|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
هل لا زالت الرأسمالية تسود الاقتصاد العالمي؟
القول بانقضاء عهد الرأسمالية ليس شيئا جديدا فهو قديم قدم الرأسمالية ذاتها ،ومع اختلاف الرؤى والتصورات في هذا الموضوع ،فهناك من يجزم بأن الرأسمالية لم يعد لها وجود في عالم اليوم وذلك لأن الملكية أصبحت أقرب للنمط الجماعي في التملك ،فملكية المؤسسات والشركات لم تعد حكرا على فرد أو مجموعة قليلة من الأفراد بل هي أصبحت مشاعا بين عموم الناس ،لكن هذا القول يغفل حقيقة تزايد تمركز رأس المال لدرجة أن 3 شركات قابضة تملك الاقتصاد الأمريكي في زمننا هذا وهذه الشركات هي بلاك روك وفانغارد وستيت ستريت ،فهذه الشركات تملك معظم القطاعات الانتاجية والتقانية العالية والخدمات المصرفية الخ..وبالطبع ملكية هذه الشركات ليست من حصة عموم الشعب الأمريكي بل هناك عائلات وهيئات وأفراد ممن يستحوذون على أغلبية أسهم هذه الشركات ،فضلا عن أنهم يمارسون دور الادارة والتوجيه ،وبذلك عدنا الى الاقتصاد المخطط مرة أخرى والذي ينتقده النيوليبراليون لكن هذه المرة بما يخدم مصالح طبق معينة وعلى حساب أخرى ،التحليل الطبقي حاضراً ومهما حاولنا أن نقصيه بأن نرد التطورات الاجتماعية الى خصوصيات ثقافية ودينية أو طموحات قادة وأبطال فلا يمكن أن نتجاوز عتبة التحليل الطبقي للمجتمعات ،لأننا لن نلحظ التغير الثقافي والديني وبروز قادة أبطال إلا بعد أن يتغير التركيب الداخلي للمجتمع من ناحية الهيمنة السياسية وتبدل الخطاب السياسي والإعلامي والخطاب الاقتصادي والاجتماعي ..هناك من يقدم تحليلا لزوال الرأسمالية بالاعتماد على قانون القيمة الذي تبناه وطوره كارل ماركس وبالاعتماد على التحليل الماركسي ،لأن ما يحكم اليوم ليس نظام الانتاج وعلاقات التجارة التي كانت حاكمة في ظل معيار الذهب ، وكانت الدول العاجزة في موازينها التجارية تضطر لإعلان الإفلاس أو أن النظام التجاري الدولي يعالج نفسه بنفسه أوتوماتيكيا بفعل تأثير التضخم والانكماش في الاقتصاد كما كان يتصور الاقتصاديون النيوكلاسيكيون.
|
|