الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (18)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 08:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

علم الاجتماع الجزيئي: كشف التفاعل بين البيولوجيا والسلوك الاجتماعي
لسنوات عديدة، انصبت جهودي الأكاديمية على وضع أسس تخصص علمي جديد أطلقت عليه اسم "علم الاجتماع الجزيئي". وقد نشرت العديد من الأبحاث في مجلات محكّمة ومؤتمرات علمية، مما ساهم في تطوير هذا المجال الناشئ. واليوم، أثمرت تحقيقاتي عن رؤى جديدة ضمن الإطار ذاته، تُظهر أن السلوكيات والتصورات السلبية المرتبطة بالعنف يمكن معالجتها من خلال أطر غير تقليدية. من المقرر عرض هذه النتائج في مؤتمر علمي قريب، كما أنني أعمل حاليًا على تأليف كتابين حول هذا الموضوع الرائد، أحدهما باللغة العربية والآخر بالإنجليزية.

لقد دفعتني هواجس علمية، تشكلت من قراءات واسعة ومعرفة أكاديمية، إلى التساؤل: هل يمكن تفسير السلوك الإنساني بيولوجيًا كنتيجة لاختلال التوازن الكيميائي في الدماغ؟ وإدراكًا مني لاحتمالية سوء تأويل هذا الطرح السوسيولوجي-البيولوجي، شرعت في رحلة علمية لاختبار هذه الفرضية بشكل منهجي. وبعد إجراء دراسة اجتماعية شاملة، ظهرت نتائج بالغة الأهمية؛ إذ لم تتمكن النظريات السوسيولوجية التقليدية المرتبطة بالفقر أو البطالة أو التنشئة الاجتماعية من تفسير السلوك الإجرامي الذي قاد إلى السجن، لا لدى أفراد العينة السجناء، ولا لدى المجموعة الضابطة. بل إن التفسير الأرجح كان بيئيًا، مشيرًا إلى اختلافات كيميائية في تركيبة الدماغ بين السجناء وغير السجناء.

هذا المشروع التداخلي، الواقع على تقاطع علم الاجتماع وعلم الأحياء، يمثل تحولًا جذريًا في فهم السلوك الإنساني، ويتحدى الأسس التقليدية للنظرية الاجتماعية. كما يُبرز أهمية إدراج العوامل البيولوجية في تحليل الجريمة، ويكشف محدودية التفسيرات السوسيولوجية السائدة. إننا، ونحن نغوص في البنية الجزيئية للسلوك الاجتماعي، نفتح بابًا لإعادة التفكير في النظريات الراسخة، وندعو إلى حوار جديد يدمج بين الأبعاد الفسيولوجية والاجتماعية للسلوك الإنساني.

#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل