الشبكات الاجتماعية قد حوّلت الطريقة التي نعيش بها ونعمل بها ونفكر بها. فهي لا تمثل مجرد أدوات للتواصل، بل تشكل بنية اجتماعية جديدة، حيث تتفاعل الأفراد والجماعات بطرق غير مسبوقة. وفي هذا السياق، يرى كاستيلز أننا انتقلنا من مجتمع صناعي إلى مجتمع شبكي، حيث المعلومات والاتصالات هي القوى الدافعة الرئيسية. وفي هذا المجتمع، تلعب الشبكات الاجتماعية دورًا حاسمًا في تشكيل الهويات، وبناء العلاقات، وتبادل المعرفة.
يوضح كاستيلز أن الشبكات الاجتماعية توفر منصات فعالة للتعبئة والتنظيم، حيث يمكن للأفراد والجماعات أن تتواصل وتنسق جهودها بسهولة وسرعة. وهذا ما يجعلها أداة قوية للحركات الاجتماعية، التي تستطيع من خلالها حشد الدعم ونشر الرسائل وتنظيم الاحتجاجات.
و يرى أن الشبكات الاجتماعية تساهم في توليد طاقة نفسية واجتماعية قوية، حيث تشجع على الشعور بالانتماء والهوية المشتركة. وهذا بدوره يعزز من قدرة الأفراد على التغيير والتحدي. ويؤكد على أن الشبكات الاجتماعية تلعب دورًا حاسمًا في التغيير الثقافي، حيث تساهم في نشر الأفكار والقيم الجديدة، وتحدي الأنظمة والمعتقدات التقليدية.

تتيح الشبكات الاجتماعية التواصل الفوري بين الأفراد والجماعات على نطاق واسع، مما يسهل نشر المعلومات والأفكار. و تتيح للأفراد والجماعات تنظيم أنفسهم بشكل ذاتي، دون الحاجة إلى هياكل تنظيمية تقليدية. وتشجع على التضامن والتعاون بين الأفراد والجماعات، مما يعزز من قوة الحركات الاجتماعية
كما تمكن الشبكات الاجتماعية الأفراد والجماعات من تحدي النظم القائمة، وكشف الظلم والفساد، ومطالبة بالحقوق.

ومن الأمثلة على تطبيقات نظرية كاستيلز ،الثورات العربية إذ كانت الشبكات الاجتماعية عاملاً حاسمًا في اندلاع الثورات العربية، حيث ساهمت في حشد الجماهير وتنظيم الاحتجاجات ونشر الوعي بالقضايا المطروحة. وحركة #MeToo التي استخدمت الشبكات الاجتماعية لكسر حاجز الصمت حول التحرش الجنسي، وتشجيع الضحايا على التحدث والتضامن مع بعضهن البعض. وقد لعبت الشبكات الاجتماعية دورًا حاسمًا في تنظيم الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، ونشر الوعي بأهمية المساواة والعدالة الاجتماعية.

بهذا، تعتبر أفكار مانويل كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في إحداث التغيرات الاجتماعية من أهم الرؤى التي تشكل فهمنا المعاصر للعلاقات بين التكنولوجيا والمجتمع. لقد قدم كاستيلز تحليلاً عميقاً للكيفية التي غيرت بها الشبكات الاجتماعية سلوكنا وتفاعلاتنا، وكيف أصبحت محركاً رئيسياً للتغيير الاجتماعي والسياسي.

رؤية كاستيلز حول تحول مفهوم السلطة
تعتبر رؤية مانويل كاستيلز حول تحول مفهوم السلطة من أهم الأفكار التي شكلت فهمنا المعاصر للعلاقات بين التكنولوجيا والسياسة. إن فكرة "قوة الشبكة" التي طرحها كاستيلز تقدم لنا تصوراً جديداً لكيفية توزيع السلطة وتمركزها في العصر الرقمي.
يشير كاستيلز إلى تحول جذري في مفهوم السلطة، حيث انتقلنا من نموذج السلطة التقليدية التي كانت تعتمد بشكل أساسي على المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام المركزية إلى نموذج جديد يعتمد على "قوة الشبكة".

في نموذج قوة الشبكة، لا تتركز السلطة في أيدي مجموعة محددة من الأفراد أو المؤسسات، بل تتوزع بشكل أوسع بين الأفراد والجماعات المتصلة عبر الشبكات الرقمية، إذ تساهم الشبكات الاجتماعية في تعزيز الديمقراطية الرقمية، حيث تتيح للأفراد المشاركة في صنع القرار وتعبير عن آرائهم بحرية أكبر. ويمكن للأفراد والجماعات تنظيم أنفسهم بشكل ذاتي عبر الشبكات، مما يقلل من الاعتماد على الهياكل التنظيمية التقليدية. كما تتميز الشبكات بالقدرة على التغيير والتطور بسرعة، مما يجعلها أداة فعالة للتعبير عن المطالب والتغيير الاجتماعي.

تواجه الشبكات الرقمية تحديات كبيرة من قبل الحكومات التي تسعى للسيطرة على المعلومات وتقييد حرية التعبير. ويشكل انتشار المعلومات المضللة تهديداً كبيراً لفعالية الشبكات في التعبير عن الحقيقة وبناء الثقة. والتحدي الآخر هو أن نجاح الشبكات يعتمد على توفر التكنولوجيا والإنترنت، وهو ما يمثل تحديًا في بعض المناطق.

وخلاصة الكلام إن فكرة قوة الشبكة التي طرحها كاستيلز تقدم لنا تصوراً جديداً لكيفية توزيع السلطة وتمركزها في العصر الرقمي. فقد أصبحت الشبكات الاجتماعية أداة قوية في يد الحركات الاجتماعية، إذ تمكنها من التعبير عن مطالبها وتنظيم جهودها تنظيما أكثر فعالية. ومع ذلك، فإن قوة الشبكة تواجه تحديات كبيرة تتطلب منا التفكير في كيفية حماية هذه الأداة وضمان استخدامها بشكل إيجابي.

رؤية كاستيلز حول دور الإنترنت في الحركات الاجتماعية: الربيع العربي كنموذج

تعتبر رؤية مانويل كاستيلز حول دور الإنترنت والشبكات الاجتماعية في إحداث التغيرات الاجتماعية من أهم الرؤى التي شكلت فهمنا المعاصر للعلاقات بين التكنولوجيا والسياسة. لقد قدم كاستيلز تحليلاً عميقاً للكيفية التي غيرت بها الشبكات الاجتماعية سلوكنا وتفاعلاتنا، وكيف أصبحت محركاً رئيسياً للتغيير الاجتماعي والسياسي.

الربيع العربي: تجسيد حي لـ"قوة الشبكة"
لقد استخدم كاستيلز ثورات الربيع العربي كمثال حي على كيفية عمل "قوة الشبكة" في الواقع. فقد أظهرت هذه الثورات بوضوح كيف يمكن للشبكات الاجتماعية أن تحفز التغيير الاجتماعي على نطاق واسع. فقد استخدم النشطاء في الدول العربية منصات مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب لتنظيم الاحتجاجات وتنسيق الجهود بشكل سريع وفعال.ولم تقتصر الاحتجاجات على حدود دولة واحدة، بل امتدت إلى دول أخرى في المنطقة، مما شكل حركة احتجاجية عابرة للحدود. كما ساهمت الشبكات الاجتماعية في نشر الوعي بالقضايا المطروحة، وكشف الانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الحاكمة. وقد شكل النشطاء مجتمعات افتراضية عبر الإنترنت، مما عزز من شعورهم بالانتماء والهوية المشتركة.
أكد كاستيلز على الدور المحوري للتكنولوجيا في إحداث التغيرات الاجتماعية، مما دفع الباحثين والسياسيين إلى إيلاء اهتمام أكبر لهذه القضية. وقدم تحليلاً عميقاً لآليات عمل الحركات الاجتماعية في عصر الرقمية، مما ساعدنا على فهم هذه الحركات بشكل أفضل.
ويمكن للناشطين والمنظمات الحقوقية الاستفادة من تحليل كاستيلز لتطوير استراتيجيات جديدة للعمل الاجتماعي.

رؤية كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في نشر الخطاب البديل
تعتبر رؤية مانويل كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في نشر الخطاب البديل من أهم الرؤى التي شكلت فهمنا المعاصر للعلاقة بين التكنولوجيا والسياسة. لقد قدم كاستيلز تحليلاً عميقاً للكيفية التي غيرت بها الشبكات الاجتماعية سلوكنا وتفاعلاتنا، وكيف أصبحت منصةً قويةً لإنتاج وتوزيع الخطابات البديلة التي تتحدى الخطاب الرسمي.
يشدد كاستيلز على أن الشبكات الاجتماعية قد حوّلت الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا ونفهم العالم من حولنا. فهي لا تمثل مجرد أدوات للتواصل، بل تشكل فضاءً عاماً جديداً حيث يمكن للأفراد والجماعات أن تخلق وتشارك وتنشر الأفكار والمعلومات بحرية أكبر.
يرى كاستيلز أن الخطاب البديل الذي ينشأ في فضاءات الشبكات الاجتماعية يمثل تحدياً مباشراً للخطاب الرسمي الذي غالباً ما يكون خاضعاً للسيطرة الحكومية أو وسائل الإعلام التقليدية.
يساهم الخطاب البديل في بناء شعور عميق من التضامن والهوية الجماعية بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية، مما يعزز من قوة الحركات الاجتماعية إذ تمنح الشبكات الاجتماعية للحركات الاجتماعية فرصة فريدة لإيصال رسائلها وأفكارها مباشرة وبوضوح إلى جمهورها المستهدف، دون الحاجة إلى الوساطة من قبل المؤسسات الإعلامية التقليدية.
يمكن للخطاب البديل أن ينتشر بسرعة كبيرة ويوصل إلى جمهور واسع في وقت قصير. و يتميز الخطاب البديل بالتنوع والابتكار، حيث يمكن للأفراد والجماعات أن تعبر عن آرائهم بطرق إبداعية ومبتكرة. ويشجع على التفاعل والتشارك بين الأفراد والجماعات، مما يؤدي إلى خلق حوارات غنية ومعمقة.
من الأمثلة على الخطاب البديل استخدام الحركات الاحتجاجية الشبكات الاجتماعية لنشر رسائلها وتنظيم فعالياتها.
وتقديم المدونات والمواقع الإخبارية المستقلة وجهات نظر بديلة للأحداث الجارية. واستخدام الفنانين الرقميين الشبكات الاجتماعية لنشر أعمالهم الفنية التي تعبر عن قضايا اجتماعية وسياسية.

رؤية كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في بناء الهويات المشتركة ونضال المعنى
تعتبر رؤية مانويل كاستيلز حول دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل الهويات المشتركة ونضال المعنى من أهم الأفكار التي شكلت فهمنا المعاصر للعلاقة بين التكنولوجيا والسياسة. لقد قدم كاستيلز تحليلاً عميقاً للكيفية التي غيرت بها الشبكات الاجتماعية سلوكنا وتفاعلاتنا، وكيف أصبحت منصةً قويةً لبناء الهويات الجماعية وتحدي الخطابات الرسمية.

يشدد كاستيلز على أن الشبكات الاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في بناء الهويات المشتركة، حيث توفر فضاءً عاماً يمكن للأفراد والجماعات من خلاله مشاركة القيم والمعتقدات والتجارب المشتركة. وهذا بدوره يعزز من الشعور بالانتماء والهوية الجماعية، مما يجعل الأفراد أكثر استعداداً للمشاركة في الحركات الاجتماعية.

ويرى كاستيلز أن الحركات الاجتماعية لا تقتصر على المطالبة بتغيير مادي، بل تسعى أيضاً إلى تغيير المعاني والقيم السائدة في المجتمع. ويشير إلى أن الشبكات الاجتماعية توفر منصة قوية لنضال المعنى، حيث يمكن للأفراد والجماعات أن تخلق وتشارك وتنشر أفكاراً جديدة وتحدي الخطابات الرسمية.
يوضح كاستيلز أن الحركات الاجتماعية الحديثة التي تتبنى البنية الشبكية الأفقية تتميز بالمرونة والاستدامة. ففي ظل هذا النموذج التنظيمي، يتمتع الأفراد والمجموعات بقدرة أكبر على المشاركة في صنع القرار واتخاذ المبادرات.
يمكن للحركات الاجتماعية التي تتبنى هذه الهياكل أن تتكيف بسرعة مع التغيرات والتحديات. و تقلل الهياكل اللامركزية من الاعتماد على القيادة المركزية، مما يزيد من استدامة الحركة. وتشجع هذه الهياكل على المشاركة الواسعة للأفراد في صنع القرار. وتسمح الهياكل الأفقية بوجود تنوع في الأفكار والآراء.
وقد تواجه هذه الهياكل صعوبة في اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة. ونلمس على الأغلب الافتقار إلى التوجيه إذ قد يشعر بعض الأفراد بالحاجة إلى قيادة واضحة. كما يمكن للسلطات أن تستغل نقاط الضعف في هذه الهياكل للتلاعب بها.