أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الجنسانية و الإنحرافات الجنسية عند فرويد














المزيد.....


الجنسانية و الإنحرافات الجنسية عند فرويد


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 22:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم الإرتكاس عند فرويد

الليبيدو، أو الجوع الجنسي، يدور في فلك عاملين أساسين: الموضوع الجنسي و الهدف الجنسي. قد تحدث الإنحرافات أو ما يسميها فرويد بالإرتكاسات لدى أشخاص طبيعيين تماما، أي أشخاص ذوي كفاءة عقلية و جسمانية متوازنة جدا. الإرتكاس كان ظاهرة شائعة لدى الشعوب القديمة و البدائية، بل كان يشكل نظاما ذا دور هام لدى الشعوب القديمة في أوج ثقافتها.

الإنسان الطبيعي في نظر فرويد يحمل آثارا "ثنائية الجنس" تحولت خلال فترة طويلة من التطور إلى جنسية أحادية. يعطي فرويد مثال "الخنثوية" حيث يحمل الفرد أعضاءا تناسلية تجمع بين خصائص الذكورة و الأنوثة. لا يوجد أي فرد سواءا بتكوين ذكري أو أنثوي إلا وجدنا لديه آثار جهاز الجنس الآخر، سواءا ظلت دون دور معين بوصفها "أعضاءا آثرية" أو متخذة وظائف أخرى.

ما يبحث عنه المرتكس في نظر فرويد ليس الطابع الذكري أو الأنثوي الذي يتصف به الهدف الجنسي، بل الشبه البدني بالمرأة أو الرجل و ما يرافقه من صفات نفسية ثانوية، حيث يكون الهدف الجنسي إنعكاسا لطبيعة الفرد ثنائية الجنس.

الإنحرافات في الهدف الجنسي

يؤكد فرويد على أن هناك عوامل تربط بين الإنحرافات و الحياة الجنسية السوية. القبلة، على سبيل المثال، و هي تلاقي الغشاء المخاطي لشفاه فردين، تعد شيئا يحمل قيمة جنسية عالية، و ذلك بالرغم من أن الشفة لا تتعلق بالأعضاء التناسلية لا من قريب و لا من بعيد. الأعضاء التناسلية في نظر فرويد هي موضوع للإشمئزاز في نظر الجنس الآخر، لكن تتجلى قوة الغريزة الجنسية في تغلبها على هذا النفور و الإشمئزاز. الفتشية (الإرتباط الجنسي بأعضاء جسمية كالقدم أو اليد أو بأشياء تتعلق بالهدف الجنسي كالشعر و الفراء و الرائحة) هي من مظاهر الحب السليم، خصوصا في المرحلة الجنسية التي يكون خلالها الهدف الجنسي صعب المنال أو ممتنعا بالكلية.

السادية و المازوخية

الحياة الجنسية لدى أغلب الرجال تتميز بنوع من العدوان و الرغبة الجامحة في إخضاع الغير. هذه النزعة العنيفة تتجلى في الضرورة الملحة في التغلب على الموضوع الجنسي و ذلك بالقيام بأفعال مغايرة للمغازلة و المداعبة. تقوم السادية بتفريغ الغريزة الجنسية من العامل العدواني الذي تضخم و إستقل بعد تلبية دوافع الليبيدو. أما المازوخية فيمكن تفسيرها بإمتداد للسادية في إرتدادها على الشخص ذاته الذي يحل محل الموضوع الجنسي.

توجد علاقة قوية بين القسوة و الغريزة الجنسية. يمكن رد تاريخ العنف الجنسي إلى البقايا السيكولوجية التي ترتبط بالرغبة في إفتراس البشر، فهو بذلك يمثل جزءا من جهاز السيطرة و الخضوع المتعلق بنشأة النوع الإنساني و إرتقائه. فالفرد القادر على إلحاق الألم إبان علاقة جنسية، قادر أيضا على الإستمتاع بأي ألم يستمده هو من العلاقة الجنسية. فالسادي في أغلب الأوقات هو مازوخي أيضا.

الغريزة الجنسية الإنسانية تصارع بعض القوى النفسية الداخلية، من أبرزها الأخلاق، و الخجل، و الإشمئزاز. هذه القوى، كما يفترض فرويد، تدخل ضمن إطار ما يسميه ب"الخلق الهستيري" و الذي يكون دائما مقرونا بدرجة من الكبت الجنسي، حيث يساهم هذا الأخير في ترويض الغريزة الجنسية ضمن إطار "السوي" و يحدد بذلك سيرورة نمو الغريزة و توجهها.

يرى فرويد أن الحياة النفسية اللاشعورية لدى مرضى العصاب تدفع بهم نحو الإرتكاس و تركيز الليبيدو على أشخاص من نفس جنسهم. أكثر تمظهرات هذه الميول العصابية هي التي يقوم بها الفم و الشرج بدور الأعضاء التناسلية. مفهوم الغريزة الجنسية الإنسانية يقوم بشكل أساسي على الفصل بين الجسمي و النفسي، حيث يؤدي بنا هذا الطرح إلى إفتراض أن نزعة الإنسان للإنحراف الجنسي ليس خاصية نادرة بل جزء منها يعد طبيعة سوية.

لفهم أعمق راجع سيغموند فرويد، "ثلاث مقالات في نظرية الجنسية"



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير آية (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأ ...
- رسالة من القبر
- سيغموند فرويد: اليهود قتلوا موسى
- الفرق الإسلامية (3): الخوارج
- الفرق الإسلامية (2): المرجئة
- الفرق الإسلامية (1): الماتريدية
- مصر مهد المدنية (2)
- بوابة الموت
- عندما بكى الشيطان
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (4)
- ما وراء الكون
- إلى شجرة الصبار
- الصوت في داخلي
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (3)
- مصر مهد المدنية (1)
- الشعوب تود شرب دماء الملوك
- الصنم الصحراوي
- يوم إرتقى الإنسان فأصبح حيوانا
- نهاية الأسطورة
- جالاتيا التي نفخت فيها من روحي


المزيد.....




- -سنجدكم ونقتلكم-.. ترامب يأمر بشن غارات جوية ضد مقاتلي داعش ...
- قتلى وإصابات في قصف مدفعي استهدف مدنيين في أم درمان، وقوات ا ...
- إتمام رابع عملية تبادل بين حماس وإسرائيل
- سوريا.. إعلان من إدارة الهجرة والجوازات بشأن خطوات ورسوم الح ...
- ترامب سيفرض رسوما جمركية كبيرة على الواردات من الصين وكندا و ...
- أزمة نقص مياه خانقة في أفغانستان وبعض مناطق كابل بلا مياه
- تقرير: إيران تطور سرا صواريخ نووية قادرة على ضرب أوروبا
- نتنياهو يعين الجنرال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي
- نتنياهو: بدء محادثات المرحلة الثانية من الهدنة يوم الاثنين
- عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الجنسانية و الإنحرافات الجنسية عند فرويد