زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 7935 - 2024 / 4 / 2 - 00:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يُقال المنطق سوف يأخذك من الألف إلى الباء، والخيال سوف يأخذك إلى أي مكان.
في تقديري ، الخيال هو قوة من أهم قوى الذهن ،
فهذه القوة الذهنية العجيبة ، هي التي تُمكننا من تصور الأشياء والأحداث و و و . وابتكارها ، أو تعديلها ، أو تغييها ، والاضافة عليها و و والخ ،
وهو بلا شك يُعتبر مصدرًا أساسيا للإبداع والتفكير الجديد .
ويمكن أن نلاحظه في عالم المعتقدات الدينية كافة تقريباً ،
حيث يُشار إليه مثلاً في مفهوم الجنّة أو مايسمى مجازاً بـ دار النعيم ،
وهي الدار التي يُعوّض فيها المرء ( الذي يتخيل أو يتصوّر ) كل ما يتمناه أو ينقصه ، أو المحروم منه في هذا العالم الحقيقي والموضوعي المعيش ..
فالتعيس مثلاً ، سيحظى بالسعادة، والمُتعب بالراحة ، وساكن الصحراء بالأشجار والفيء والأغصان والأعناب البيضاء (الحور العين ) وينابيع المياه العذبة، والفقير بالمال الوفير ، و سؤدد الغنى ، وسيملك الفقير ساكن الآجار القصور العديدة ( رغم علمه انه لا يمكنه الإقامة فيها كلها) . والذكر بغنج الإناث ، والإناث بفحولةالذكور و و و و الميت الفاني بالخلود الأبدي و و.. الخ .
وكما نعلم جميعا ، يُكرس التفكير الديني السائد بعامة ، عادةً هذه الخيالات والأماني برفع سقف التعويض لدى أتباعه ،إلى أقصاه ، أو إلى درجة تصبح فيها تلك الخيالات كـ أحلام اليقظة.
مع ملاحظة أن الفرق بين الخيال وأحلام اليقظة :
الخيال - مع كل شطحاته - يعتمد على شيء من أرض الواقع ، ويمكن أن يؤدي إلى الإبداع في حالات عديدة،
بينما تعتبر أحلام اليقظة تجربة غير واقعية ، قد تؤثر سلبًا على حياة الإنسان الواقعيةإذا ما اسرف فيها أو تحكمت هي بمقاد وعيه تماماً .
قصارى القول:
بلا شك يلعب الخيال أدواراً عديدة في حياة الانسان ،
لعل أهمها :
- لعبه دوراُ مهما في حفظ توازن النفسي للإنسان، استئناس شظف العيش وقساوة الحياة.
- واعتباره شرطاً أساسيا و مهمًا في تطوير الفكر بعامة و الإبداع بخاصة ،
- وهو في النهاية - بلا أدنى شك - يعتبر أداة قوية تساعدنا كثيرا على رؤية العالم المحيط بنا ، بطرقٍ جديدة مبتكرة ، لم نعهدها من قبل.
للحديث بقية
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟