محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)
الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفيس بوك والتويتر فيما اعتقد هم وسيلة لتبادل الأفكار والتعبير عن الآراء بحرية او الاعمال الفنية المحببة لدى الفرد، او مواقف طريفة او ذكرى شخصية او صداقات جديدة محترمة. اما الصلاة فمكانها الحقيقى هو المسجد او الكنيسة او المنزل لانها امر شخصى بحت. ما يحدث على صفحات التواصل الاجتماعي من ابتهالات واستغفارات هي نوع من استعراض تدين الشخص لمن حوله حتى يعطى انطباع انه ورع وتقى ومؤمن وطاهر ومؤدب وذو اخلاق حميدة.
الفرد لا يتقرب الى الله من خلال ما يكتبه وينشره على صفحات هذه المواقع ولا تزيد من ميزان حسناته حسب اعتقاده. البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك والتويتر فيها يرتدى البعض عمامة الواعظ سواء عمامة شيخ او قسيس ويقوم بمحاولة اهداء الغير الى صحيح الدين في محاولات ساذجة. الباحث عن الحقيقة يستطيع بمنتهى السهولة الاطلاع بالكتب المتخصصة عن اسئلته او من خلال البحث في جوجل واليوتيوب وليس من خلال بوست على الفيس بوك والتويتر.
قد يكون من المنطقى نشر بوست دينى بمناسبة الأعياد الدينية مثل عيد الفطر او عيد الأضحى او عيد الميلاد او عيد القيامة. اما نشر البوستات الدينية بدون مناسبة قد تعبر عن هوس دينى او استعراض دينى ومعظم الفيس بوك في العالم تكاد تخلوا من البوستات الدينية ما عدا دول الشرق الأوسط ومصر. اكاد احس ان البعض اصبح يعيش في غيبوبة دينية ويكاد ان يقتصر طقوسة الدينية على صفحات الفيس بوك وليس في الواقع.
كل فريق يُصر انه صاحب الحقيقة المطلقة والغير في ضلال كبير ويؤكد دائما ان ما يقوله هو الصح وما يقوله الغير هو الهراء بعينه. قليل من الادراك والعقل والمنطق مطلوب عند ممارسة الدين على صفحات الفيس بوك والتويتر لانه امر شخصى بحت وليس امرا استعراضيا. فيجب اضفاء طابع الاحترام والتقدير للطقوس الدينية وليس طابع التهليل والاستعراض وتاتى المقولة المشهورة التى تقول، اريد ان اشاهد تدينك فى اعمالك واقوالك وليس فى ما تكتبه على صفحات الفيس بوك. ممارسة الطقوس الدينية لا تتطلب نشر البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك والتويتر وانما تتطلب ان يكون الفرد مخلصا لاعتقاده الشخصى وليس مستعرضا له.
#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)
Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟