أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - مذكرات أبنة الدكتاتور















المزيد.....

مذكرات أبنة الدكتاتور


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سفيتلانا أليلوييفا هي أبنة ستالين التي هربت من الإتحاد السوفيتي إلى الولايات المتحدة العدو التقليدي في تلك الفترة. تركت بلد (العامل والفلاح) ودولة الكوابيس التي بنيت على الدم والآلام وأتت إلى حيث الحرية والديمقراطية كما قالت. ألفت سفيتلانا ثلاث كتب تعد مرجعاً لمن يريد التعرف عن حياة الدكتاتور الروسي جوزيف ستالين. كتبت مذكراتها في الإتحاد السوفيتي وهربتها معها إلى الهند في عام 1966. تُرْجم الكتاب إلى الإنكليزية عام 1969. احد الكتب بعنوان "سنة واحدة فقط"(1). ذكرت فيه - مع كتابها الأخر "20 رسالة لصديق"(2) - تفاصيل دقيقة عن حياة أبيها. بدأت الكتاب الأول بفقرة: " أهداء لكل أصدقائي الجدد الذين كانوا سبباً في حريتي في هذه الحياة" وتعني اصدقاؤها الجدد أي الأمريكيون الذين ساعدوها بالهرب من جحيم بلد (ياعمال العالم اتحدوا) إلى جنة الولايات المتحدة التي يستحوذ 20 بالمئة من عدد السكان على غالبية الثروة في المجتمع.
جوزيف ستالين:
لمن لايعرف، لم يكن ستالين روسياً، بل كان جورجيا، وكان له ميولاً قومياً إلى درجة محاولته تكوين حزب شيوعي جورجي والإنشقاق عن الحزب الروسي الأم، وعندما هدده رفاقه بالفصل رجع عن قراره. ولد في نهاية القرن التاسع عشر لعائلة فقيرة منتوفة ، فقد عمل أبوه في تصليح وصناعة الأحذية، إذ قال مازحاً ، مرة لرفيقه بوخارين فيما بعد، وهو ينصحه بأن يلبس أحذية عريقة ذات عنق طويل : أسمع يابخارين، أنصحك أن تلبس هذه الأحذية، فإن أبي كان يصنع الأحذية للأغنياء فقط. وأنا الآن ألبسها ". ومن المعروف أن الفقر يجلب معه كل أنواع الإعاقات النفسية والإجتماعية، فإن أبوه كان مدمناً على الكحول، يضرب أمه ويضربه بشكل جنوني حتى هربت أمه من البيت وعمره خمس سنوات. ذكرتني قصة ستالين بطفولة هتلر، فقد تشابهت الحالة الإجتماعية والنفسية، لتخرج للعالم رجلاً مستبداً يقتل أقرب الناس له من أجل الإستمرار في السلطة. تنقلت أمه معه من بيت لآخر تعمل كخادمة لتقتات لقمة العيش مع طفلها. وعندما أصبح في عمر يؤهله للمدرسة، أرسلته أمه كي تصنع منه قسيساً نذراً لله، فقد ألتهمت الأمراض جميع أخوته من قبل. ومنذ نعومة أظافره برع بالرسم وقرظ الأشعار حتى أصبحت الصحف في جورجيا تنشرأشعاره. تعرض في طفولته لحادث مؤلم، إذ صدمته عربة يجرها خيل، فعطبت يده اليسرى، مما سبب له ضمور، فأصبحت اليمنى أطول من اليسرى. كانت أمه تحبه وتناديه "سوسو"، لكن أطلق فيمابعد على نفسه أسم"كوبا" تيمناً بشخصيات الروايات التي كان يطالعها. وظل الجميع يناديه بهذا الاسم حتى قيام الثورة الروسية حيث لقب نفسه ستالين ( أي الرجل الفولاذي) بعد أن ذاع صيته في الجيش الأحمر. اكتشف أن المدرسة الدينية لاتخدم طموحه، تركها والتحق بحزب العمال الإشتراكي الديمقراطي، حيث نشط بين العمال وقاد الإضرابات وتعرض للنفي عدة مرات إلى سيبيريا، لكنه كان يهرب في كل مرة. أصبح رئيس تحرير صحيفة البرافدا (الحقيقة) الناطقة باسم الحزب الشيوعي. كان ميالاً للبلاشفة أكثر من ميوله لجماعة المناشفة. عندما قامت الثورة، أصبح مع تروتسكي ولينين من أهم الشخصيات في الحزب. في عام 1926 تزوح من إحدى فتيات الحزب التي كانت تعمل سكرتيرية لشخصيات الحزب وهي ناديا الليلوفا، وكان هذا الزوج الثالث. ولدت له ناديا الأبن فاسيلي الذي أصبح مدمن كحول ومات وهو سكراناً في الأربعين، وأبنته الوحيدة سفيتلانا التي كفرت بأبيها وروسيا والشيوعية كلها فيما بعد. ولشدة ولعه بالسلطة، قام بعد موت لينين بقتل واغتيال معظم رفاقه الذين كانوا العمود الفقري للحزب والثورة. فقد طرد تروتسكي إلى المكسيك واغتاله هناك ثم اغتال سيرغي كيروف وقام باعدام اصدقاءه ورفاق دربه كل من زينوفييف وكامنيف وبوخارين. عندما قامت الحرب العالمية الثانية أسرهتلر أبنه الأكبر، وأراد مقايضته ببعض ضباطه، فرفض ستالين المقايضة. وأنتحر أبنه في مخيمات هتلر بأسلاك الكهرباء.
ونتيجة لسياسته الحكيمة الخماسية، قضى الملايين من الروس نحبهم خلال أعوم المجاعة مابين 1930 إلى عام 1933 جراء سياسة النهضة الصناعية. تلك الحكمة التي سببت في موت لايقل عن 20 مليون انسان خلال سياسة العمل القصري في مخيمات الكولك وغيرها.
أنا أرى أن جميع المستبدين في التاريخ يتشابهون بأنهم عاشوا حياة صعبة وتعرضوا لإعاقات نفسية مما يجعلهم حاقدين على مجرمين عندما يصبحون في السلطة.
- سفيتلانا أليلوييفا:
عاشت أبنة ستالين طفولة غير سعيدة فقد أنتحرت أمها وهي طفلة جراء الإهانات العديدة التي تعرضت لها من زوجها الفولاذي. كانت سفيتلانا مغرمة بالأدب، وعندما تخرجت درًست الانكليزية والأدب في جامعة موسكو. أعجبت بشاب معها في الجامعة، أرسله أبوها إلى المنفى ومن ثم إلى السجن لأنه يهودي (كما قالت) وتزوجت من يهودي فيما بعد، فأجبرها أبوها على الطلاق منه. وظلت تتزوج ووتتطلق طوال حياتها (كأنها تعودت على الزواج والطلاق). وفي عام 1966 ذهبت للهند بغرض أيصال التعزية بأحد الرفاق الهنود ثم أتصلت بالسفارة الأمريكية وحصلت على لجوء سياسي وعاشت في ولاية وستكنسن حتى توفت عام 2011 . بناء على هذه المذكرات قامت شركة (أتش بي أو) بصناعة فيلم بعنوان (ستالين). حاز الفيلم على عدد كبير من الجوائز إذ شارك فيه ممثلين مرموقين في الولايات المتحدة. عرض الفيلم عام 1992 .
قام المخرج بتصوير معظم مقاطع الفيلم في بلغاريا وبعض بقاع الإتحاد السوفيتي قبل إنهياره كلياً بواسطة فارس الأحلام غاربتشوف. ألفت سفتيلانا كتابأً في عام 1984 بعنوان "موسيقى آتية من بعيد". هذه الكتب الثلاثة أصبحت مرجع هام لدراسة ستالين على الصعيد النفسي. في النهاية، أذًكر البعض أن جورج أرويل ،الكاتب الإنكليزي المعروف، كتب روايته 1984 عن الأخ الأكبر وفي ذهنه صورة ستالين. الرواية كان عنوانها 1948 عندما كان ستالين في السلطة، لكن غيرت دار النشر العنوان كي لايغضب الرفيق ستالين من بريطانيا الإمبريالية ويقوم بارسال المزيد من جواسيس الكي جي بي.
آذار – 11 -2023
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1. Only One Year: A Memoir Paperback- Svetlana Alliluyeva
2. Twenty Letters to a Friend: A Memoir- Svetlana Alliluyeva



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقم مجادلة الملاحدة
- ممنوع التصوير مع الحمير
- رواية وفيلم الخروج
- ديفد كوبرفيلد
- الصهيوني إفراهام ستيرن
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب
- اللغة واللهجة: مدينة حمص نموذجاً
- يوحنا الدمشقي بين الجبرية والحرية
- مجزرة 1860 وتأثيرها على الحاضر
- إمامة المرأة في الإسلام
- نصارى ومحمديين
- فيلم وتأثير راشمون
- عيد هلوين في الولايات المتحدة


المزيد.....




- يتقدمه الكرادلة والحرس السويسري.. شاهد كيف اصطف الناس لمتابع ...
- الرئيس التونسي يزور بلدة ميزونة بعد مقتل 3 أشخاص جراء سقوط ج ...
- هجوم كشمير: الهند تدعو الباكستانيين لمغادرة أراضيها وإسلام أ ...
- خدعة هائلة في تاريخ البشرية: كيف خدعت مذكرات هتلر المزيفة ال ...
- تصاعد الأزمة بين الهند وباكستان: نيودلهي تطلب من الباكستانيي ...
- كييف تتعرض لأحد أعنف الهجمات الصاروخية وزيلينسكي يرفض انتقاد ...
- بعد طول انتظار..ألمانيا توافق على تسليم بودريقة إلى المغرب ...
- الكرملين: تصريحات ترامب بأن أوكرانيا خسرت القرم بلا رجعة تتط ...
- اجتماع روسي إيراني صيني مع غروسي في فيينا لمناقشة الملف النو ...
- باكستان تدرس ردا شاملا على إجراءات الهند بعد هجوم كشمير


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - مذكرات أبنة الدكتاتور