|
في بنية العنف والتمييز ضد المرأة
عامر موسى الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 11:50
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تقول الاسطورة ، ان عشتار علمت هاروت وماروت اسرار الحياة مقابل تعليمها اسرار الصعود الى السماء ، لتكون هناك وتستقر بعيداً ، كوكباً متألقاً في السماء للهداية لمسالك البر والبحر ( كوكب الزهرة ). لا ادري لماذا ..؟! هل هربي من ظلم آت ؟! بعد ان تحولت المراة وحتى الالهة الانثى منها لقرابين ووسائل للتقرب الى الالهة. تشير الكثير البحوث الانثروبولوجية ( علم الانسان ) ان بدايات النواة الاولى لتأسيس التجمعات الاسرية البدائية او ما يمكن تسميته بالمجتمع الانساني ، كانت بدايات امومية ، وقد تحولت تدريجياً الى مجتمع ذكوري. ومازالت في مجاهل افريقيا وامريكا الجنوبية وخاصة ( الامازون ) ، بعض القبائل تكون فيها القيادة والسيطرة على امور العائلة والقبيلة بيد المرأة. وفي تأريخنا القديم الكثير من الاسماء لنساء كانت لهن الريادة او المساهمة في بناء الحضارات والدول وفي فترات زمنية مختلفة مثل ( سميراميس ، شبعاد ، نفرتيتي ، كليوباترا ، بلقيس ، زنوبيا ) ، وفي العصور العربية القديمة كانت هناك ايضا المكانة المتميزة للمرأة في عدة مجالات مثل ( الخنساء ، خولة بنت الازور ، اسماء بنت ابي بكر ، وزبيدة ، وغيرهن كثير ). وفي الديانات السماوية ، تذكر بعض منهن اللواتي كانت لهن الادوار المتميزة في دعم الانبياء و الرسل والرجال الصالحين ( سارة زوجة سيدنا ابراهيم الخليل ، وزوجة زكريا ، والسيدة مريم العذراء (ع) ، ومريم المجدلية ، والسيدة خديجة الكبرى التي كانت اول الداعمين للرسول الكريم مادياً ومعنوياً حتى وفاتها وهي في ظروف صعبة. وابنة الرسول (ص) السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) زوجة الامام علي بن ابي طالب (ع). ومنذ زمن بعيد بدأ المجتمع الانساني مع الاسف استعمال القوة والقسوة والامتهان ضد المرأة . أي ان بدايات المجتمع الذكوري تأسس على مبدأ الاقصاء للمرأة وبالعديد من الوسائل الممكنة ، وعلى الرغم من التعاليم الدينية السماوية وغير السماوية او القوانين الوضعية ، التي تؤكد على انسانية المراة ودورها المتميز في المجتمع ، من تربية ورعاية للاولاد والزوج والبيت. والتاريخ مازال يحفظ لنا قصصا كثيراً كجعل المراة قرباناً للالهة وبطرق وحشية او وأد البنات ، واسر النساء وجعلهن كخادمات وضيعات ومحضيات او مصدر عار لمن يكون في موقع عداء. ومع الاسف على الرغم مما يسمى بالتطور الحضاري والتكنولوجي مازالت تجارة الرقيق بكل الوانه الابيض والاسمر والاسود رائجة في الكثير من الدول حتى المتقدمة منها ، وخاصة في مناطقنا العربية والشرقية وتحت مسميات تبيح ذلك. وظلت المراة في نظر هذه المجتمعات مصدر قلق لها وعار احياناً، لتتحول بكل سهولة الى مشروع دائم للاهانة والاستهجان والسخرة . واحيانا مشروع قتل يسمى بـ ( غسل العار ) ، وكم من فتاة او أمرأة ذهبت مجاناً دون حساب او تدقيق في مصدر الاشاعة ، وفي ذلك امثلة كثيرة لاتحصى ، الى يومنا هذا ، او سلعة بخسة في الفصل العشائري عند الذين يتكلمون بالدين والاخلاق والاعراف الاسلامية والعربية ، تحت مسمى ( الفصّلية )* ، ( كصة بكصة )** و ( كبع واخذ )***. وبعد الحرب العالمية الاولى وبدايات تأسيس الدول الحديثة ( العراق ، مصر ، سوريا ، لبنان ، الاردن ، المغرب العربي ، تركيا ، ايران ) ، أتبعت هذه الدول الكثير من السياسات التي تشجع على دخول المرأة لمعترك الحياة والعمل ، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأت بالظهور جمعيات ثقافية وادبية تنبت المشاريع والطروحات الانسانوية .ومع ظهرو الاحزاب والحركات التحررية كان للمرأة دوراً فاعلاً ومؤثراً في اشكالها التنظيمية و فعالياتها بشكل ملموس وواضح في الاوساط الاجتماعية والسياسية والثقافية. وعلى الرغم من هذه الامتيازات البسيطة التي حصلت عليها المرأة وبعد اكثر من نصف قرن ، ظهرت بوادر انحسار جديدة في الدول المشار اليها سابقاً ، نتيجة ظهور التطرف الديني وتصاعده بشكل ملحوظ داعياً الى حجب المرأة عن الحياة العامة والمشاركة فيها بدعوى بعيدة عن الدين ، وعلى عكس ذلك ومنذ سنوات ليست بالبعيدة ظهرت بوادر حركة نسوية فعالة بشكل ملفت للنظر في مناطق منسية كـ ( السعودية ، الكويت ، البحرين ، قطر ، الامارات ، اليمن ، عمان ) داعيةً ومطالبة بحقها الطبيعي كأنسانة ومواطنة لها من الحقوق و الواجبات ما الى الرجل في ذلك. هذه قراءة بسيطة وموجزة لوضع المرأة في المنطقة العربية الشرق الاوسط ، والحديث يجرنا الى تناول حالات مهمة جداً وخطيرة في سياسات واخلاقيات مجتمعاتنا وهي ظاهرة العنف والتمييز ضد المرأة. ان انتشار العنف ضد المرأة والجسدي منه خصوصاً ، لا يقتصر على دولة دون اخرى وهذا ليس بخافٍ ، فكم من الجمعيات الانسانية والنسوية في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول اوربا ، مهمتها الاساسية الدفاع عن المرأة ضد العنف الجسدي ، على الرغم مما يقال عنها ( دولٍ متقدمة ومتحضرة ). اذن هي كأي حالة او ظاهرة اجتماعية يمكن لها ان تتصاعد او تقل حسب المستوى الاخلاقي والحضاري للمجتمع وحسب قوانينه السماوية او الوضعية ان كانت مؤثرة فيها. والتي تدعو الى الحماية والمحاسبة في آن واحد. فهي كالثرمومتر يتصاعد او يتنازل حسب شدة الحالة او ظمورها.
العنف ضد المرأة : هناك نوع من العنف يطلق عليه ( العنف الرمزي ) الذي يقول فيه عالم الاجتماع الفرنسي ( بيار بورديو ) في كتابه عن الهيمنة الذكورية ( عنف هادئ لا مرئي لما محسوس حتى بالنسبة الى ضحاياه ، ويتمثل ان تشترك الضحية و جلادها بالتصورات نفسها عن العالم والمقولات التصنيفية نفسها ، وان يعتبرا معاً بنى الهيمنة من المسلمات والثوابت ، فالعنف الرمزي هو الذي يفرض المسلمات التي اذا انتهينا اليها و فكرنا بدت لنا غير مسلم بها ، وهي مسلمات تجعلنا نعتبر الظواهر التأريخية الثقافية طبيعة سرمدية او نظاماً عابراً للازمنة واشد انواع العنف الثقافي هو الرمزي منه). العقلية العربية رهينة للعقلية الشعبية وللاخيرة تأثير اكثر من الاديان السماوية على العقلية العربية وشعارهم التبريري هو ( عدم مخالفة ما سار عليه السلف ) وهو مترافق ايضاً مع حالة اللاحوار داخل المجتمع في كل الامور ودائماً الكلمة الاولى والاخيرة الى صاحب السطوة ، لقد صوّرت ورسخت السير والقصص والامثال الشعبية التراثية كثيراً من المفاهيم الاجتماعية الخاطئة حول المرأة بأنها ( سبب الشر والمأسي ) . ان اعرافنا الاجتماعية اباحت للرجل الكثير من التصرفات وتغض النظر عن التصرفات السيئة تحت مسمى الرجولة ، وحرمت المرأة من ابسط حقوقها تحت مسميات مدسوسة بشكل قصدي مثل ( حماية المراة ) او انها ( ناقصة عقل ودين ) او ( لعن الله قوما ولوا امرهم أمرأة ). وبدأت المرأة تقبل وصاية الرجل عليها في كل امر ، حيث تحول هذا العنف النفسي الى مصدر اساسي لمصادرة رأي المرأة ، ومنعها من التعبير والمطالبة لحقها وتجاهل الاحتياجات الانسانية الخاصة بها مثل ( التعليم ، حق اختيار الزوج ، الدفاع عن النفس ) لتحويلها لكائن هش واتكالي وغير مؤثر اجتماعياً في اتخاذ القرارات المهمة ، فعبارة ( المرأة تخرج من بيتها مرتين ,, الاولى عند زواجها من بيت اهلها الى بيت الزوج ،، والثانية عند موتها الى المقبرة ) ، أي تبقى مقبورة بين اربعة جدران تخدم وتطيع الزوج حد العمى ، وقد استغل البعض الاية القرأنية قال تعالى : ( واللاتي تخافون نشورهن فعضوهن واهجورهن في المضاجع واضروبهن ، فان اطعنكم فلا تبقوا عليهن سبيلاً ). سورة النساء / 34. والعقلية الذكورية اختارت ما يحلو لها من هذه الاية مثلاً الضرب فقط وتركوا ما سبق على الرغم من بعض المفسرين اكدوا ان هذا الضرب يتم بطرق غير عنيفة ومؤذية ، اما رجالنا الافذاذ فقد تحول الضرب عندهم الى ملاكمة وصارعة من النوع الثقيل الذي قد يؤدي الى كسر الانف او اليد او الاصابة بأعاقة قصيرة او دائمية ، والمصيبة الاكبر تكون عندما يلتزم الابن او الاخ او الاب بالصمت تجاه ما يجري وعدم الدفاع والوقوف معها في هذه الازمة بل التعذر احياناً بوصاية الزوج على زوجته والاخ على اخته او اقاربه والاب على ابنته ، لتتحول هذه الحالة الى موقف وتصرف اجتماعي بعد الشكوى منه وتتحول الضحية فيه الى مشارك في هذا العنف ومؤسس له ، بل ويتحول الى طريقة مثلى للتأديب والتوجيه الى الطريق الصواب حسب قناعته دون التدقيق والانتباه ولو بالقليل بهذا التناقض بين المبادئ والسلوك. وعند بداية المد ( الاسلاموي ) في منطقتنا ، بدأ المتطرفون يسوقون افكارهم بالكثير من الاساليب والترهيب هو مرتكزه الاساس ، وتحت الكثير من المسميات خاصة الدينية والاخلاقية منها مفسرين لها حسب ما يرتأؤن. وللعبارة التالية قراءة جدا مهمة ( الحجاب حصانة ضد الزنا والاباحية ، فلا تكون المرأة لكل .... الخ ) وكما اشار مفتي الديار الاسترالية قبل ايام : ( المرأة غير المحجبة كاللحم المكشوف يهوي عليه الذباب ) ، يمكننا قراءة هاتين العبارتين الواضحتين في تفسيرهما بان من لا تضع الحجاب تزني او تكون مباحة. هل هذا الكلام مقبول اخلاقياً ودينياً ؟!. فهل الحجاب مانع حقيقي للحالات اعلاه حقاً ؟!. وهذا يؤكد لنا ايضاً مدى مستوى التحقير وتقليل الشان بحق المراة كأنسان ، وكم يحمل في طياته من العنف القسري ضدها واللاتي اشترك الغالبية منهن مسايرة للوضع العام ، بل وتحول الى تجارة مربحة للبعض ، ماذا نقول بحق امهاتنا واخواتنا . هل كن زانيات و مباحات للغير . هذا تساؤل لكم ؟!. وامتدت القسرية الان الى المدارس والمؤسسات الحكومية والشارع كذلك ، ليتحول الى قمع شمل الجميع دون استثناء على الرغم من الاختلاف في الديانات والمعتقدات ، بل والشارع الذي بدات تحكمه اخلاق الاجلاف الذين يسرقون و ينهبون ويعتدون على حقوق الناس وممتلكاتهم بأسم الدين الاسلامي الحنيف ، وهم لا يحفظفون اية من القرآن الكريم ، فالجهالة بدأت تقود الشارع حسبما يرتأؤن. وركن المتعلمون والمتنورون جانباً ، وحوربوا بكل الوسائل المتاحة والترهيب عملها الاول في ذلك ، ولنا في الحديث عن المرأة شيء موجز فبعد بعض المكتسبات التي حصلت عليها في العمل وقانون الاحوال الشخصية قبل نصف قرن بدأت تفقدها تدريجياً وسريعاً وبشكل قسري ، بل شارك بعض منهن في المواقع النيابية والخاصة في لجنة صياغة الدستور، إن التزمن الصمت ولم يعترضن بشكل واضح وعلني ، لا ادري لماذا؟! هل خفن من حجم مبلغ الـ ( 60 ) الف دولار في حالة انسحابهن ؟!!. هذا تساؤل لمن اطلق عليهن ممثلات للمرأة العراقية في مجلس النواب . المراة العراقية التي شاركت منذ الاربعينات في الكثير من الاحداث السياسية والثقافية والاجتماعية حتى الان مناضلة او ام او اخت يدافعن عن قضية وطنية واللواتي تعرضن الى الكثير من التنكيل ، الا يكفي دورها في الحرب العراقية الايرانية والتي تحملت فيه الكثير من الادوار من رعاية وحماية للعائلة العراقية نتيجة غياب الزوج او الاخ او الاب في جبهات القتال او السجون او الاستشهاد ، ام في فترة الحصار الصدامي الامريكي وكيف تحملت الكثير من الاعباء او بعد سقوط النظام السابق الذي تحول في الشارع العراقي الى مشروع للموت المجاني والذي شمل جميع العراقيين دون استثناء ، و أتسائل هل اوفت المرأة العراقية ام لا؟!. اين الدولة ان وجدت والاحزاب التي ترفرف فوقها الرايات البراقة من الاعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ( سيداو ) المتبنى عام 1993 والذي ينص على ما يأتي : (( على الدول ادانة العنف ضد المرأة ، ولا يجوز الاستشهاد بأي عادات او تقاليد دينية او اجتماعية لتجنب التزامها فيما يتعلق بالقضاء على العنف ، وعلى الدول اتباع سياسة العنف ضد المرأة مستعملة بذلك كل الطرق والوسائل المناسبة وبدون أي تاخير )) . كم دولة عربية واسلامية وقعت عليه وعملت به ؟! وكم امرأة في الحكومة والبرلمان والاحزاب وما دورهن ودرجة ومستوى تأثيرهن في المشاركة والتأثير في القرارات.
التمييز ضد المرأة :
وهي حالة مرافقة دوماً للعنف ، وتعتمد على مبدأ الانتقاص من المقابل وعدم المشاركة معه مستندة الى حالات الاختلاف في الدين او المذهب او العرق او الجنس او الانتماء السياسي . اما مع المرأة فهو جامع لما سبق ويزيد به اقصاءاً وحرماناً للمرأة وهو يعتمد على اسانيد غير حقيقية بمنعها من المشاركة والتفاعل في النشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية. وتنص اتفاقية الحقوق السياسية للمرأة على ثلاث مواد اساسية هي : 1- للنساء حق التصويت في جميع الانتخابات ، بشكل يساوي بينهن وبين الرجال دون تمييز. 2- للنساء الاهلية في ان ينتخبن لجميع الهيئات بالاقتراع العام المنشأ بمقتضى التشريع الوطني ، بشرط التساوي بينهن وبين الرجال دون أي تمييز. 3- للنساء اهلية تقلد المناصب العامة وممارسة جميع الوظائف العامة بمقتضى الوطني ، بشرط التساوي بينهن وبين الرجال دون أي تمييز.
اين نحن من كل هذا ؟! ، ان التمييز عندما المرأة على انها انثى اقل شأن من الرجل وليس انسان مساوي له واين نحن من مقولة ( كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) او في الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 : ( يولد جميع الناس احراراً ومتساوون في الكرامة والحقوق ، وهم قد وهبوا العقل والوجدان ، وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الاخاء ). فكم لدينا من جاهل اقل مستوى علمي وثقافي يفرض سطوته وشروطه في الحياة العامة والعمل بحق من هي اعلى شأناً منهن في العلم والثقافة ، لم يتاتى ذلك من لا شيء ، سأذكر لكم ثلاث حالات في الديانات ولكم التمييز بين القصدية في الدين والقصدية في السلوك الاجتماعي.
الاولى .. عند الديانة الايزيدية ( اليزيدية ) حيث تقول ان آبائهم " المقدسون " وضعوا حيض المرأة في جرة واغلقوها بأحكام واخذوا السائل المنوي للرجل ووضعوه في جرة اخرى واغلقوها ، وبعد اربعون يوما او فترة زمنية فتحت الجرتان ، وجدوا ان جرة حيض المرأة تحلل واصبح جيفة ، اما الجرة الثانية التي حوت سائل الرجل بقيت على حالها تدب فيها الحياة. كيف ذلك لا اعرف وعليكم قياس كيف يكون التعامل مع المرأة وفق هذه الرواية. الثانية .. في الديانة الصابئية فيعتبر ان المرأة للحائض او المرأة الوالدة حديثاُ تعتبر نجسة لا تشاركهم الجلوس معهم في تناول الطعام او الفراش ، بل تعزل جميع حاجياتها وتعيش لفترة محدودة – حسب الحالة – شبه معزولة عنهم ، هذه العادة بدأت بالاختفاء عند العوائل الصابئية.
الثالثة .. اما في الديانة الاسلامية فقد استغلت عبارة او حديث مشكوك فيه (( ان المرأة ناقصة عقل ودين )) ، ففي العقل انها لا تمتلك نفس مواصفات الرجل ، فهي لا تمتلك حق الشهادة في القضاء كالرجل دون الرجوع الى الاية (( فأثنتين تذكر احداهن الاخرى )) وفي الدين كونها عند الحيض تمنع من الصوم والصلاة ولكن هل تمنع كونها انسانة خلقها الله على هذا الوضع الفسيولوجي ، مع العلم انها حالة تنظيف للجسم من الزوائد التي لا يحتاجها ولتكون مهيئة للخصوبة ، وهذا ما خلقها الله عليه ، فهل هي سبة او عيب خلقي ، وهل كان الرسول الكريم يتعامل مع زوجاته بهذه الاشكال او الطرق المجحفة ، وهل اهل بيته واصحابه كانوا يتعاملون بنفس هذه الطرق ، انها احد اقنعة المجتمع التي يتخفى ورائها لتحقيق غايات ذكورية من التغييب والقسر والتمييز.
هذا غيض من فيض بحق المرأة وخاصة العراقية منها ، واذا كانت المرأة نصف المجتمع فهل ينهض المجتمع دونها او تكون هناك ديمقراطية من دونهن ، هل يمكن للمجتمعات التي تدعي الديمقراطية ومنها العراق ان يتكلم و يفعل وفق مبدأ المساواة الكاملة في الدين واللون والعرق والجنس ؟!. وكم هي الدول التي منعت المرأة القدرة على التفكير و الابداع خاصة في منطقتنا العربية والاسلامية. منحت المراة العراقية نسبة 25% من المقاعد النيابية في مجلس النواب فهل مارست دورها الطبيعي ؟! وهل كن على مستوى من الوعي والمسؤولية الذي يؤهلها لممارسة هذا الدور ، ومن القرارات المتخذه في مجلس النواب ( في حالة وفاة النائبة يعوض عنها بنائب ) ام تحولت الى ديكور خارجي لماع ولكن يعكس الهشاشة في مستوى العلاقات القائمة داخل الكيانات السياسية. للمراة الفرنسية 12% او 12 معقد في البرلمان ، فهل مارست النائبة العراقية دورها بفعالية مثل النائبة الفرنسية ؟؟!!.
وفي نهاية حديثي لكم ، ان ما وجد من الاثار السومرية والبابلية و جميع الحضارات التي مر بها العراق كانت تمثل المرأة رمزاً للخصب والعطاء ، ولنتكلم عن الادوار الكثيرة المناطة بالمرأة من رعاية للاولاد والزوج والمنزل والوظيفة احياناص مقابل دور الرجل المحدود كما تعلمون ، فهل اجزل الرجل بالاحترام لها ؟؟ ، كل هذا يحدث للحاضن والراعي الاول للبشرية !!!.
ان من واجب المثقفين والادباء والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني خاصة النسوية منها تفعيل دورها بشكل ملموس وواضح والتفتعل مع القرارات الساسية الخاصة بالمراة بروح الجرأة والحدة التي نتيجة الاوضاع الاخيرة التي سلبت الكثير من حقوقها وتحت مسميات كثيرة.
#عامر_موسى_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|