أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ارسلان علي - دماء العلويين أسقطت شرعية الشرع














المزيد.....


دماء العلويين أسقطت شرعية الشرع


محمد ارسلان علي

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمد أرسلان علي
كافة محاولات الجولاني خلال الثلاث أشهر الأخيرة من توليه سدة الحكم والسلطة في سوريا واستيلائه على دمشق من دون معارك ودخوله كفاتح بعدما طرد الخوارج منها، وفق تصوراتهم طبعاً. كل تلك المحاولات في تغيير جلده وخطاباته وحتى ابتسامته، من خلال الحوارات الإعلامية التي كان يجريها مع بعض وسائل الاعلام الإقليمية والدولية، وكذلك استقباله للوفود الإقليمية والدولية التي جاءت لدمشق مهنئة له على الفتح المبين، وأيضاً زياراته المحدودة لبعض الدول الإقليمية، كل ذلك لم يشفع له ولم يحسّن من صورته ويجعل منه ذاك الرئيس الكيوت والوسيم الذي يعمل على إضفاء الشرعية على نفسه وحكمه.
ما حدث في الساحل السوري خلال يومين فقط، عرَّت وأسقطت ورقة التوت (الشرعية) التي كان يختفي وراءها الجولاني، والتي من خلالها أراد أن يثبت للآخرين بأنه لم يعد ذاك الذي تعرفونه، بل غُسل بالتراب الأحمر والماء سبع مرات وانه بات طاهراً طهورا، ولم يعد له أية علاقة مع ماضيه (الجولاني الجهادي والتكفيري)، وأنه ابن اليوم (الشرع الكيوت والنعجة البريئة).
أرادت بعض الجهات الإقليمية والدولية والتي كانت القوة الدافعة التي أوصلت الجولاني للعاصمة دمشق وإظهاره بأنه الفاتح وهو الذي طرد الخوارج منها، ويحق له ولجماعته القصاص من كل من لم يكن معه مسبقاً وراهنناً. طلبت منه تلك الجهات بأن يكون الرافعة أو الجسر الذي من خلاله سيتم العبور نحو سوريا المقسمة إلى جزيئيات طائفية وأثنية ومذهبية، يكون فيها الكل ينحر الكل. يمكن اعتبار الجولاني أداة وظيفية فقط للوصول لهذه المرحلة التي يُراد منها تقسيم سوريا وانهاكها واستنزاف طاقاتها ومن بعدها تقسيم الكعكة بين من سيبقى منتصراً.
بكل تأكيد علينا ألا نتغافل عن دور تركيا في كل ما حصل وسيحصل في قادم الأيام في سوريا عموماً أو الساحل على وجه الخصوص. تركيا التي أرسلت الفصائل التركمانية الى منطقة الساحل منذ الشهر وتمركزهم هناك، وكذلك ارسالها للمرتزقة والإرهابيين من شتى القوميات والجنسيات الآسيوية لنفس المنطقة، والذين كانوا رأس حربة في نحر وجز رؤوس العلويين هذه الأيام. وبعد ذلك سيظهر أردوغان على خشبة المسرح الملطخة بالدماء ويعلن أنه المهدي المنتظر للعلويين والذي جاء ليخلصهم مما هم فيه. وكأن التاريخ يعيد نفسه منذ قرون عدة. المجازر والقتل وحرق الأخضر واليابس والسبي الذي يحصل، يذكرنا بدخول تيمورلنك إلى الشام وكيف سمح لجنوده باستباحة أهل الشام لأيام عديدة من دون أن يحاسبهم أحد. بل كانت مكافأة لهم على ما بذلوه من أجل اسقاط الشام.
الآن ما تفعله الفصائل الاجرامية الإرهابية في الشام والساحل والمدعومة من تركيا، لا يقل فظاعة وإرهاب عمّا فعله التيمورلنكيين. هو فقط عملية استعادة للتاريخ يقوم به أردوغان ليثبت مرة أخرى بأنه لا يريد فقط استرجاع العقلية العثمانية، بل أنه يعمل ويسعى لتذكير الشعوب بالإرهاب التيمورلنكي والمغولي والعثماني وصولاً للاردوغاني. هي السلالة نفسها تحمل نفس العقلية الطورانية التي لا تقبل أحد ولا الآخر. تقبله فقط إن هو أراد طوعاً أن يخضع ويكون عبيداً لهم، أو أن يكون مقتولاً. ولا خيار آخر أمام كل الشعوب في مواجهة العقلية الطورانية التيمورلنكية. وبكل تأكيد ما فعلته الفصائل الإرهابية والاجرامية المدعومة من تركيا من قتل وترهيب وسبي وحرق وتهجير في الساحل السوري، أسقط شرعية الشرع التي كان يعمل عليها شهوراً ثلاث. دماء العلويين أسقطت ورقت التوت التي أراد الجولاني من خلفها أن يخفي ماضيه الإرهابي. لكن ما تكشفه الدماء، لن تخفيه الخطابات الرنانة ولا المباركات الدبلوماسية.
وكي لا يستمر التاريخ في أن يكرر نفسه مثلما حصل في هندسة الجغرافيا ديموغرافياً في بداية القرن العشرين، والمجازر التي تمت بحق الأرمن والسريان والآشور والكرد والعرب والمسيحيين والمسلمين بكل طوائفهم، كي لا يتكرر نفس الخطأ، على شعوب الشام أن يشكلوا جبهة موحدة أمام الاحتلال والغزو التيمورلنكي الاردوغاني وأذنابهم من الفرق الحميدية المعاصرة التي تعتاش على الطائفية. والابتعاد عن الخطابات الطائفية والعمل على بناء الشام على أساس التعايش بين الشعوب بشكل سلمي ويكون فيه الكل مع الكل. لأن الشام معروفة تاريخياً بحضارتها وثقافتها التي كانت تحتضن كل من كان يعيش على جغرافيتها. فكيفما أنه ليس كل العلويين من مناصري عائلة "الأسد"، بكل تأكيد ليس كل السنة مناصرين لعصابات "الجولاني". ثمة ما يجمع شعوب وثقافات الشام مع بعضهم البعض أكثر مما يفرقهم. ولن يتم ذلك سوى بالابتعاد عن الخطابات الطائفية والقومجية والتي لن يستفيد منها سوى من يعمل على قضم الكعكعة السورية من الشمال والجنوب.



#محمد_ارسلان_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الدول العربية في ضمان وقف إطلاق النار بين تركيا والكرد
- سوريا (الجولاني): تحديات الاستقرار والثقة مع دول الجوار والك ...


المزيد.....




- بذكرى تعود لعام 1971.. شمس البارودي تروي قصة ارتباطها بحسن ي ...
- حقيقة صورة متداولة لطفلة زُعم أنها -قُتلت- خلال أحداث الساحل ...
- فيديو مثير للجدل لرئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي ...
- -تلغراف-: مخطط استخباراتي روسي للسيطرة على طرق الهجرة إلى أو ...
- سوريا: الشرع يتعهد بمحاسبة كل -من تورط في دماء المدنيين-
- ماسك يعلق على منع جورجيسكو من المشاركة في الانتخابات في روما ...
- أوكرانيا توقع مذكرة تفاهم مع شركة ألمانية لتصنيع أنظمة الدفا ...
- مسؤول سوري يرصد الأوضاع في اللاذقية بعد انطلاق المرحلة الثان ...
- الولايات المتحدة منفتحة على الشراكة مع الكونغو الديمقراطية ف ...
- -جسر للوصول للفرات والعراق-.. عضو كنيست إسرائيلي يثير الجدل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ارسلان علي - دماء العلويين أسقطت شرعية الشرع