أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)















المزيد.....


الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المُبْتَدَأُ: -
(الحَقِيقَةُ هِيَ الضَحِيَّةُ الأُولَى لِلحَرْبِ) أسخيلُوس "525 – 456 ق.م"
وَالخَبَرُ: -
(1)
فجأة في يوم 15 أبريل 2023 م؛ داهمتنا الحرب البربرية في السودان؛ لنجد أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه؛ حرب (الإخوة الأعداء) التي اندلعت يصعب القول إنها قد داهمتنا على حين غرة؛ لأن قول ذلك يعد تدليسا فجا؛ فالكثير من الشواهد كانت تشي بقرب انفجار الاحتقان الذي تراكم بين الجيش السوداني؛ ومليشيا الدعم السريع؛ التي تم تأسيسها ورعايتها وتشريع وضعها الدستوري؛ على يد نظام الحركة الإسلامية؛ ورئيسها المخلوع عمر البشير، أما لماذا وجدنا أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه فذاك هو المطلوب توضيحه فيما يلي من أجزاء هذا المقال.
(2)
كثير من المراقبين للمشهد السياسي السوداني؛ بُعيد تنفيذ الجنرالين لانقلابهما المشؤوم على سلطة الانتقال المدني في 25 أكتوبر 2021 م؛ كانوا على قناعة بأن الصراع على السلطة لن يتوقف عند تلك المحطة؛ فكلا الجنرالين طامح وطامع في الاستفراد بكرسي السلطة؛ وما اتفاقهما المرحلي سوى مرحلة؛ اقتضتها ضرورة قطع الطريق على الانتقال المدني الديمقراطي؛ والتخلص من الطاقم المدني؛ وسرعان ما سينتهي شهر العسل بينهما إلى صدام عنيف.
(3)
العديد من المؤشرات كانت تلوح في الآفاق؛ وتشي بقرب اندلاع الصراع العنيف؛ ورغم ذلك تفاجأت الساحة السياسية السودانية بانفجار الحرب؛ وساد الإرباك كل قواها الفاعلة؛ عدا عضوية الحركة الإسلامية؛ وفلول النظام القديم؛ مما يفضح أمر علمهم المسبق؛ والجدير بالذكر أن العديد من قيادات الحركة الإسلامية؛ قد قضت الشهور التي سبقت الحرب؛ وهي تتوعد وتهدد بإشعالها؛ مسببي ذلك برفضهم لما عرف "بالاتفاق الإطاري"؛ الذي توافقت عليه بعض أحزاب تحالف الحرية والتغيير مع المكون العسكري بطرفيه- الجيش والدعم السريع- اللذان يمثلان طرفا الحرب الدائرة اليوم!!.

(4)
المتمعن لبانوراما القوى الداعمة لاستمرار الحرب؛ يجد أنها نفس قوى الثورة المضادة؛ المكونة من المكون العسكري بجنحيه (الجيش والدعم السريع)؛ الذي تغول على ثورة 19 ديسمبر؛ وفرض نفسه كشريك في السلطة؛ باتفاق معيب مع بعض القوى السياسية الإصلاحية؛ من خلف ظهر القوى الثورية. وما لبث إلا قليلا وانقلب عسكريا على ذات القوى التي حالفته؛ قاطعا طريق التحول المدني الديمقراطي؛ بإسناد ودعم من قوى الردة؛ من فلول نظام الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وعون جماعات انتهازية ثانوية؛ من عوالق السياسة السودانية المتسولة تاريخيا؛ فضلات موائد نظم الفساد العسكرية.
(5)
من هنا يتضح جليا أن القوى المشعلة للحرب؛ والداعمة لاستمرارها هي قوى الثورة المضادة؛ وهي ذات القوى التي تورطت من قبل في فض اعتصام القيادة العامة؛ وقتل وتصفية الثوار وسعت سعي محموم من أجل وأد الثورة؛ ومحاولة القضاء على شعاراتها؛ وتجريف طريق التغيير المدني الديمقراطي. وببساطة يمكن اختصار مكونها الأساسي في مثلث شر "قائم الزاوية" قاعدته الجيش وضلعه القائم مليشيا الدعم السريع ووتره الحركة الإسلامية.

(6)
لقد مثلت الحرب فرصة تاريخية لكافة أطرافها؛ الساعية لود ثورة 19 ديسمبر والتخلص من القوى المدنية للاستفراد بالسلطة. قائد الجيش وجنرالاته لم يخفوا طمعهم في السلطة المطلقة والمماحكات والتسويف في الالتزام ببنود الوثيقة الدستورية كانت تشي بذلك؛ وقائد مليشيا الدعم السريع لم يخف أيضا الطمع في إزاحة الجميع وتأسيس دولة العطاوة الكبرى؛ وما الاجتهاد في تخرج أكبر كم من الجنود؛ وشراء أكبر كم من الأسلحة النوعية التي لا يمتلكها الجيش إلا دليلا واضحا "لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".
(7)
مع انطلاق الرصاصة الأولى المجهولة الهوية؛ والمنكورة من الجميع؛ كانت كتائب الذباب الإلكتروني لطرفي الصراع؛ على أهبة الاستعداد للعب الدور المعد لها؛ وعوضا عن التعامل المسؤول مع الأزمة ومحاولة احتوائها؛ انطلقت صيحات الإدانة المتبادلة من كلا الطرفين، لتصب الزيت على النار، لقد أثارت أبواق طرفي الصراع غبار كثيفاً حول مسألة من الذي أطلق الرصاصة الأولى؛ وتبادلا الاتهامات في محاولة بائسة لتجريم كل طرف للآخر.
(8)
ولم تتأخر قوى الظلام وكانت في الميعاد؛ فقد نشطت الحركة الإسلامية؛ وبرزت من جحورها بجميع مكوناتها المدنية وكتائب ظلها الارهابية؛ إضافة للكوادر العسكرية المحترفة الموجودة أصلا في قيادة المؤسسة العسكرية؛ لتصب مزيدا من الزيت على نار الخطاب الشعبوي، تعوي وتصرخ داعية لاستمرار الحرب؛ إلى حين القضاء المبرم على قوات الدعم السريع؛ مطلقة وصف (الكرامة) على الحرب اللعينة التي اندلعت إمعانا في التحشيد وإثارة النعرة العنصرية.
(9)
ومن جانب آخر لم تتوان أبواق مليشيا الدعم السريع؛ فقد انبرت متهمة الجيش بالانحياز للحركة الإسلامية؛ واتهام قادته بعضوية حزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وبأنهم معادين لثورة 19 ديسمبر وللمسار المدني الديمقراطي. هذا زعم من حيث المبدأ تدعمه شواهد كثيرة، ولكن رغما عن ذلك تفوح منه رائحة النفاق؛ فالمناضل الحق من أجل “القيم الديمقراطية”، لا يمكن أن يتواطأ في شل مسار الانتقال المدني الديمقراطي؛ ولا المشاركة في الانقلاب عليه؛ كما لا يمكنه بأي حال من الأحوال؛ أن يرتمي في أحضان العمالة للخارج؛ سوى كانت عمالة للأوليغارشية الإماراتية أو غيرها.
(10)
خاض طرفا الصراع حربهما الدعائية الكاذبة لتبرير سوء أفعالهما؛ مع التركيز على اتهام كل من يجرؤ على الدعوة إلى إيقاف الحرب وحقن الدماء؛ بالخيانة والعمالة!!. إن تبرير طرفي الصراع لويلات الحرب التي أشعلوها، تحت راية "الكرامة" من طرف؛ ورايات "الديمقراطية والحرية" من الطرف المضاد، أمر مضحك مبكي لكنه متوقع. فالمعتدون على ثورة الشعب وقيمها وأهدافها؛ لهما الجرأة على مهاجمة بعضهم البعض بكل صفاقة متى تضاربت مصالحهما؛ ومهاجمة المعارض لمصالحهما مجتمعين أيضا بكل وقاحة. وهم في هذا يتلاعبون بحياة الملايين من الأبرياء، الذين يُسْتَخْدَمُون كوقود للحرب؛ ثم يُتَخَلَّص منهم بشكل انتهازي في الوقت الملائم؛ متى انتهت الحاجة.
يَتْبَعُ



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 7/7 (7) تناقضات ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق ال ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 5/7 (5) سلة غذاء ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 4/7 (4) تحديات ا ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 3/7 (3) ثورة 19د ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 2/7 (2) التغيير ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك ...
- التحالفات المرحلية التحديات وديالكتيك الضرورة
- هل أسدل الستار وتمت مصادرة ثورة 19 ديسمبر ؟؟
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (2/2) تحالف عريض ام تنسيق ...
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (1/2) عبقرية الجماهير وضِ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (7من 7) هزي ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (6من 7) انت ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (5من 7) الن ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (4من 7) أزم ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...
- الفترة الانتقالية بين الثورية والرَّكُوسيّة النخبوية
- إستبهام الثورة السودانية وارتكاس التحالفات المرحلية


المزيد.....




- مسؤول أمريكي يعلق على قميص زيلينسكي خلال اجتماعه مع ترامب
- اكتشاف طريقة بسيطة لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب
- طريقة مثالية وبسيطة لاستعادة نشاط الدماغ
- العلماء يتوقعون زيادة نشاط الشمس في مارس
- روسيا.. قطار كاد يسحق حافلة عند تقاطع طريق مع سكة حديد
- احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية ...
- لافروف في المنطقة.. دبلوماسية المصالح
- ملياردير مصري يعلق على المشادة بين ترامب وزيلينسكي ويشيد بـ- ...
- سيناتور أمريكي: كل ما عملناه من أجله لإقامة علاقة جديدة بين ...
- مدفيديف يعلق بحدة على الخلاف الحاد بين ترامب وزيلينسكي في ال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)