عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 16:23
المحور:
الادب والفن
لمْ يكُن في "العطيفيّةِ" غيرُ رائحةِ النارِنجِ
وعمّي "محمّدَ" الذي يزرعُ الأسى
و"أبو دَلَفِ" الذي يزرعُ "الخَسَّ "
و "فردوسُ" التي تزرعُ الحُلمَ
و "خالد" الذي يزرَعُ الكلماتَ
و خالي"نجم"
الذي يحصدُ ما تبقّى من الهَجرِ
في وجوهِ خالاتي الوحيداتِ توّاً، والمخذولاتِ أبداً
و عمّي "حميد" الذي يصطادُ كُلّ ألفِ عامٍ سمَكَةً واحدة
من شاطيءِ الصبرِ غير الجميلِ
المُطِلِّ على "الأعظميّة".
كُلُّ الذينَ ذَكَرتُهُم.. ماتوا
إلاّ ما كانَ يزرعَهُ عمّي" مُحَمّدَ "
وها نحنُ نحصُدُهُ الآن.
كُلُّ الذينَ ذكرتُهُم.. راحوا،
و كأنَّ وجهَ "فردوسَ" لم يبتَسِم لي
، إلاّ قبل لحظاتٍ،
عندما ذهبتُ إلى حيثُ كانتِ الروحُ تحبو
ولَمْ أجِد مَمرّاً إلى النهرِ
و حيثُ لَم يَعُد الانتظارُ
يُشاكِسُ عمّي"حميد "
الذي يصطادُ سمَكَةَ واحدةً كُلّ ألفِ عامٍ
ويعودُ مُمتَنّاً إلى دجلةَ
الذي لم يخذُلهُ يوماً
أمامَ خيباتنا المستطيلة .
لم يكُن في "العطيفيّةِ" شيءٌ
غيرُ رائحةِ الطَلْعِ
و "السَدّةُ" التي ينبتُ التوتُ فيها
و "فردوسُ" التي اصطادت لي بُلبُلَ الحُلمِ
في "نارِنجَةِ" أيّامي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟