(نص مفتوح)
..... ... ...... ...
وحدها الأنثى قادرة
على خلخلة كآبتي
على بَلْسَمَةِ تقعُّرات مللي
على افتتاحِ شهيَّتي في الحياة!
رأيتُكِ
فانقشعَ هَمٌّ ملاصقٌ ضجري
اخضرَّ برعمٌ بين ضجري
لَمْ يَعُدْ للحزنِ مساحةً محرزة
بينَ لُجينِ العمرِ!
وطأتِ الحرب أقدامها
على براري الحلمِ
على ختميّة الحقول
على بساتينِ اللوز
كسرَتْ أغصان الروحِ
طارت الهداهدُ بعيداً
بكى أطفالُ الحيِّ
تاهَتْ قطَّتنا البيضاء
بين الأزقّة
ثمَّة جرحٌ بليغ
لا يفارق شفير الصباحِ
ثمَّة تساؤلات أطرحها
على كلاب هذا العالم
أيُّهما أفضل لكم يا كلاب العالم
الحرب أم السلم؟!
لا يفضِّلُ كلبٌ واحدٌ
الحرب عن السلم ..
لماذا يجنح الإنسان
إلى عوالم الحروب
عوالم الجنون؟!
لماذا لا يتَّعظُ
من حكمةِ الكلاب؟
آهٍ يا نجمة الصباح..
أحلامٌ مبقَّعة بالدم
مرشوشة على خارطةِ الجسد!
مهما سلَّطوا سيوفهم
على رقاب الكلمات
فلَنْ تُطال سيوفهم
شراسة الكلمات
لن تُطال ليونة الكلمات
لَنْ تُطال وهج الكلمات
لَنْ تُطال عمر الكلمات
لَنْ تُطال مجد الكلمات
لَنْ تُهزم الكلمات
وحدُها الكلمات ساطعة ..
شامخة فوق جبهةِ الزمنِ
فوقَ جبهةِ الحياة!
موجة تعانق موجة
نغماتٌ ساطعة
تتوالدُ من بهجةِ الجسد
تعلو كجبلٍ شامخٍ
كعاشقة متوهِّجة بنكهةِ الليل!
أنْ يرقصَ قلبكَ فرحاً
أنْ تغرقَ في بحارِ البهجةِ
تحتاجُ إلى أنثى عطشى للحنان
عابقة بالقرنفل
مكلّلة بالندى!
تعالي أيّتها العابقة بالقرنفل
ايَّتها المكلَّلة بالندى
لا تخفَي حنانكِ
بين شقوقِ الليل!
..... ..... ...... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاقٍ خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: تشرين الثاني 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]