سباق المسافات -القصيرة- زوارق الساسة العراقيين في سباق الانتخابات القادمة..
علي عباس خفيف
الحوار المتمدن
-
العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 16:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لابد انه سيلفت نظرنا قيام كتلة من كتل الحكم في العراق بتقديم نصيحتها الى الكاظمي على لسان الناطق الرسمي عنها، وهي تحدد أن من أخطاء الحكومة السابقة حكومة عادل عبدالمهدي أنها لم تكسب ودَّ وثقة (المجتمع الدولي)!، وحين ننظر في أفق الانتخابات القادمة القريبة فالنصيحة هي في الحقيقة رسالة واضحة وهزيلة موجهة نحو "البيت الابيض" تخالو أن تؤكد وضع امكانات هذه الكتلة تحت خدمة القوى الأجنبية، وهي تعرف يقينا ان الاجنبي هوالذي يقرر من يحكم وما هي أدواته.
هذه النصيحة جاءت بحرص من "ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي" وهي بلا شك تلخّص موقف كثيرين أسسوا للخضوع السياسي الذي يكرس الهيمنة الأجنبية، ويضحي بالسيادة الوطنية والاستقلال السياسي، ولقد جاءت النصيحة تحت عنوان فضفاض على لسان السيدة "آيات المظفر" الناطق الرسمي عن "ائتلاف النصر" بصيغة لا لبس فيها (ضرورة تصحيح اخطاء حكومة عادل عبد المهدي وكسب ثقة المجتمع الدولي). ".
ولأن النصيحة هذه موجهة للكاظمي خلال زيارته لواشنطن فمن المفروغ منه ان المجتمع الدولي المقصود هو "البيت الابيض"، اي الدولة المارقة بمقاييس التفكير الامريكي الامبريالي ذاته، وهو مروق كثيرا ما أكد تفاصيله كتّاب معروفين مثل (نعوم جومسكي) حين يتحدث عن العسكرة والعدوان عبر العالم الذي أسست سياسته امريكا.
ولم تبخل "آيات المظفر" علينا بتسمية المجتمع الدولي حينما أكدت أن (الحكومة السابقة برئاسة عبد المهدي اتسمت بخصائص خاطئة عدة، وسلوكيات ادت إلى فقدان ثقة المجتمع الدولي بشكل عام و"الولايات المتحدة بشكل خاص" ناهيك عن الرأي العام الداخلي “، وأن “ضعف الدعم الدولي لمسناه في الحكومة السابقة من خلال خرق السيادة وقصف المعسكرات واغتيال القادة وغيرها”.). خصوصا حين ربطت هذه الظواهر الملموسة بتقديم حكومة عبدالمهدي "طلب غير دستوري الى البرلمان بانهاء الاتفاقية الامنية واخراج القوات الاجنبية من البلاد".
نص المظفر يكيل الاتهامات ويكشف جملة من الوقائع: اولها؛ لماذا "لمسنا ضعف الدعم الدولي؟" وأمريكا لم تلغِ التزامها بالمواثيق والاتفاقات الثنائية مع الحكومة العراقية؟ ولم تغادر العراق أو تشطب على اتفاقياتها الأمنية او تتنصل عنها، أو تغادر البلاد مع عسكرها وتعود من حيث أتت، بل هي في العراق بكل قوتها في المنطقة.
ثانيها؛ هو اتهام صريح أن "خرق السيادة وقصف المعسكرات والاغتيالات" هي محاولات ضغط "المجتمع الدولي" على حكومة عبدالمهدي لاحراجها، وهو اتهام خطير، ويكشف حقيقة تشغيل الفوضى واليد التي تلعب هذه اللعبة.ما يعني أن الوضع الامني يرتبط برضا وثقة امريكا بلا ادنى شك حسب قوة عملت مع الامريكان وتعرف اسرار عمله.
وهناك ثالثها ورابعها.. الخ
وفي الحقيقة ، وهو الأهم، ان اثتلاف النصر يؤكد للامبرياليين الامريكان انه مستعد للعمل من اجل تكريس هيمنتهم على العراق بصورة مطلقة. وأن ائتلاف النصر جاهز تماماً للتضحية بالتحالفات السرية مع الجارة ايران، فضلا عن انه مستعد وتحت الطلب حيث ترغب امريكا في تنفيذ ما تشتهيه وربما الذهاب مع رغبة امريكا إلى حدود التطبيع إن تطلب الامر. وليس في هذا مغالاة-، ولا أسف عن الظن الذي قد يعتبره البعض متطرفاً، بعد اللقاء الثلاثي بين الكاظمي والسيسي والملك عبدالله.