عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7311 - 2022 / 7 / 16 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يكفي دمغجة ودجل وكلام فارغ لا جدوى منه أبدا. المناضل الحقيقي هو عامل البناء والموظف البسيط وخادمات المعامل والفلاحات ورافعو الزبلة.فكيف تتكلم عن الديمقراطية وأنت غير ديمقراطي وعالة على المجتمع والمهنة "نبار" مثل الكثير من البورجوازيين "الفارغين شغل" والسياسة بالنسبة لهم رفاهة ومضيعة وقت لا غير. فيكفي من خداع البسطاء والمهمشين بالتنظير والتلويح بكلمات لا تعرف غير حروفها مثل الديمقراطية والشعب والحرية، فالدولة ليست "دقان حنك" بل هي عمل وكد على أرض الواقع ومن لا يعمل لا يخطئ .فأنت تعمل كمقاول لصالح نفسك أو لفائدة الغير وليس للمصلحة العامة التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها . فأنت تفكر في الرفاهية وحرية الكلام والسفر والترفيه لأنك تملك المال فمن سيفكر فيي جماعة "وراء البلايك" غير الدولة . فأنت تريد دولة ضعيفة لتفعل ما تشاء والحرية بالنسبة لك أن لا يسألك أو يحاسبك أي أي أحد وأن لا تدفع الجباية وتتهرب من أداء ما عليك ولا يهمك أن الموظفين البسطاء هم من يدفعون ويساهمون في ميزانية الدولة وأنت فقط من يقبض ويتمتع بالخدمات. ويمكنك بما تكدسه من أموال أن تشتري الذمم وتكمم الأفواه وتضغط على الممانعين وتقدر حتى رميهم في السجن لما تتمتع به من نفوذ. ولهذا فأنت لا تريد هذا الدستور الجديد الذي يقطع مع الفوضى والتسيب والتطاول على هيبة الدولة بتكريس وظيفة تنفيذية فاعلة يمكنها القيام بالمحاسبة ولهذا فقد تعاميت عن رؤية بقية ما جاء بالدستور الجديد من مزايا وإضافات جوهرية مثل باب الحريات والحقوق وتمسكت فقط بما تدعية "سلطات الرئيس الواسعة" متناسيا أن الشعب أراد نظاما رئاسيا يقطع مع الماضي ويصلح ما فسد طيلة عشرية الخراب وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق سلطة تنفيذية قوية وهذا لا يعني الإستبداد بوجود قوانين ضامنة للحريات ومجتمع مدني فاعل.ولهذا كله أنصح المواطنين الذين ربما يخدعهم خطابك المليء بالمغالطات والأكاذيب أن لا ينساقوا وراء جماعة الدجل و"هب هب" فقد جربتموهم طيلة سنوات ففشلوا ونكثوا كل الوعود واذهبوا صوتوا يوم 25 جويلية ب"نعم" لتنتصروا لأنفسكم وتماشيا مع ما قمتم به من هبة قبل عام من الآن (هل نسيتم ذلك؟) وتبقوا نائمين فيأتون كالجراد في آخر الوقت فيصوتون مكان الغائبين منكم ب"لا" رغم أنهم قد قالوا بأنهم سيقاطعون الإستفتاء فتكونوا بذلك من المغفلين فيطلع لكم الغنوشي من ثقبة الحيط بعد أن تم رميه خارج التاريخ والجغرافيا وعندها ستكون الخيبة وبئس المصير ومن أنذر فقد أعذر.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟