أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا














المزيد.....


- الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


=============

" الطفل المدلل " الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا
=======================================
لا أستطيع تأمل واقعنا ، دون الشعور بالحسرة والمرارة . " مصر " وطنى ، وبلدى ، صاحبة أول حضارة فى التاريخ الانسانى ، ينتهى بها الحال الى الصفوف الأخيرة ، فى جودة الحياة ، والتعليم والصحة والثقافة ، وأحوال النساء .
لكننا بلا منافس ، نحتل بجدارة الصفوف الأولى ، فى التحرش ، و مشاهدة أفلام الجنس ، والعُرى ، والتحرش ، والانفاق على المنشطات الجنسية ، وجرائم قتل وذبح الفتيات ، باسم
" الشرف " . أى " شرف " هذا ، الملطخ بالدم ، والكراهية ، والعداء ؟.
كم يؤلمنى أن مجتمعاتنا ، لا تضيف شيئا الى المشهد الحضارى العالمى . أفواه للاستهلاك ، وعقول للتقليد ، هكذا هى ملامحنا ، جيلا بعد جيل .
ليس من المعقول ، أن يكون تفوقنا عام 2025، هو فى معدل التكاثر ، ومعدل بناء المساجد بالميكرفونات ، ومعدل اقحام الدين فى الفضاء العام . ومن غير المقبول ، أن نستمر دون تغيير .
أن ننضم الى " الماراثون " الحضارى العالمى ، يستلزم الأمر ، " قفزة " نوعية ، فى أفكارنا ، وعواطفنا ، وأهدافنا .
كل القفزات، تحتاج إلى جرأة . لولا جرأة الخيل للقفز فوق الحواجز، لما عرفنا تاريخ الفرسان . لولا جرأة قفزات الأمواج، لما كان البحر . ولولا جرأة القلوب للقفز فوق السحاب، لما سقطت أمطار الحب.
كلنا، على اختلافنا، وأيا كانت مواقعنا، نشتاق إلى أن "نقفز" فوق أي حاجز . لا يهم عدد الحواجز . حاجز واحد ، يمكنه ادخال الهواء النقي إلى صدورنا ، ويعيد ثقتنا بأنفسنا.
لا يهم أي حاجز، نقفز، وأين يكون ذلك الحاجز، ومدى ارتفاعه . المهم، أن تحدث "القفزة" ذاتها . منْ "يقفز" مرة، يمكنه أن "يقفز" مرة ثانية . ومنْ يقفز، مرة ثانية ، يستطيع أن "يقفز" مرة ثالثة . الفكرة كلها، هي أن تتولد إرادة "القفز" ، التي تفجر "الجرأة" الضرورية ، لتكملة السِباق .
ويتصدر " الخوف " دائما ، قائمة الأعداء المتربصين ، لاجهاض "القفزة" الفكرية ، أو "القفزة" العاطفية، أو " القفزة " الحضارية .
نستطيع أن نكتب تاريخ الشعوب، بالتعرف على المخاوف المهزومة . نستطيع أن نتابع، التقدم في حياة النساء، والرجال، بمتابعة المخاوف التي استطاعوا القضاء عليها .
فى مجتمعاتنا ، نربى " الخوف " ، ونجدد له أثوابه ، واللغة التى يخاطبنا
بها . نحن شعوب " خائفة " ، نفضل الجمود ، والتخلف ، عن اكتشاف آفاق جديدة .
نخاف من المجهول .. والمعلوم ، نخاف المغامرة.. نخاف المخاطرة.. نخاف الجديد.. نخاف نفرح .. نخاف نضحك.. نخاف الوحدة.. نخاف الزمن.. نخاف أن نحب، وأن تعشق.. نخاف الله .. نخاف من الفشل .. نخاف الاختلاف .. نخاف من النقد .. نخاف من رواية تكشف علاقاتنا المزيفة .. نخاف من قصيدة تفضح أخلاقنا الهشة .. نخاف من امرأة لا تغطى شَعرها .. ورجل يعادى الذكورية .. طفلة لا تسمع الكلام ، تخيفنا .
ويمثل " الخوف من كلام الناس " ، بصفة خاصة ، " طفلنا المدلل " ، الفاسد ،
الخبيث . نظل نكبره ، ونرعاه ، ونحميه ، حتى يصبح وحشا ضاريا ، يلتهم لحمنا ويتسلى بعِظامنا .
لماذا يهمنا "كلام الناس"، ولا يهمنا تحقيق رغباتنا ؟، لماذا نعطي "كلام الناس" أولوية، على راحتنا ، وسعادتنا، وصدقنا، وحريتنا ؟. تأتينا القدرة، على إسكات ضمائرنا، ولا تأتينا القدرة على إسكات " كلام الناس " ، نبالى بعقاب الناس، أكثر مما نبالى بـ عقاب الله .
لماذا، وكيف تؤرقنا "نظرة الناس" لنا ، ولا تؤرقنا نظرتنا إلى أنفسنا ؟. لماذا، وكيف، يشغلنا، احترام الناس لنا ، ولا يشغلنا احترامنا لأنفسنا ؟ . يسعدنا رضاء الناس ، علينا. ولا يسعدنا أن نرضي أنفسنا ؟ .
"مقاييس الناس"، نمشي وراءها بالحرف الواحد. " صوت الناس " نرهف له السمع . بينما نخرس صوتنا الداخلى ، ونكتم أنفاسه .
كم من الأفكار، التي يجب الإيمان بها، لكننا نحاربها ، خوفاً من كلام الناس . كم من القصائد الجريئة، والأفلام المقتحمة، والروايات المتجاوزة، ترقد حبيسة النفوس ، والأدراج، خوفاً من كلام الناس . كم من علاقات الحب، ماتت قبل أن تولد، خوفاً من كلام الناس. كم من النساء ، مستسلمات للإحباط، والخضوع، والتعاسة ، لأن كلام الناس مسلط عليهن . وكم من الرجال ، يشتاقون إلى كسر روتين الحياة ، والانطلاق إلى آفاق جديدة ، ولا يفعلون ، لأن كلام الناس " كتير ومبيرحمش ".
ان الخوف من الحياة ، يظل يأكلنا ، حتى يقضى على وجودنا بأكمله . فى كثير من الأحيان ، تكون العقبات التى نخافها أوهام ، صنعها الخوف . بمعنى آخر ، فان " ظل " الخوف كبير ، لكنه فى الحقيقة ، ضئيل ، وذو حجم صغير .
ويتعلم الانسان الذى يفتح نوافذه لتجديد الهواء ، أن التغيير ، هو محصلة كسر المخاوف ، وأنه لا يجب أن يفوت يوما ، بدون الانتصار على " خوف " ما .
بمرور الوقت ، أدركت أن " السعادة " ، ليست الا أن أفعل بالضبط ، ما " أخافه " . علمتنى الحياة ، أن " كلام الناس " ، هو " الطريق المختصر " ، للفشل ، واهدار العمر .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاسدة أخلاقيا وأفتخر
- وداعا للدولة المدنية الحديثة
- موقف السويد من مقتل سلوان موميكا
- خلطة - صاحب السعادة كش كش بيك - و- سى عمر - وسر - الأستاذ حم ...
- أيها الكافر الملحد : ماذا يمنعك عن أن تنكح أمك ؟ -.
- امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم
- ليس ارتفاع الأسعار ولكن انخفاض الثقافة
- حضارة عالمية تنثر مادتها الوراثية فى كل مكان
- - ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال
- اسمى .. حياتى قصيدتان
- لا خير فى مجتمعات تتعاطى الحب فى سرية مثل الممنوعات
- اليوم هل يجوز للمرأة لبس الألوان الفاتحة ؟ وغدا هل يجوز للمر ...
- لا أتكلم بالعين والحاجب .. الزمن .. انهضى حبيبتى ثلاث قصائد
- فى أزمنة الخيش قصيدة
- هل حفظنا الدرس بعد اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981 ؟
- قصيدة لا شئ أخسره
- اربع قصائد جثة الظلام .. النساء .. كن نفسك .. هى وأنا
- أين موطن - الاسلام الصحيح - ؟
- ثلاث قصائد لا تركب قطارى .. لن أشهد .. أريد أن أطفش
- لا تضعوا العطور فوق أكوام القمامة


المزيد.....




- وسط مفاوضات مقررة في السعودية.. فيديو يظهر تقدم القوات الروس ...
- سوريا: الشرع وعبدي يوقعان اتفاقا لدمج كافة مؤسسات الإدارة ال ...
- توقيع اتفاق اندماج قسد في مؤسسات الدولة السورية.. ماذا تقول ...
- الرئيسان المصري والتونسي يؤكدان رفضهما المطلق لتهجير الفلسطي ...
- ماذا نعرف عن المحادثات التي ستستضيفها جدة بين الأمريكيين وال ...
- ماسك: منصة إكس تتعرض لهجوم إلكتروني -إما من مجموعة منسقة أو ...
- معهد -سيبري-: تغيرات دراماتيكية في استيراد وتصدير الأسلحة
- ماسك يصف السيناتور الديمقراطي كيلي بـ -الخائن- بعد زيارته لأ ...
- عميد المهندسين في تونس: نحو 39 ألف مهندس غادروا البلاد
- ويتكوف: زيلينسكي قدم اعتذارا لترامب عما حدث في البيت الأبيض ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا