أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم محمد عالي لحبيب - الذكرى الرابعة لاستشهاد بضري عبد الرحيم














المزيد.....

الذكرى الرابعة لاستشهاد بضري عبد الرحيم


إبراهيم محمد عالي لحبيب
مدون صحراوي وباحث في علم الاجتماع

(Brahim Mohammed Ali Lahbib)


الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 18:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


"نحن الجيل الذي قيل عنه؛ لن يرتاح أبدا؛ ولم يكن محظوظا"

موجعة حقا معادلة هذه الحياة؛ نعم موجعة حينما وضعت لكل بداية نهاية؛ وخاصة عندما ترتبط هذه النهاية بفاجعة رفيق كان السند والحصن المحصن لنا كمعتقلين حينها ضد كل أشكال تطويع قناعاتنا؛ ذلك الرجل الذي بكاه كل من عرفوه عن قرب وأحبوه بعمق.
كثيرون يا بضري أحبوك لبساطتك؛ لشهامتك؛ لوقوفك شامخا ضد أعتى الانكسارات التي مرت هنا باكادير؛ لكن قليلون من يعرفونك عن قرب ويعرفون طينتك التي خبرها من اغتالوك لربما أكثر منا.
ولحسن حظي أني المسجون هناك تشرفت بزيارتك لي قبل أسبوع فقط من الفاجعة؛ أتذكر جيدا تفاصيل تلك الدردشة الثورية المحظة؛ نعم فأنت الوحيد بين الرفاق من كنت تدخل مباشرة في المواضيع دون السؤال عن الحال والأحوال؛ فلا وقت لديك لتبذره، أنت الوحيد الذي تنهي الزيارة كلها وأنت واقفا لا يسعك الكرسي الحديدي البارد المخصص للزيارة.
نعم، انصرفنا جانبا عن الرفاق مستندين على سياج فاصل بين السجناء الراشدين والقصر في مكان مخصص لزيارتنا.
بدأ الحديث بيننا:
قلت له: شطاري "آ لعور"
رد مبتسما: لا عليك يارفيق، أنتم بصرنا الذي ينير طريقنا.
عجزت عن الإجابة؛ فهو الذي كان قليل الكلام حين يتكلم؛ لكن لا أحد يستطيع بعده الإجابة، حتى في مزاحه كان جديا وملتزما...
ناقشنا طويلا واقع الحال بعد معركة المعتقلين؛ تحدثنا كثيرا عن الأوضاع التي تمر بها القضية الوطنية؛ وكذا موقع أكادير الصامد ( وهو الذي لم يك يعرف أن هذا الأخير سيحمل اسمه بعد أسبوع فقط).
لم نحس أبدا بمرور الوقت إلى أن صرخ الجلاد بانتهاء مدة الزيارة وهو يقول عاليا: "الطلبة عفاكم نريد أن نغادر، ما بقى غار نتوما..."
ودعتك وأنت تلقي وشاحا يحمل علما لفلسطين على كتفي ومعه خاتما موشوم عليه حرف "B" _بداية كنيتك_؛ ودعتني وأنت تقول آخر كلام لك؛ ظل محفورا في ذاكرتي: "إن المخزن يتحرش بنا كثيرا في الأيام الأخيرة؛ وربما سيشن هجوما في هذا الشهر "05" ، شهر الشهداء والثورة....".
لم تتأخر نبوءتك يا بضري ؛ وكنت أنت المستهدف بشكل مباشر وعلني؛ لتذهب تاركا لي "وشاحا و خاتما" يذكرني بهذا الجرح الذي لا يندمل كلما هممت الدخول لغرفتي الصغيرة.
الموت يا بضري نعم لم يهزمك أنت؛ بل الأحياء بعدك وأنا أولهم؛ كيف له أن يهزم جبال الواركزيز..؟؛ كيف له أن يهزم يابسة زمور الصلبة..؟ مستحيل...إذا وكيف له أن يهزمك وأنت كنت تشبه هذه الجغرافية كلها، بل أنت الجغرافيا والتاريخ لهذا الوطن المسلوب.
أنت الذي كنت منحازا ولم تخفها يوما، منحازا للإنسان الصحراوي الساعي لتحرير أرضه.
تحل إذا اليوم الذكرى الرابعة لاستهادك يا رفيق المواقف الصعبة؛ تلك الذكرى التي أرفض سنويا الاستعداد لها، أتمنى لوهلة أن يقفز شهر ماي/ايار من الترقيم السنوي لكي لا أتذكر هذا الجرح، لعلي جبان ولا أنفي ذلك، لكني أتمنى حقا أن تكون كذبة خلفها شهر أبريل اللعين و أن تنبعث يوما ما كالعنقاء لتقول "أنا هنا، كنت فقط منشغلا بمهمة عنكم؛ لنكمل المسير يا رفاق...."
نعم ؛ هذا كل المنى والتمني؛ فنحن الجيل الذي لم ولن يرتاح لفقدانك؛ نحن الجيل الذي لم يكن محظوظا بفراق صديق ورفيق وأخ مثلك.
سأبقى دوما عاجزا عن التعبير وقلمي يرفض الكتابة عنك خجلا لما سيخطه لأجلك.
إلى اللقاء يا بضري في موعد لاحق ؛ وإلى أن نلتقي يتجدد السؤال عندي:
"لم العظماء دوما يودعوننا باكرا..!!؟؟"



#إبراهيم_محمد_عالي_لحبيب (هاشتاغ)       Brahim_Mohammed_Ali_Lahbib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي شرعية تتحدثون؟
- على هامش تخليد الذكرى الثالثة لاستشهاد الرفيق بضري عبد الرحي ...
- على هامش تخليد الذكرى الخامسة لاغتيال الشهيد ابراهيم صيكا
- المعتقل وذاكرة شعب
- جارتنا الطيبة وفخر المنطقة
- إزميرلندا أسا...
- اوجه التباعد بين الفعل الحقوقي والطلابي بالصحراء الغربية
- قراءة في ملف المعتقلين السياسيين الصحراويين -المجموعة الطلاب ...
- -حينما تصير أمنيتي لقاءا عابرا في شوارع بيروت..-
- رسالة من داخل سجن لوداية السيء الذكر أرثي فيها الشهيد -عبد ا ...
- هل فعلا غادرتنا يا بضري؟
- عن أي ماركسية نتحدث؟
- موقف من أجل الحقيقة
- نبذة عن فلسفة مؤسس فكر البوليساريو.
- -محفوضة- رفيقة المعتقلين بحق.
- من خان المعتقل خان القضية.
- أفق الحركة وإلى أين تسير
- خيوط المؤامرة


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إبراهيم محمد عالي لحبيب - الذكرى الرابعة لاستشهاد بضري عبد الرحيم