أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - في موضوعة الفقر و مشتقاته.














المزيد.....

في موضوعة الفقر و مشتقاته.


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا متعة في الفقر كظاهرة شاذة او موضة بل الفقر هو افة تحطم الانسان و تسلب شخصيته و تجعله من العبيد العصريين تحت سلطة راس المال.

في صراع الانسان من أجل البقاء يحارب هذا الاخير كي لا يموت جوعا و كي يتجاوز محنة الفقر كمرحلة عابرة اذا تسلح لذلك.
فهناك من يعتمد على مجهوده كي يتجاوز المحنة و يتسلح بالوعي لمحاربة الفقر هذ الوعي الذي يتغدى من الطاقة الفكرية و المعنوية بالأساس و التمسك بالحد الأدنى من الاخلاقيات التي لا احراج فيها مع الاخر الذي بدل جهد المساعدة.
طبعا تحت غطاء الاخلاقيات المتداولة كتقليد وسط افراد العائلة و العلاقات الاكتر قربا


و هناك للاسف من اجتاز القنطرة بسلام لكن ظلت عقلية الفقر مختبئة في طياته و كأنها طقوس روحانية خاصة تلبي رغبة ذاتية او قل عقد معينة استعصى فك رموزها هذه كحالة اولى.

اما الحالة الثانية و هي الاسوء في الحالات قد يتجاوز الشخص المحنة لكن يظل هاجس الفقر يلاحقه و يصنع منه سلوكات شاذة حيث يكرس بها عقلية الفقر و الدونية و تصبح ميولاته الاساسية هي المزيد من جمع المال بالطرق الملتوية و التظاهر بالعجز و قلة الحاجة و التلاعب على مشاعر الاخرين كي يسقطون في شباك الاستمالة ضحايا نواياهم الطيبة من جهة و من جهة اخرى ضحايا درجة المكر و الخداع الممارس عليهم ممن يعتبر نفسه نزق في الشطارة و باس الشطارة.

انها تجارب و حالات يعيشها الانسان و هو يصارع من أجل فعل الافضل و المفيد الا ان التيار الجارف للعقلية
المتخلفة يجعل المرء اكثر تروي و حيطة و حذر حتى لا تتكرر الخدعة.
و من باب الاخلاقيات الانسانية المنطقية فالانسان مجبول على تقديم المساعدة للذي يستحقها بلا مزايدات .

ان العمل على تغيير العقليات ليس بالواجب السهل خصوصا لما يكون الجهل و الافق الضيق سلطة مسيطرة تعمي البصيرة و الابصار.

الناس في حالة الضيق يكونون مجبرون على مسايرة كل ما يجري من حولهم و في اعلب الحالات لا تكن لهم كلمة مسموعة بحكم ان جبروت المجتمع الطبقي لا يرحم الضعيف.
و تلكم تربية تكرسها الثقافة السائدة حتى يظل الفقير فقيرا و الغني غنيا في فارق طبقي و هوة اجتماعية صارخة تكون الطبقة المسحوقة عرضة لجملة من الضغوطات و الويلات و المصائب المادية و النفسية.

هذا فيما يخص الشريحة العمالية الفقيرة التي تجتهد و تقاوم و تحاول ان تثبت وجودها كطبقة تحارب على واجهتين :
واجهة تلبية الضروريات للحياة و الاسرة و الاطفال.
و واجهة الصراع الطبقي في الإطار النقابي او السياسي المسؤول على القطاع العمالي المكافح.
لان ظاهرة الفقر قضية سياسية ملازمة لنظام الاستغلال الرأسمالي الذي يعتصر عرق الناس و جهدهم و اعصابهم و وقتهم هذه الدوخة الراسمالية المبرمجة المحبوكة بكل مكر تجعل الانسان و كانه في فراغ سحيق يتدور و ينقلب مسلوب الارادة الى ان يسقط في القالب الاجتماعي و المكان الذي تخطط له الآلة الرأسمالية و تفرض عليه ان يأخذ قسطا من الراحة كي يجدد طاقته للاستنزاف و شروط العمل و الحياة الاكثر قساوة.

انها دوامة رهيبة عندما لا يعيها الشخص تصبح كارثة و عندما يعيها و يفسرها تصبح معضلة و اشكالية وجب الوقوف على الاليات التي تحركها في العلن و في الخفاء.
و ما يخفف من حدة تاثيرها هو الوعي بمواجة ظلمها حتى لا يصبح وعيا شقيا يحرق الاعصاب فقط من دون امكانية فتح آفاق الصراع الحقيقي في مواجهة الفقر و من يصنعه و من يكرسه و كل التابعات السلبية المرافقة للظاهرة.


اذن كخلاصة الكلام في الموضوع ان ارادة التغيير تبدا بالوعي بالاشياء اما ان تكون عن طريق اجتهاد ذاتي و اما من تاثير المحيط المتنور القادر على ايصال الفكرة بالطرق و الاساليب المرنة المتداولة في علم التواصل الاجتماعي.

لان مواجهة العقلية السلبية الاتكالية و قهر طاقة الخبث الذي يغديها من مصلحة الشخص ذاته اولا لان الفقر المدقع و الحاجة المزمة الى الاخر لا تصنع شخصية سوية قادرة على تحمل المسؤولية و تحديات الواقع المرير.

تجاوز حالة الفقر ليست مسالة حظ بل هي مسالة اجتهاد و تفهم لشروط صراع الحياة في ظل مجتمع طبقي تركيبة التوازن فيه هي ما بين اتثبات الوجود المادي الاجتماعي المقبول تجاوزا و ما بين الرغبة الواعية المستمرة لاجل تغييره كمصير انساني سياسي و ليس كظاهرة خرافية مرتبطة بالهلوسات و الرغبات الذاتية الضيقة.


يتبع في الموضوع...
مع اصدق التحيات



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط التماس ما بين الديني و السياسي.
- الهوية على محك النضال.
- في صلب الموضوع.
- في موضوع البؤرة الثورية.
- الإيمان الديني في السياق المعقول.
- يد في يد.
- الصفة و التحول.
- ردا على الموقف الرسمي
- في الشكل و المضمون.
- نداء المرحلة.
- ذكرى السابع من اكتوبر
- انتفاضة 1981 كشريط
- السرعة و الضوء هما عقارب ساعة الزمن!!!
- الثقافي و السياسي في الإطار و باقي الأبعاد.
- نعم لخيار المقاومة
- حول فيلم ماريو و المهدي بن بركة.
- افلام التلفزة المغربية على أشكالها تقع.
- الحرب الامبريالية.
- نظرة إلى المشهد العام
- من أوجاع المرحلة.


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - في موضوعة الفقر و مشتقاته.