أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - اتفاقية خور عبد الله: بين الالتزامات الدولية واحترام حكم المحكمة الاتحادية














المزيد.....

اتفاقية خور عبد الله: بين الالتزامات الدولية واحترام حكم المحكمة الاتحادية


علي مهدي
باحث

(Ali Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلد يعاني من تداخل السلطات وتنازع المرجعيات، يبدو احترام الدستور والقضاء أحد آخر خطوط الدفاع عن الدولة. الجدل الذي أثير مؤخراً حول قرار المحكمة الاتحادية العليا الخاص باتفاقية خور عبد الله بين العراق والكويت، أعاد فتح النقاش حول موقع المحكمة ومكانة قراراتها. وهل يمكن لأي سلطة، حتى رئاسة الجمهورية أو الحكومة، أن تعترض أو تنقض قراراً صادراً عنها؟ الإجابة الدستورية حاسمة وواضحة: لا.
المحكمة الاتحادية العليا: قرارات نهائية لا تُردّ
ينص الدستور العراقي لسنة 2005 في المادة (94) على: "تصدر المحكمة الاتحادية العليا قراراتها بالأكثرية، وتكون قراراتها باتة وملزمة لجميع السلطات." ومعنى ذلك: • باتة: أي لا تقبل الطعن أو المراجعة أو الإلغاء من أي جهة كانت. • ملزمة: يجب أن تنفذ من قبل جميع مؤسسات الدولة دون استثناء. وبذلك فإن أي قرار صادر عن المحكمة الاتحادية، سواء بإلغاء قانون أو اتفاقية، لا يمكن نقضه أو تعديله أو التعليق عليه من قبل أي سلطة تنفيذية أو تشريعية.
المحكمة الاتحادية: سلطة الفصل والفيصل
تلعب المحكمة الاتحادية دورًا محوريًا في النظام السياسي العراقي: • تفسير الدستور. • الرقابة على دستورية القوانين. • الفصل في النزاعات بين السلطات. وهي بذلك تمثل المرجعية العليا في الدولة، ولا يجوز لأي جهة الطعن في قراراتها أو تجاوزها.
قرار اتفاقية خور عبد الله: بين الدستور والضغوط
حين أبطلت المحكمة الاتحادية قانون تصديق اتفاقية خور عبد الله، استندت إلى عدم تحقق النصاب الدستوري المطلوب (ثلثا أعضاء مجلس النواب). هذا القرار القانوني أثار ردود فعل متباينة، منها: • رفض بعض القوى السياسية للقرار. • تصريحات رسمية من رئيسي الجمهورية والوزراء توحي بالطعن أو الاعتراض عليه. لكن حتى لو جاءت هذه الاعتراضات بصيغة "طعون"، فإنها لا تملك سنداً دستورياً، ولا تُغيّر من حقيقة أن المحكمة قالت كلمتها الأخيرة.
هل يملك الرئيس أو رئيس الوزراء حق الطعن؟
لا. ببساطة، لا يملكان ذلك، لأن الدستور لا يتيح الطعن بقرارات المحكمة الاتحادية. ومحاولة تقديم مذكرات "طعون" بهذا الشكل يمكن تفسيرها كالتالي:
1. رسالة سياسية للداخل والخارج، خاصة إلى الكويت.
2. محاولة لتخفيف الضغط الشعبي دون الاصطدام العلني بالقضاء.
3. مناورة شكلية قد تكون أقرب إلى طلب "تفسير" أو "إعادة نظر سياسية" منها إلى طعن قانوني فعلي.

لماذا هذه الخطوة خطيرة؟
لأنها تطرح تساؤلات جدية: • هل تُحترم قرارات القضاء فعلاً؟ • ما مدى التزام السلطات بفكرة الدولة الدستورية؟ • وهل سيتحول القضاء إلى جزء من لعبة الموازنات السياسية؟
أي تهاون في احترام قرارات المحكمة يُعد سابقة خطيرة تهدد هيبة الدولة، وتضعف ثقة المواطنين بمؤسساتها.
زيارة وفد مجلس القضاء الأعلى إلى الكويت: تعزيز التعاون القانوني وتأكيد هيبة القضاء
في وقت حساس يخص قضية اتفاقية خور عبد الله، زار وفد من مجلس القضاء الأعلى العراقي الكويت، في خطوة تمثل إشارة قوية نحو تعزيز التعاون القضائي بين العراق والكويت. تأتي هذه الزيارة في وقت تجري فيه المحكمة الاتحادية تأجيلًا للحكم بالطعن ضد القرار، وهو ما يعكس مساعي العراق للحفاظ على التوازن بين الالتزامات الدولية و احترام السيادة القانونية.
الزيارة أيضاً تأتي في إطار تعزيز العلاقات القضائية بين البلدين، بما يضمن معالجة القضايا العالقة، وفي الوقت نفسه يرسخ مبدأ استقلال القضاء في العراق. ومع ذلك، يبقى من المهم أن يُنظر إلى القرارات القضائية باعتبارها قرارات نهائية لا تقبل الجدل أو الضغط السياسي، وتطبيق هذه المبادئ هو ما يعزز ثقة المواطنين بالمؤسسات الوطنية.
احترام القضاء أساس الدولة
إن قرارات المحكمة الاتحادية ليست وجهة نظر، بل مرجعية دستورية ملزمة. والخضوع لها لا يعني الضعف السياسي، بل هو دليل على احترام الدستور وسيادة القانون. في اللحظة التي يصبح فيها قرار المحكمة موضوعاً للنقاش السياسي أو التفاوض، نكون قد بدأنا نتخلى عن الدولة القانونية لحساب الفوضى الدستورية.
إن مسؤولية احترام القضاء، وخاصة من قبل أعلى سلطتين في البلاد، لا تقبل المجاملة أو التبرير، بل تتطلب انضباطاً دستورياً صارماً، حفاظًا على وحدة الدولة، وثقة الشعب، وكرامة المؤسسات.
إن هذه القضية، التي تجمع بين التزامات العراق الدولية واحترام أحكام المحكمة الاتحادية، تمثل اختبارًا حقيقيًا لسيادة القانون في العراق. وبينما تواصل العراق مسار تعزيز علاقاته الدولية، يجب أن يكون التزامه بالقرارات القضائية الوطنية هو الأساس الذي يبني عليه الثقة الشعبية والاستقرار المؤسسي.



#علي_مهدي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى المئوية لصدور القانون الأساسي العراقي لسنة 1925: من ا ...
- بلاغ عن ورشة البيئة المتكافئة لانتخابات مجلس النواب العراقي ...
- إنجازات وإخفاقات الوزارة في تحقيق الأهداف التشريعية
- عام 2024 استمرار للأزمات والحروب والاستحقاقات الديمقراطية
- بلاغ عن اجتماع المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي
- مسودة التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الرابع للتيار الديمقراط ...
- التقرير الانجازي للمؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي
- القصور القانوني عند خلو منصب رئيس مجلس النواب
- انتخاب المحافظين بين رغبات القوى المتنفذة وإرادة الناخبين
- في موضوعة حل الحزب السياسي
- قانون المجلس الاتحادي استحاق دستوري ومطلب للتوازن التشريعي
- في إقالة الوزير من قبل رئيس مجلس الوزراء في النظم البرلمانية
- عام على انعقاد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي
- الاطار الدستوري والقانوني لالغاء الاوامر الديوانية
- النظام الانتخابي المختلط فرصة لتوسيع المشاركة في الانتخابات
- بيان التيار الديمقراطي حول منح الثقة للوزارة الجديدة
- عن المسؤوليات في سرقة صندوق الامانات
- اتفاق القوى المتنازعة لتشكيل الحكومة الكفيل على بقاء المسار ...
- في انتخاب رئيس الجمهورية
- تشكيل الحكومة والاجراءات المترتبة على مجلس النواب المعطِل


المزيد.....




- يتقدمه الكرادلة والحرس السويسري.. شاهد كيف اصطف الناس لمتابع ...
- الرئيس التونسي يزور بلدة ميزونة بعد مقتل 3 أشخاص جراء سقوط ج ...
- هجوم كشمير: الهند تدعو الباكستانيين لمغادرة أراضيها وإسلام أ ...
- خدعة هائلة في تاريخ البشرية: كيف خدعت مذكرات هتلر المزيفة ال ...
- تصاعد الأزمة بين الهند وباكستان: نيودلهي تطلب من الباكستانيي ...
- كييف تتعرض لأحد أعنف الهجمات الصاروخية وزيلينسكي يرفض انتقاد ...
- بعد طول انتظار..ألمانيا توافق على تسليم بودريقة إلى المغرب ...
- الكرملين: تصريحات ترامب بأن أوكرانيا خسرت القرم بلا رجعة تتط ...
- اجتماع روسي إيراني صيني مع غروسي في فيينا لمناقشة الملف النو ...
- باكستان تدرس ردا شاملا على إجراءات الهند بعد هجوم كشمير


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - اتفاقية خور عبد الله: بين الالتزامات الدولية واحترام حكم المحكمة الاتحادية