الشعب الإيراني يواصل انتفاضته والنظام يترنح!

عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)

الحوار المتمدن-العدد: 8245 - 2025 / 2 / 6 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد الأحداث والتطورات غير المسبوقة التي شهدتها المنطقة، والتي توّجت بسقوط نظام بشار الأسد، أصبح الطابع الجدي يطغى على كل ما يجري داخل إيران، ولم يعد هناك مجال للعبث. هذه هي الحقيقة التي تعكسها التطورات المتسارعة على مختلف الأصعدة، وخاصة فيما يتعلق بالوضع الداخلي، حيث تستمر التحركات الاحتجاجية في التصاعد جنبًا إلى جنب مع العمليات الثورية المتزايدة لوحدات الانتفاضة، مما يُدخل النظام الإيراني في حالة من الدوار تكاد تصل إلى مرحلة الترنح. يأتي هذا في وقت تتكثف فيه التحركات السياسية غير العادية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على المستوى الدولي، حيث يدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية وإسقاط النظام.
النظام الإيراني، الذي كان حتى الأمس يتحرك بحرية كما يشاء ويتفاخر بنفوذه الإقليمي، أصبح اليوم أكثر عزلة من أي وقت مضى، حتى بات يبدو كأكثر نظام منبوذ في العالم. إلى جانب ذلك، لم يعد محاصرًا فقط بالأزمات الداخلية المتفاقمة، بل أيضًا بتراكم النتائج السلبية لسياساته التي انتهجها على مدار 46 عامًا. الهزائم القاسية التي لحقت بمشروعه التوسعي في المنطقة تُعد دليلًا واضحًا على ذلك. اليوم، لم يعد العالم ينخدع بأكاذيب هذا النظام ومراوغاته، خاصة بعد أن انكشف دوره الأساسي في تأجيج الحروب وإثارة الأزمات، واستغلال التوترات الدولية لتحقيق أجنداته الخاصة.
الشعب الإيراني، الذي واجه على مدى العقود الماضية أبشع أنواع القمع ودفع ثمنًا باهظًا تحت حكم هذا النظام المستبد، يبدو اليوم أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على مواصلة المواجهة الحاسمة ضده. فالنظرة السريعة إلى تطورات الأوضاع تُؤكد أن الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، إلى جانب تصعيد عمليات وحدات الانتفاضة التي أصبحت تغطي جميع أنحاء البلاد، هي مؤشر واضح على أن أيام النظام باتت معدودة، وأن سقوطه أصبح حتميًا.
الشعب الإيراني ينهض ضد حكامه الطغاة والفاسدين، وهذه حقيقة لم تعد خفية، بل أصبحت ملموسة حتى من خلال اعترافات قادة النظام أنفسهم. يحاول النظام، عبر مختلف أساليبه الملتوية، الالتفاف على هذه الانتفاضة المتصاعدة، لكنه يجهل أن هذه الموجة تمثل سُنّة تاريخية لا مفر منها، تهدف إلى إنهاء عصر التناقضات والصراعات وإحداث التغيير الجذري المطلوب. هذا التغيير، الذي طالما أكدت عليه المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق، أصبح قدرًا لا بد منه لإيران، لأن كل مقومات بقاء هذا النظام قد انتهت ولم يعد أمامه سوى السقوط.
لا للدكتاتورية، سواء أكانت دكتاتورية الشاه أو الملالي!
في يوم السبت، الثامن من فبراير 2025، سيتجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين في باريس للتعبير عن مطلبهم في تغيير النظام في إيران، ودعمهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، باعتباره البديل الديمقراطي الوحيد للنظام الحاكم في إيران.
التطورات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك سقوط بشار الأسد والنكسات الكبيرة التي مُني بها النظام الإيراني في استراتيجيته لنشر الحروب بالوكالة، جعلت النظام في أضعف حالاته وأكثر هشاشة منذ عقود. ونتيجة لذلك، كثّف النظام القمع في الداخل لمنع اندلاع انتفاضات شعبية جديدة، وسرّع من جهوده للحصول على أسلحة نووية. لكن سقوط الديكتاتور السوري يؤكد أن نهاية حكم الملالي أصبحت أمرًا لا مفر منه.
في هذا السياق، سيشارك ممثلون عن جمعيات إيرانية مختلفة من جميع أنحاء أوروبا في هذه التظاهرة، للتأكيد على دعمهم لجمهورية ديمقراطية، ورفضهم القاطع لأي شكل من أشكال الدكتاتورية، سواء كانت ملكية أو دينية.

#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)       Abl_Majeed_Mohammad#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات