|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: ياسين الحاج صالح |
حزب الله قوة احتلال وقتل في سورية
حزب الله قوة احتلال وقتل في سورية، منذ البداية المُعلنة لتدخله في القْصير في ربيع 2013، مروراً بحصار مضايا والزبداني، ثم المشاركة في إعادة احتلال الغوطة الشرقية لمصلحة النظام، إلى اليوم. هذه عبارة عن واقع معاين، لا جدال في صدقها الوصفي. ما يمكن المجادلة فيه هو تسويغ مضمون هذه العبارة. يمكن أن يقال مثلاً إن السوريين مستحقون للقتل والاحتلال لأنهم خونة، يثورون ضد نظام مقاوم لإسرائيل. أو يمكن أن يقال إن حزب الله يحارب في سورية "الإرهاب التكفيري" كي لا يضطر إلى قتاله في لبنان، وهذا قاله حسن نصر الله شخصياً. الحرب ضد الإرهاب هي القضية الجامعة كل قوى الاحتلال والسيطرة في عالم اليوم، من الأميركيين والإسرائيليين، إلى الإيرانيين والروس، إلى الحكم الأسدي وجميع الأنظمة العربية. على أن حزب الله يميز الإرهاب الذي يتهم هو به عن الإرهاب الذي يحاربه في سورية بأن الأخير "تكفيري"، خالقاً مساحة مشتركة مع قوى أوربية وأميركية كان "الإرهاب التكفيري"، أي السلفي الجهادي السني مشكلة حقيقية لها (ولمجتمعاتنا في واقع الأمر). وقد يجري تبرير مشاركة الميلشيا الشيعية اللبنانية الحكم الأسدي حربه في سورية عليه بحماية المراقد الشيعية المقدسة. وفوق أن ذلك يذكر بحجة الحروب الصليبية قبل قرون، فأنه يثير سؤالاً وجيهاً: هذه المراقد موجودة منذ مئات السنيين ولم تحتج إلى حماية مسلحة في أي وقت سبق، ولم يكن أي منها تعرض للاعتداء أو تهديد باعتداء وقت تدخل حماتها المزعومون. فما الذي جد؟ هل يحتمل أن الاستقطاب الطائفي الذي أسهم الحزب المسلح المذكور في خلقه عبر التجند لمصلحة إيران أخذ يخلق مخاطر على تلك المراقد؟ وأخيراً، قد يقال إن الحزب التابع لإيران يتدخل في سورية ثأراً للحسين (بن علي) من سلالة يزيد (بن معاوية)، مثلما يقال بالفعل لأفغان (نظمتهم إيران في ميليشيا فاطميون) وباكستانيين (في ميليشيا زينبيون)، وكي "لا تسبى زينب مرتين". وهذا يضعنا في عالم خرافي، معادلاته كلها كارثية، نرى مثلها في فلسطين التي تجسد دولة الاحتلال الإسرائيلي شيئاً ثأرياً مماثلاً. ما يجمع إيران وأتباعها بإسرائيل هو هذا التكوين الناقم الذي لا تتقادم ثاراته، لا بعد أجيال ولا بعد قرون. ثم إننا نرى تكويناً مماثلاً في "الإرهاب التكفيري" ذاته، وهو في ثأر مستمر من العالم. وبصور مختلفة عند الإنجيليين الأميركيين وغيرهم من الحركات الإحيائية، التي تعول على معركة آخر الزمان، هرمجدون بقيادة المسيح، يتنصر بعدها اليهود. يجمع بين هذه التشكيلات إرادة ترجمة مقولات لاهوتية فوق تاريخية، "مسيحانية"، إلى برامج للتطبيق السياسي، فتتسبب هذه الإحيائيات في موتيات واسعة معممة، إبادية.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |