ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 11:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقة السادسة : الأنفال 48 - 54
(48) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
1- المعنى : أن الشيطان جاء لكفار قريش ( في صورة بن مالك الكِناني راكبا فرس ) يوم بدر ( وقيل ) يوم أحد ، وزين لهم أعمالهم وأغواهم أنهم لن ينهزموا وهم يقاتلون دفاعا عن دين آبائهم .. فلما بدأت المعركة ، رأي جبريل ومعه الملائكة ، فرجع مدبراً وقال لقريش إني أري ما لا ترون ، والله شديد العقاب
تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية .. مكي بن أبي طالب
2- السؤال :
A- هل الله ينقل عن إبليس أفعاله وكلامه كآيات في القرآن ( زين ، قال ، نكص ، قال) ؟
B - هل الشيطان يمكن أن يأتي في صورة إنسان ويرى جبريل والملائكة ؟
C - كيف يزين لهم الشيطان أعمالهم في بداية الاية .. ثم يخاف من الله في آخرها ؟
D - اذا كان الشيطان يعلم أن الله شديد العقاب وأن مصيره النار .. فلماذا استمر في عصيان الله ؟
3- التنويه : إبليس يتحدث عن نفسه 4 مرات بضمير المتكلم .. إني
(49) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
1- المعنى: وإذ يقول جماعتين من الناس أولهما منافقي قريش ، وثانيهما الذين أسلموا ولم يهاجروا بل ساندوا الكفار يوم بدر .. لقد اغترّ المسلمون بدينهم ، و ورطوا أنفسهم فيما لا طاقة لهم به
ملحوظة : أسماء منافقي قريش هم .. قيس بن الوليد بن المغيرة ، أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ، الحارث بن ربيعة بن الأسود ، علي بن أمية بن خلف ، العاصي بن أمية بن الحجاج
التسهيل لعلوم التنزيل .. ابن جزي الغرناطي
1- السؤال : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .. ما علاقة آخر الآية بأولها ؟
2- التنويه : الله ينقل عن المنافقين أقوالهم كآية في القرآن
(50) وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
1- القراءة : يَتَوَفَّى .. قرأها ابن عامر / تَتَوَفَّى بالتاء
2- المعنى : و سوف ترى يا محمد الملائكة حين يقبضون أرواح الذين كفروا فيضربون وجوههم وأدبارهم أثناء قبض أرواحهم ( في الدنيا ) ، ويقولون لهم ( في الاخرة ) ذوقوا العذاب
بحر العلوم .. السمرقندي
3- السؤال :
A- هل الملائكة تضرب الكفار في الدنيا .. وتقول لهم ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ في الآخرة ؟
B - وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ( أم ) فذوقوا عذاب الحريق ؟ باعتبار أن الفاء سببية كما بالايتين 52 / 54
4 - التنويه : الله ينقل للنبي محمد ما تنفذه الملائكة مع الكفار في الدنيا والآخرة
(51) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
1- المعنى : ذلك العذاب ( دنيا وآخرة ) عقابا علي ما ارتكبتم من أفعال و معاصي بحق البشر وليس عقابا على كفركم بالله
، فالظلم يستحيل نسبته إليه
زاد المسير في علم التفسير .. ابن الجوزي
الوسيط في تفسير القرآن .. محمد سيد طنطاوي
2- السؤال : بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ .. هل تعني أن عقاب الله للكفارعلى كفرهم يعتبر ظلم منه لهم ؟
3- التنويه : الخطاب عن الله بضمير الغائب .. وَأَنَّ اللَّهَ
(52) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
1- المعنى : لقد عوقب كفار قريش بالقتل والأسر يوم بدر ، كما عوقب آل فرعون بالغرق بسبب كفرهم ، فأخذهم الله بذنب كفرهم به وتكذيبهم لرسله
فتح القدير .. للشوكاني
2- السؤال :
A - كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ .. العقاب هنا على الكفر وليس على الأعمال .. فهل هذا ظلم ؟
B - ما الحكمة من تكرار لفظ الله ثلاث مرات ؟
3- التنويه : الخطاب عن الله بضمير الغائب .. بِآَيَاتِ اللَّهِ / فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ / إِنَّ اللَّهَ
(53) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
1- المعنى : ذلك العقاب الذي حاق بكفار قريش سببه أن الله أنعم على أهل مكة بأن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، وأنعم عليهم ثانية بأن بعث إليهم النبي محمد ، فغيروا من أنفسهم و قابلوا النعمة بالجحود وكذبوا النبي ، فنقله الله ( النبي ) إلى الأنصار ، والله سميع لأقوال خلقه عليم بما في صدورهم
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال :
A- حتى يغيروا .. ألم يكن الله يعلم إن كانوا سيغيروا من أنفسهم من عدمه ؟
B - وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .. ما الحكمة من لفظ وأن ؟
3- التنويه : الخطاب عن الله بضمير الغائب .. بِأَنَّ اللَّهَ / لَمْ يَكُ / مُغَيِّرًا / أَنْعَمَهَا / وَأَنَّ اللَّهَ
(54) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ
1- المعنى : لقد أهلكنا كفار قريش بالسيف يوم بدر لأنهم كذبوا بآيات الله ، كما أٌغرقنا آل فرعون ، وأهلكنا أقواما قبلهم .. بالرجفة ، الخسف ، الحجارة ، الريح ، المسخ .. لأنهم كفروا بآيات ربهم
المصدر يسأل : ما الفرق بين الآية 54 / والآية 52 ؟
المصدر يجيب :
الآية 54 فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ / الآية 52 فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ
الآية 54 كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ / الآية 52 كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال :
A- ما الحكمة من تكرار آل فرعون مرتين بالآية ؟
B - ما الفرق بين أهلكنا وبين أغرقنا ؟
C - لماذا استخدم الفاء بالاية 52 فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ / والآية 54 فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
بينما استخدم الواو بالآية 50 وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
3- التنويه : الخطاب بالآية 54 من الله بضمير المتكلم .. فَأَهْلَكْنَاهُمْ / وَأَغْرَقْنَا & بينما بالاية 52 عن الله بضمير الغائب .. بِآَيَاتِ اللَّهِ / فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ / إِنَّ اللَّهَ
الخلاصة : الله حاضر وفاعل في الزمان ، المكان ، الأحداث :
الله ينقل عن الشيطان قوله ، وعن المنافقين أقوالهم ، وعن الملائكة ضربهم للكفار أثناء قبض أرواحهم ، أهلك وأغرق آل فرعون بذنوبهم
المفترض أن الله أزلي قديم مطلق سرمدي لانهائي ، يخلق ، يحي ، يميت ، يبعت ، يوحي .. لكنه لا يدخل في تفاصيل الأحداث البشرية على الأرض .. الأمر الذي ينفي عنه القدسية ويحوله إلى إنسان
للمزيد : شاهد الفيديو التالي
https://www.youtube.com/watch?v=u1K4JFZ4hLM
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟