أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - إعلام دولة رئيس الببغاء!














المزيد.....

إعلام دولة رئيس الببغاء!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


يتساءل الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي عما إذا كانت مفردة “سعادة” التي تسبق الأسماء تعني تمني له السعادة! كمعادل لمفردة “معالي” المقتبسة من العلو وفضيلة وسماحة وسمو… بيد أنني أجد أكثر من تساؤل الغذامي وأنا أعود لمفردة “دولة” رئيس الوزراء المستخدمة حصرا في أدبيات السياسة اللبنانية، وطرأت على الثقافة الإعلامية في العراق بعد عام 2003 كنتاج مبتذل لخيال رخيص أو ما يمكن أن نسميه “إعلام الببغاء.”
لا يوجد في التاريخ العراقي استخدام لهذه المفردة مطلقا، وسيعبّر نوري السعيد ومحمد فاضل الجمالي وعبدالرحمن البزاز وسعدون حمادي عن سخرية ممتزجة بالازدراء لمجرد سماع هذه الكلمة تسبق أسماءهم، فكيف تم إدخالها إلى القاموس السياسي والإعلامي العراقي؟
كان أحد الإعلاميين العراقيين الذين استقدمهم الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بعد احتلال العراق عام 2003، ومنحه رئاسة المفوضية العليا للانتخابات، يضع عادة كلمة “دولة” فلان في تصريحاته الكثيرة لوسائل الإعلام متأثرا بسنوات عمله الطويلة في لبنان، من دون أي تخويل لاستخدام التسمية، فتلقفها إعلام الببغاء في العراق وصار يتداولها وكأنها موجودة فعلا في القاموس السياسي والصحافي العراقي، بل صارت مفردة مغرية بدلالتها المفخمة لمن يجهل الدرس الأول في معايير صناعة الأخبار، وما أكثرهم لسوء حظ الصحافة في العراق. فإذا استأجرت مهرجين، عليك أن تتوقع سيركا!
تحولت كلمة “دولة” أشبه بلازمة تسبق رؤساء الحكومات، وأصبحت مبتذلة حد الخواء على ألسنة محاورين في محطات تلفزيونية عراقية، خصوصا عندما تُكسر عربيتها وتتحول إلى لهجة دارجة بطريقة نَسبها إلى الضيف “دولتك!”
لنتخيّل ماهي مواصفات دولة إبراهيم الجعفري وهو يحتفي بغروره الفارغ، وعن أي دولة نتحدث مع نوري المالكي أكثر السياسيين الطائفيين الذين قضوا حياتهم في أن يكونوا جامعي وصفات تدمير العراق وحيدر العبادي الذي بقي يدور على طائفته وعادل عبدالمهدي الذي كان بمثابة موظف إيراني مخلص في المنطقة الخضراء ثم مصطفى الكاظمي الذي عاش في ظل الميليشيات. حتى وصلنا إلى محمد شياع السوداني الذي حوّل الدولة إلى مجرد عروض إعلامية تسوّق بضاعة سياسية فاسدة ومنتهية الصلاحية.

الأسوأ من رؤساء الحكومات هو سقوط الخطاب التلفزيوني في وهم استخدام هذه المفردة عندما تسبق وظيفة رئيس الوزراء في العراق، من دون أن يكون لها أي جذر لغوي أو نص قانوني، ولا أحد من الذين يستخدمون هذه الكلمة الطارئة على الأدبيات العراقية بثقة بلهاء، سأل نفسه ما دلالتها السياسية والإعلامية، بل مَن فيهم -من الصحافيين- يمتلك تخويلا معياريا في استخدام هذه الكلمة؟
بوسعي القول لا أحد، غير إعلام الببغاء وهو يقدم تعريفات مختلفة بشكل سطحي غير مسبوق، الأمر الذي يجعل الجمهور مشوشا بشأن حقيقة تعريف الآخرين.
ذلك يعني أن واقعا كاذبا صار سائدا ويستمر في بناء هيكله في الإعلام العراقي ويقدم نفسه بصلافة، بعد أن ترك الحقيقة خلفه غير مبال.
لكن كم نتحمل نحن الصحافيين من مسؤولية شيوع هذا الابتذال؟ هناك الكثير جدا من الأسباب التي تجعلنا نعترف بتحمل المسؤولية عندما نتهاون بإطلاق تعريف مفخخ يكاد ينفجر بوجه المشاهد على أشخاص يعبرون عن عجزهم المعرفي في التوصل إلى خلاصات من المزيج المتناقض في الأحداث.
سبق وأن كتبت في هذه المساحة: عندما كان التلفزيون أداة للحكم في العراق كان محليا بطريقة التحذير والتخويف، أما حين أصبح فضائيا فقد أصبح أداة للثرثرة وسباقا للإمساك بالهراء وإذلال اللغة.
فمثلما يتلاعب الاقتصاديون الأشرار بمؤشرات الخوف في البورصة وسوق السندات من أجل أن تمتلئ خزائنهم بأموال الخائفين صار على منظري الإعلام ابتكار مؤشر معادل للخوف يمكن أن يسموه مؤشر الهراء! وهو يستهدف مشاهدي التلفزيونات العراقية لأن مهمة هذه التلفزيونات تحولت إلى مجرد ببغاء أبله لخطاب سياسيين فاشلين ولصوص دولة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - إعلام دولة رئيس الببغاء!