عن ( عقوبة نقض العهود / دعاء شادية / الإعجاز العلمى فى القرآن و( السُنّة ) / جار )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
قال تعالى : ( الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الانفال ) . لا أفهم الآيات التالية ، وأرجو ان توضح لى خلفيتها لأنى لا أعرف معنى ( تثقفنهم ).
إجابة السؤال الأول :
أولا : الثقف هو الاصطدام فى الحرب قتالا .
ثانيا : خلفية الموضوع :
1 ـ الاسلام السلوكى هو السلام فى التعامل مع الناس. وهو أساس المواطنة داخل الدولة الاسلامية . وكل فرد مسالم هو مسلم طبقا لسلوكه . أما دينه بمعنى عقيدته وعبادته وعلاقته بربه جل وعلا فالمرجع فيها لله جل وعلا يوم الدين .
2 ـ وعلى أساس السلام أيضا تكون علاقة الدولة الاسلامية بغيرها ، إذ يجب أن تكون الدولة الاسلامية قوية تُخيف أو تُرهب من يفكر فى الاعتداء عليها ، لأنها لو كانت ضعيفة فهى تُغرى خصومها بالهجوم عليها ، بقوتها العسكرية وإلتزامها بالسلام تحقن دماءها ودماء خصومها أيضا . قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)الأنفال ).
3 ـ قتال من يعتدى هو لرد العدوان بمثله ، وليس للعدوان ، فإذا انتهى العدوان يتوقف القتال الدفاعى . قال جل وعلا : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ).
ثالثا :
هذه مقدمة ضرورية ، نفهم منها أن إلتزام السلام يوجب عقد معاهدات تمنع الحرب ، وهذا ما سار عليه النبى محمد عليه السلام . لكن بعضهم أدمن نقض العهود فنزل التشريع بالتعامل معهم فى قوله جل وعلا : ( الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الانفال ) أى :
1 ـ الذى يدمن الاعتداء ونقض العهود ويهجم عليك فعلا فقاتله واهزمه حتى يتشرّد من يعاونه .
2 ـ الذى يريد الاعتداء ويجهّز له نقضا للعهد وخيانة له فعليك أن تعلن له معرفتك بما يجهّز له ، وهذا حتى يرتدع .
أخيرا :
1 ـ ليس هذا مذكورا فى سيرة ابن إسحاق ، مع أن الواضح أن الآيات الكريمة تشير الى واقع حدث .
2 ـ كان للنبى محمد عليه السلام جيش قوى ، وله مخابرات ، ونتوقع أن تتكون من المؤمنين سرّا خارج الدولة الاسلامية . وتجهيز المخابرات يدخل ضمن الإعداد العسكرى فى الآية 60 من سورة الأنفال .
السؤال الثانى :
بتعجبنى اغنية الفنانة شادية اللى بتدعى فيها وتقول إلاهى ليس لى إلاك عونا فكن عونى هل هذا الزمان . هل يصح أن أدعو بهذا الدعاء أم لا ؟
إجابة السؤال الثانى :
أولا :
1 : للدعاء المستجاب شروط :
1 / 1 ـ أن يكون بصوت خافت وبتضرع ، وإلّا كان إعتداءا على مقام رب العزة جل وعلا ، القائل : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف ).
1/ 2 ـ الّا يكون فيه واسطة فالله جل وعلا قريب لنا . قال جل وعلا : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة ).
2 ـ لذا :
2 / 1 : يكون كفرا أن تتوسل فى دعائك ب ( جاه النبى ) فليس للنبى جاه عند الله جل وعلا ، يكفى قوله جل وعلا له :
2 / 1 / 1 : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الانعام )
2 / 1 / 2 : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) يونس ).
2 / 2 : من الكفر أن يتحول الدعاء الى أُغنية .
3 ـ قول ( إلاهى ليس لى إلاك عونا ) معناه تكرّر فى القرآن الكريم ، منه :
3 / 1 : ( وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ) (18) يوسف ).
3 / 2 : ( وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ ) َ(112) الأنبياء )
3 / 3 : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) آل عمران)
3 / 4 : ( حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة )
3 / 5 : ( حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الزمر ). وعليه فمن الأفضل أن تدعو بما جاء فى القرآن الكريم .
4 ـ مع ذلك لك أن تدعو ربك جل وعلا بما تريد طالما تلتزم بشرط الدعاء .
أخيرا ـ
( ما تعملشى فيها شادية وتغنى فى الدعاء فتكون من الخاسرين الذين يتخذون دينهم لهوا ولعبا )
السؤال الثالث :
هناك من يقول انه لا توجد نظريات علمية فى القرآن الكريم . فماذا عن الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة ود زغلول النجار ؟
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ أحاديث السُّنّة أكاذيب من حيث نسبتها للنبى محمد عليه السلام . وبعضها تمت صياغته من الثقافة الموجودة فى عصرها . ومنها المعارف المتوارثة ، طبية وغيرها . وبعضها صحيح . ولكن لا شأن لها بالاسلام أو بالنبى محمد عليه السلام .
2 ـ القرآن الكريم كتاب فى الهداية ، وفى معرض الهداية تأتى آيات التشريع ، وآيات فى القصص الماضى والمعاصر للنزول ، وإشارات علمية . وقلنا كثيرا إن للقرآن الكريم منهجه فى إيراد آيات التشريع ، ومنهجه فى القصص ، ومنهجه فى إيراد بعض الحقائق العلمية . بالتالى فليس القرآن الكريم كتاب قانون أو كتاب تاريخ أو كتاب نظريات علمية .
3 ـ الذين ينكرون الإشارت العلمية فى القرآن الكريم أو إعجازه العلمى لا علاقة لهم بالقرآن الكريم ولا بالعلم الحديث . هم أسوأ ـ قليلا ـ من زغلول النجار .!
السؤال الرابع :
ما معنى ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) ؟
إجابة السؤال الرابع :
( جار ) فى القرآن الكريم له معنيان :
1 ـ الجار القريب فى السكن ، وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ).
2 ـ الجار من الفعل يُجير ، أى ينقذ . وهذا مفهوم من الآيات الكريمة التالية :
2 / 1 : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الانفال )
2 / 2 :( وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) التوبة )
2 / 3 :( قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون )