إن خواطري وآرائي تعانق وتتشابك مع مختارات من منطق أقوال المفكرين والفلاسفة

جهان محمد سعيد الخياط
(Jihan Mohammed Saeed Khayat)

الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 02:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إن عباقرة الفكر والحكماء والفلاسفة علموني دروسًا وعبرًا ما لم أعلم، "رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، لتنقص لي قدرًا من الجهل، وينبغي علينا أن نعلم أنفسنا ذاتيًا لنتسلح بالعقل والمعرفة والمنطق، ونكافح تفشي الغباء والبلادة بضراوة، بلا هوادة، فعلًا لا قولًا. وتيقن أن مقاييس ذكائك هي قدرتك على الفهم والإصغاء والتأمل في أقوال المفكرين الجلية.
عزيزي القارئ:
أستهل مقالي هذا بقولين من أقوال العلامة "ابن خلدون"، الأول هو:
"إنّ الفتنَ التي تتخفّى وراء قناع الدِّين تجارةٌ رائجةٌ جدًّا في العصور التراجعية للأجيال".
وإنني أقول: كن حذرًا لتُبيّن الرُّشد من الغي.
الثاني: "فساد القضاء يفضي إلى انهيار الدولة، وعند انهيار الدولة يكثر المنجمون والمدّاحون والمنافقون والانتهازيون، وتعم الإشاعات، وتَقصر البصيرة، ويتشوّش الفكر".
إن هذا القول أعاد لذاكرتي مثلًا مماثلًا، وهو: "إن انحطاط ألفٍ من العلياء عند انهيار الدولة أحمدُ عاقبةً من ارتضاء واحدٍ من السفلة".
كن إنسانًا قبل أن تكون متدينًا، وتحلَّ بالأخلاق الفاضلة، فالأخلاق الفاضلة قمة الإنسانية والدين.
قال الطغرائي:
"أعلّل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ".
وإنني أقول: دع الأمل وتمسك بالعمل، فـ"مَن أطال الأمل أساء العمل"، وما نيل المطالب بالتمني. إن التغيير في الحياة محالٌ بدون عقل حضاري، فالعقول التي لا تكون حضاريةً جامدةٌ، لا تستطيع فعل شيء، ويبقى المجتمع فاسدًا ومتخلفًا عن الركب الحضاري.
عامل الناس كالإعراب: فبعضهم يستحقون الرفع، وبعضهم النصب، وبعضهم الكسر، وبعضهم السكون، وبعضهم لا محل له من الإعراب.
وليس كل جميل الشكل جميل المعشر، وليس كل جميل القول جميل الفعل، وليس كل جميل في البداية جميل في النهاية، وليس كل جميل في حضورك جميل في غيابك.
وقد يكون القريب منك بعيدًا عنك، وبعيد عنك قريبًا منك، فالقرب بالشعور لا بالحضور.
أنصت لأقوال المتكلمين والمتمنطقين لتقرأ أفكارهم، وتعرف ما في قلوبهم، لتدرك مرارة وحلاوة الكلام، ولا تكسِر الخواطر؛ فالخواطر ليست عظامًا تُكسر فتُجبر، بل روح تُقهر.
والكلام كالمفتاح: تستطيع به غلق فم، أو فتح باب القلب.
أن يكرهك الناس لصراحة حقيقة أقوالك، خير من أن يحبوك لنفاقك. والقول الذي تخافه ينبغي أن يُقال.
ليس الفخر أن لا نسقط، بل أن ننهض كلما سقطنا.
إن أعظم معلم هو الفشل، والفشل بداية النجاح.
إذا تسنمت منصبًا رئاسيًا، كن أمينًا ومخلصًا وصادقًا مع شعبك. أبعد وكافح الأشرار وذوي المصالح من حولك.
لا تكن ضعيفًا كأوراق الشجرة التي تتلاعب بها الرياح، وكن راسخًا كجذورها الملتفة حول بعضها تحت أديم الأرض، قويًا متينًا.
كن متواضعًا مع الذين يقدّرون تواضعك، ولا تكن متكبرًا كي لا تتكسر وتَصغر في عيون الناس، وتظهر نقائصك.
كارثة الدنيا بسبب أننا نقول "نعم" بسرعة، ولا نقول "لا" ببطء.
ما سمعنا ونسمع المثل القائل: "القناعة كنز لا يفنى".
إن هذا المثل شبّه القناعة بالكنز، ووفق هذا التشبيه، فإن القناعة تبقى وتدوم إلى النهاية، وتموّل القانع طيلة حياته.
إن القناعة ليست مادة ظاهرة للعيان، بل إنها نوايا ونيات كامنة في عقول وقلوب القانعين، لا ندركها، ولا نعلم ما في نياتهم، وهل هم قانعون حقًّا؟
كثير من الأسئلة المماثلة طُرحت وتُطرح، وهي: هل إن ربّ الأسرة يكدح ويُرهق ويتعب طوال النهار لقاء أجر زهيد غير دائم، لا يسدّ به رمق نفسه وأسرته من مأكل ومشرب وملبس، وإيجار غرفة واحتياجات أولاده المدرسية، فهل يكون قانعًا؟
ونحن لا ندري، لأنه لا يبوح بنيّاته، إما هلعًا، أو لسبب ما في عقله.
إذا كنت قانعًا بما لك من مال، فإنك ومالك الدنيا سواء.
إن المال عبد مخلص، لكنه سيد سيئ. إذا كان عبدك، يكون خادمك، وإذا كان سيدك، تكون خادمًا له.
وأنا أقول: إن المال منحني وحقق لي قدرًا كبيرًا من الحرية، ولله في خلقه شؤون

#جهان_محمد_سعيد_الخياط (هاشتاغ)       Jihan_Mohammed_Saeed_Khayat#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات