العمق الاستراتيجي لنظام التطرف والارهاب في طهران

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)

الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرکيزة الاساسية التي إعتمد عليها نظام الملالي منذ بداية تأسيسه من أجل ضمان بقاء وإستمرار نظامه، تجلت في الممارسات القمعية بمختلف أشکالها وبمنتهى القسوة وحتى إن تنفيذ الاعدامات في العلن وأمام الملأ کان في حد ذاته واحدا من أساليب الارهاب النفسي لهذا النظام من أجل ترويع الشعب الايراني، وقد جعل نظام الملالي هذه الرکيزة الاساس الذي يقوم عليهم نظامهم لأن الرکيزة الثانية التي ينطلق منها النظام الهمجي القرووسطائي بإتجاه المنطقة والعالم بأمس الحاجة الى ضمان الداخل وعدم تعرض النظام لخطر وتهديد، ومن هنا فإن النظام شرع بالعمل من أجل تصدير ونشر التطرف والارهاب وإثارة الحروب في الخارج، ومن خلال ذلك يفرض نفوذه على البلدان ويجعلها عمقا استراتيجيا له لکي لايجري مواجهته في عقر داره وإنما خارج حدوده حتى يطمئن على نفسه أکثر فأکثر.
هاتان الرکيزتان اللتان يعتمد عليهما النظام من أجل ضمان بقائه وإستمراره وبالنتيجة إجبار المنطقة والعالم على الاعتراف به کأمر واقع، کشف عنهما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الرئيسية لنظام الملالي) عندما کشف بخصوص:" إن بقاء النظام الإيراني يعتمد على ركيزتين حيويتين: القمع في الداخل، وانتشار الإرهاب وإثارة الحروب في الخارج. وتدور استراتيجية النظام في الشرق الأوسط حول مفهوم “العمق الاستراتيجي”، الذي ينطوي على تعزيز النفوذ الإقليمي من خلال دعم الميليشيات الوكيلة والجهات الفاعلة غير الحكومية."، وبذلك تتوضح الصورة أکثر بخصوص البناء القرووسطائي المشبوه لهذا النظام ومن إنه حالة شاذة لاتنتمي الى هذا العصر.
ماقد ذکرناه آنفا، لو قمنا بمطابقته على الاحداث والتطورات الجارية في المنطقة وبشکل خاص بعد الحرب المدمرة في غزة، ودور وموقف نظام الملالي منها، فإن الوجه الحقيقي البشع جدا لهذا النظام يکشف ويبان کما هو في واقع أمره وليس کما يزعم ويدعي کذبا وزورا بأنه نظام مسالم يعمل من أجل ضمان أمن وإستقرار المنطقة ويواجه الارهاب ويکافحه، إذ أن هذا النظام ليس لايعمل على الحد من الاوضاع المتوترة والقابلة للإنفجار والتوسع فقط بل وحتى يعمل من أجل تهيأة کل العوامل والمسببات التي تقوم بتسريع عملية إتساع دائرة الشر والفوضى في المنطقة.
على أولئك الذين طالما راهنوا على هذا النظام وإنتظروا ولازالوا ينتظرون تغييره نحو الاحسن وتخليه عن سياساته العدوانية الشريرة، أن يفکروا للمرة الاخيرة لأن هذا النظام قد بلغ مستوى من الشر والعدوان بحيث إذا لم يتم کبح جماحه وتوجيه الضربة القاضية له، فإنه سيتسبب بکارثة للمنطقة خصوصا وللعالم أجمع!

#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات