مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو أن المئات الذين قتلوا في قرى بانياس و جبلة كانوا من السنة لكنا نسمع الآن عن إبادة جماعية في سوريا و عن نظام إبادي لكن لأن الأطفال و النساء و الرجال القتلى هم من العلويين فالموضوع لا يتجاوز حالات فردية ، هذا إن وجدت هناك جريمة أصلًا … لا جديد في سوريا للأسف إلا أعداد الضحايا … ما كان يقوله بشار الأسد عن المؤامرة الخارجية و عن المندسين و الفئران أصبح يردده الجولاني اليوم ، و ما كان يقوله شبيحة الأسد بالأمس هو بالضبط ما يردده شبيحة الجولاني اليوم ، لا جديد في بلاد الموت و القهر إلا أسماء الضحايا و المقهورين … عندما قتل شبيحة الأسد 109 أو 130 مدنيًا في الحولة عام 2012 سمي ذلك وقتها بمجزرة ، بعد "المجزرة" هدد ما كان يسمى بالجيش السوري الحر بسحب التزامه بخطة كوفي عنان لحل الصراع في سوريا ، إذا لم تتم حماية المدنيين "فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم" و بدأ طرد سفراء النظام الأسدي على إثر المجزرة من واشنطن و باريس و لندن و برلين و أنقرة و غيرها من العواصم بينما حمل الإخوان المسلمون في سوريا المجتمع الدولي و الأمم المتحدة المسؤولية عن المجزرة للتستر على جرائم النظام الأسدي و شدد برهان غليون رئيس المجلس الوطني يومها على مسؤولية المجتمع الدولي عن المجزرة و اعتبر بان كي مون المجزرة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي أيضًا الخ الخ الخ … لكن النكتة الحقيقية هي فيما يردده اليوم معارضو الأسد بالأمس و شبيحة الجولاني اليوم ، عن محاولة ترويج أكاذيب عن "اعتداءات طائفية" في الساحل و ليس تصد لانقلاب عسكري في محاولة "لشيطنة الجيش السوري و الدولة السورية" بينما يؤكد آخرون أنه من الصعوبة بمكان معرفة ما جرى حقًا و إذا كانت قد وقعت انتهاكات بحق المدنيين أو لا ، السؤال الصعب و المحزن هنا كما في مثل هذه المصائب السورية التي لا نهاية لها ، أيهما أكثر وقاحة و وضاعة و سفالة : من يتحدث و كأن شيئًا لم يكن أو من يتهم الضحايا بالاعتداء على السلطة التي قتلتهم أم ذاك الذي يتحدث بطيبة مفرطة و عاطفة جياشة عن الضحايا بل و يتحدث عن جريمة قد ارتكبت لكن دون أن يسمي القاتل المعروف جيدًا و الذي لا ينكر جريمته أصلًا ، ببساطة عندما تقع جريمة و تكون هناك ضحية لا بد من مجرم من قاتل ، لكن هؤلاء المتعاطفين ذوي القلوب المرهفة حريصون كل الحرص على تجنب ذكر اسم القاتل و حمايته من فعلته و أقصى ما يفعلونه هو مناشدة القاتل التدخل لإنقاذ ضحيته … لا يوجد في سوريا إبادة و لا نظام إبادي ، و لا مجازر ، و لا قاتل ، هناك فقط ضحية قد تستحق بعضًا من دموع التماسيح بينما يستمر التصفيق و التهليل و الإشادة بالقاتل و حسن سيرته و سلوكه
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟