|
أطياف دون كيشوت والذكاء الاصطناعي!.تعقيب على مقال جاسم سلام عادل
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 13:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مسكين دون كيشوت، لقد دفع ثمن الخطأالذي ارتكبه حينما تخيل أن الفروسية الجوالة يمكنها ان تتواجد في كافة الاشكال الاقتصادية للمجتمعات" .. -كارل ماركس-
الصدفة الطائشة وحدها هي من قادني لقراءة المقال الذي ساعقب عليه ادناه.وقبل البدء انوه الى انني لست بمعرض الدفاع عن الاستاذ رزكار عقراوي لانه غير متهم بشيء!.وحتى لو كان الاتهام واردا فرزكار عقراوي في غنى عن اي دفاع ،ولايحتاج لمحامي فتاريخه الشخصي والحزبي خير مدافع عنه.. نشر السيد جاسم سلام عادل مقالا-تعليقا بعنوان(رزكار عقراوي أبوذكاء اصطناعي؟لوأبو استعلاء تقني؟)!.في العدد8294بتاريخ27/3/2025_والمقال،وأن كان محوره المثبت ضمن(مواضيع وابحاث سياسية)!الا انه لايمت بصلة لا:للابحاث ولا للمواضيع السياسية!.وماكان يناسبه الى حد ما هو:محور(كتابات ساخرة)!.لان المقال من بدايته حتى نهايته أبعد عن النقد والتقويم الرصين،وأقرب للاستهجان،والتهكم الساخر والسلبي المبطن بالاستفزاز الشخصي جدا!.وتلك اللغة(السوقية)وعبارات:مثل"يابه،أبوذكاء،أبواستعلاء،بعدين تعال،الخ"!.والمقال،وبصراحة وقحة لاتجامل عبارة عن:هجاء جاهلي بالغ العدوانية،مغلف بتهكم استعلائي وصائي متعالم،وخطاب قاتم بسخريته الشخصية شديدة المرارة،والموجهة لشخص الرفيق رزكار عقراوي بالذات بعيدا عن نقده او تحليله او تناوله لما طرح في متن الكتاب (الذكاء الاصطناعي الرأسمالي،تحديات اليسار والبدائل الممكنة)-هذا اذا ماكان قد قرأه حقا!-ومن أجل المزيد من الهجاء الساخر او السخرية الهجائية،ولمضاعفة جرعة السم في الدسم لجأ السيد جاسم سلام عادل الى مزج مقصود-وربما هو قصور فعلي في القدرة على الكتابة بلغة فصحى بليغة!- في مقاله فخلط في العبارات والجمل مابين الفصحى العادية ونثرها البسيط،وتلك العامية الخشنة في سوقيتها وبريتها،والتي تذكرنا باسلوب الكتابات السائدة في الادب السياسي لدى مثقفي و رفاق(الحزب) خلال ثلاثينات واربعينات القرن الماضي. والسيد جاسم لم يشوه ويمسخ ويحرف ماطرحه ودعا اليه الاستاذ رزكار لتوظيف واستخدام واحتواء ونزع أدوات الذكاء الاصطناعي من براثن الرأسمال النيوليبرالي المتغول،وجعلها أداة في خدمة اليسار الالكتوني كعامل رديف مضاف ومساعد لوسائل نضالية وتعبوية وفكرية مابعد حداثية صالحة ومناسبة وفعالة تردف اساليب وممارسات النضال اليومية على الارض في المصنع والشارع والجامعة لترويج ورفع نسبة الوعي الطبقي ونشر الفكر الماركسي بكل اطيافه والوانه واشكاله وسط اجيال الشباب والطلبة وشغيلة اليد والفكر،وعلى مختلف الصعد و المنصات السياسية والفكرية والتنظيمية والثقافية،فهو لايكتفي بالقراءة الخاطئة وسوء الفهم الواعي بغايته فقط؟!بل هو يصادر على المطلوب زاعما بأفتراء ومغالطة مشهرة!بأن الرفيق رزكار قد تخلى عن(التراث)و(التاريخ)الكنز!تاريخ الحزب ورفاقه الشيوخ( المحترمون)!والتحق بركب مابعد الحداثة الالكتروني الغربي وذكاءه الاصطناعي الرأسمالي المعادي لليسار الكهفي!وكسر سيف دون كيشوت الخشبي-البلشفي ليلعب بازرار الحواسيب(الرأسمالية)غير الامينة لعقدية وتضحيات السجون والمعتقلات!.وكل هذا في(دين) السيد جاسم السياسي،وعرفه الدوغمائي هو كفر بواح وأثم سداح،وردة تحريفية يمينية عن منهج التحنيط(السوسوي)والنوستاليجيا(البلشفية)!.فجماعة(اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي)لها موقف معادي بالغ الحساسية من جماعات(الاحزاب الشيوعية العمالية)بكل تنظيماتها،وحتى من خرج من تلك التنظيمات وصار ماركسيا مستقلا لم ينجو من الادانة والحرم الكنسي الشيوعي!. أن اهمال او ترك ماضي(الرفاق)ومسارهم الوحيد،ومألوفهم،ومارسخ في البنى الفكرية والعقدية شبه(الدينية) للتنظيمات الشيوعية القروسطية،وما سجلته (البلشفية)و(امميتها )الثالثة قبل مائة عام ونيف كاستراتيج وتكتيكات محددة واملائية وصائية لاتتغير او تتبدل الا بقرار بابوي!.لكل اشكال الممارسة السياسية،والبنى التنظيمية والفكرية الوحيدة الفريدة والتي يجب ان تتبع كماركة مسجلة بأسم(السوفييت)وقالبهم الاسمنتي!. هو جريمة لايمكن غفرانها او التسامح بخرق دوغمائيتها!.أعتقد-وانا اقرب للصواب-أن السيد جاسم سلام عادل ينتمي حاليا او سابقا لتنظيم(الحزب الشيوعي العراقي)ولجنته المركزية بقياداتها التي تجاوزت اعمارهم الثمانين حولا!والتي لازالت تعيش على مناسبات ذكرى التأسيس السنوي للحزب الهرم،واستذكار الشهداء المخدر!.والا مامعنى هذا الالحاح في التصنيف العمري بين من عبر الستين والسبعين،ومن كان دون ذلك!.ونظرية السيد جاسم في فلسفته السياسية قائم على التخصص العمري- الزمني ف:صغار السن من الشباب هم من يشكلون اليسار الليبرالي(الالكتروني)وذكاءه الاصطناعي!.اما كبار السن المحترمين فيجب ان يلتزموا بأرثوذكسيتهم المتزمتة،ونوستاليجية فروسيتهم الجوالة!.كان من الاجدر بالسيد جاسم-لوكان جادا في النقد الموضوعي-ان يقرأ الكتاب ويحلله باتزان وحياد وتبيان ماله وماعليه،وتقييم المضمون سلبا وايجابا بأشارات واضحة ودقيقة ومنتجة جدليا.ولكننا لم نجد في مقال-تعليق السيد جاسم سلام عادل ومن بدايته حتى نهايته ذلك النقد الذي كنا نتوقعه من شيوعي مخضرم بلغ السبعين!وحريص على(نقاء)أيديولوجيته من كل الشوائب والادران،والمحمية من اي خدش او(ارتداد)خارج القوالب الموروثة المستقيمة!.وبدلا من ذلك كان المقال-التعليق عبارة عن :تأبين ونواح عاشورائي سياسي على آثار مضارب الحزب المهجورة التي هرم اهلها وبلغوا الواحد بعد(التسعين)بعضهم ماتوا والبعض الآخر رحلوا!فسل سيفه البيداغوجي- الدون كيشوتي ليطعن به (اليسار الالكتروني)و(ذكاءه الاصطناعي)لتجرئهما وتطاولهما على حرمة الرفاق المحترمين وتاريخهم السجني العريق!.ويحشد الرفاق ويدعوهم لنصرته بسيوف القرون الوسطى الثورية البتارة لمقارعة كل الاصوات التي تدعو للتحديث والتطوير والتجديد والتكيف مع مستجدات العصر،واستحداث وسائل واساليب حداثية،واكثر فعالية وتأثيرا،وجدوى وانتاجية في وسائط ووكيفيات رديفة تساهم بتحريك براكسيس سياسي ملائم ويتمتع بالحيوية والتأثير. أعتقد-وربما اكون مخطئا!-ان الاسم الذي يستخدمه كاتب المقال(جاسم سلام عادل)هو اسم مستعار-حركي-حزبي!وليس اسمه الحقيقي!.والاسم كماهو واضح يرتدي ايقونة رمزية شيوعية يبجلها الجميع:المع والضد!رفعها او تعكز عليها كلافته او عنوان مرجعي رسمي يجعله فوق النقد او الشبهات كمناضل اصيل من المحفل اياه!.ولم يجرؤ على النشر بأسمه الصريح كنوع من التحفظ او الصيانة او تجنب التبعات والتداعيات الاجتماعية الاعتبارية والسياسية-الحزبية لمقاله الهجاء دون وجه حق.يتهم السيد جاسم رزكا عقراوي بالاستعلاء!.والرفيق رزكار هو أكثر شخص في مؤسسة الحوار المتمدن تواضعا وبساطة وانفتاح وتقبل للنقد بصدر رحب.والمضحك المبكي انه كان يجب على الاستاذ رزكار عقراوي ان ينصاع ويلتزم وحسب تعليمات واملاءات السيد جاسم التربوية-الشيوعية ويقيد متنه المنشور لاباستخدام لغة علمية بمفردات منطقية وعقلية تعادل المضمون للموضوع المطروق في الكتاب!.بل كان يجب عليه ان يستخدم سرير بروكست اللغوي-السيد جاسم ويقطع زوائد الذكاء الاصطناعي المزعوم،ويتحدث بدلا من ذلك عن قصص الزير سالم،والسجون والمعتقلات،وايام داحس والغبراء،والنضال السري،ومحن الدم والدموع!.فالتاريخ-كما يجزم السيد جاسم-هو(كنز) نكنزه ولاننفقه في سبيل الحزب،ويجب ان نقرفص فوقه لحمايته من اللصوص!.ويجب ان ندخره ونحافظ عليه،ونقدمه مسلفنا يوم الحساب،لاان نتعلم منه ونتجاوز عثراته واخطاءه!.واخير وبدلا من:"ننتظر مشروع رزكار القادم عن:"أعادة تأهيل الماضي الالكتروني" كما ينصح السيد جاسم قراءه!.نطمح الى ان تتكحل عيوننا الالكترونية برؤية الاشراقة الكونية لبعث الموتى بنفخ الصور البلشفي العتيد!.وتحقيق الحلم السعيد في البلد الرشيد،وتبدأ ليس من رزكار المارق والمتمرد،بل من جاسم سلام عادل المخلص الجديد بديناصوراته وطواحين هواء دون كيشوته المسكين!!!. ومع كل احترامنا وتقديرنا لشخص السيد جاسم سلام عادل فليست القضية شخصية بقدر ما هي جدل افكار وآراء وتلاقح ثقافي... ......................................................................................................................................................................................................... وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زنبقة الموسيقى في صقيع السياسة!.
-
كل عام؟!.
-
محنة المثقف في ظل البهموت السلطوي!.
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(النص الكامل للمقال)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الموت!.(5)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(3)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(2)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)
-
اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.
-
بيضة الديك!.
-
تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
-
التفاحات الثلاثة!.
-
الثور الرمادي!.
-
السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
-
ماهية السياسة!.
-
تحيا السيدورية!.
-
-لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
-
الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
-
سيرورة باسلة!.
المزيد.....
-
حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة -
...
-
-بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج
...
-
ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
-
الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة
...
-
أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك
...
-
في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف
...
-
الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية
...
-
ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
-
الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى
...
-
-الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|