عن ( الجنتان / غار حراء أو غار خراء / فقه الحيل الحنفى )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
فى سورة الرحمن ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) . ما معنى جنتان ؟
إجابة السؤال الأول :
هناك جنتان يوم القيامة للمتقين ، وهم نوعان : السابقون المقربون ، وأصحاب اليمين . قال جل وعلا فى أواخر سورة الواقعة عن لحظة الاحتضار : ( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96). وقال جل وعلا فى أوائل نفس السورة : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38 )
السؤال الثانى :
هل الصعود الى غار حراء من مناسك الحج ؟ الناس تصعد اليه بمشقة بالغة لتتبرك به ، وقد ترك حاج طفله المشلول هناك املا فى شفائه . وما رأيك فيما يقولون ان النبى كان يصعد اليه ليعبد الله ، وأنه نزل الوحى عليه بسورة إقرأ ، وان النبى كان فيه مع أصحابه فاهتز فقال للجبل أن يسكن فسكن ولم يتحرك . ؟
الاجابة
1 ـ من الأفضل أن تقول ( غار خراء ) بدلا من غار حراء . لأن كل الأكاذيب التى قيلت وتقال عن غار حراء هى ( خراء ) . ليس من مناسك الحج الصعود اليه ، وليست للنبى محمد عليه السلام أى علاقة به ، وهو حديث حقير ذلك الذى إفتراه مسلم : ( عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان على جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسكن حراء فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد» وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص) . هؤلاء صحابة الفتوحات أشد الناس كفرا ، عليهم جميعا لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .
2 ـ ما الذى يدعو محمدا قبل أن يكون نبيا يوحى اليه الى أن يصعد هذا الجبل ليعتكف فيه ؟ ألم يكن الأولى له أن يعتكف فى البيت الحرام ؟ ثم لماذا هذه المشقة والعنت صعودا ونزولا ؟ إن دين الله جل وعلا مؤسّس على التيسير والتخفيف ورفع المشقة والحرج . قال جل وعلا :
2 / 1 :( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (28) النساء )
2 / 2 : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ( 78 ) الحج )
2 / 3 : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) (6) المائدة )
ولكن الدين الشيطانى قائم على إتعاب الناس . أذكر أننى زرت دير سانت كاترين قرب جبل الطور . وعجبت للسوّاح وهم يصعدون الى قمة الجبل بالليل تعبدا ، ومن بينهم عجائز . وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . هو نفس العنت الذى يفعله المحمديون بالصعود الى غار خراء . جدير بالذكر أن كلمة (غار ) لم تأت سوى مرة واحدة فى سورة التوبة ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة ) وقريب منها وفى نفس السورة كلمة ( مغارات : ( لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة ) . يعنى لا ذكر مطلقا لغار حراء مع ذكر لغار آخر .
3 ـ الذى لا يعرفه المحمديون أن ( محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمى ) كان ضالّا مثل قومه ، يعبد أصنامهم ، ثم هداه ربه واصطفاه رسولا بالرسالة الخاتمة . وحين ترك عبادة الأصنام والأوثان كانوا يضغطون عليه ليعود اليها . نستشهد بالآيات التالية والتى يكفر بها المحمديون :
3 / 1 :( وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) الضحى )
3 / 2 :( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (56) الانعام )
3 / 3 ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66) غافر ).
4 ـ من الأكاذيب السّامة أيضا أن جبريل نزل عليه فى غار حراء يقول له إقرأ فقال : ما أنا بقارىء ..الخ . نفينا هذا فى كتابنا ( ليلة الاسراء هى ليلة القدر ) وفى بحث ( النبى كان يقرآ ويكتب وهو الذى كان يكتب الوحى ) .
5 ـ جدير بالذكر أن عليه السلام بعد إجتنابه عبادة الأوثان نهاه بعضهم عن الصلاة ، والصلاة متوارثة ضمن ملة ابراهيم ، ولكنهم كانوا يؤدون الصلاة لله ويؤدونها لأوليائهم . فنقموا عليه انه يصلى لله جل وعلا وحده ، ونهاه بعضهم ، وقد جاء فى أول سورة قوله جل وعلا : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) العلق )
السؤال الثالث :
استاذ ازهرى مشهور عندنا يعطى زكاة ماله الى شقيقه الفلاح . وشقيقه يعطيه الزكاة نفس المبلغ ، يعنى بالتبادل . لما سألته قال هذا مذهب ابوحنيفة النعمان . هل هذا صحيح .؟
إجابة السؤال الثالث :
لا شأن لأبى حنيفة بهذا . هناك فى الفقه الحنفى ما يعرف بفقه ( الحيل ) أى التحايل على الشرع ، وأول من إبتدعه هو تلميذ أبى حنيفة أبو يوسف ، الذى كان قاضى القضاة للرشيد العباسى . وقد وضعوا له القواعد فى الافطار فى نهار رمضان والتحايل فى الزكاة المالية . ولنتذكر أن العبادات كلها وسائل للتقوى ، بالتالى فمن يتحايل فى تعطيلها هو عدوُّ لله جل وعلا .