أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المناظرة – الجزء الأول .















المزيد.....


المناظرة – الجزء الأول .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 20:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- خمسمائة حجة تُفند وجود إله – حجة 401 .
- المناظرة – جزء أول .

أحب المناظرات بين المؤمنين والملحدين على اليوتيوب وأرى فيها متعة وثراء كبير لتكون أمنيتى المشاركة فى هذه المناظرات فأنا أرى أن لديّ الكثير ليقال .. لذا أقيم هذه المناظرة الإفتراضية حتى أدون فيها كل أطروحاتى ونقدى للفكر الإيمانى وأنتظر المشاركة من العقول النابهة , فهذه المناظرة ليست حكراً على المتناظرين فقط ففى كل واحد منا يقبع مناظر يحمل الكثير من الأفكار التى تريد أن تنطلق , فلا تبخسوا عقولكم حقها .

- الملحد : فى البداية أسألك هل الله وجود أم فكرة ؟
= المؤمن : الله وجود أزلى أبدى خالق السماوات والأرض , أما الزعم بأنه فكرة فهو قول الملحدين .
- الملحد : إذن أنت تعتبر الإله وجود فدعك من قصة الأزلى الأبدى الخالق فسنتطرق لها لاحقاً , فسؤالى عن كونه وجود وموجود ومن هنا أسألك ما ماهية وكينونة وذات الإله هذا طالما تُزعم أنه موجود .
= المؤمن : نحن لا نعرف ماهية وكينونة وذات الإله وليس لنا أن نسأل في هذه الأمور .
- الملحد : فكيف تؤمن بوجود الإله وكيف تقدمه للذين لا يعلمونه وللذين ينفون وجوده .
= المؤمن : لدي حججنا المنطقية عن وجود الإله وأتصور أننا فى ساحة المنطق والفلسفة .
- الملحد : مؤكد أننا سنتطرق لحججك ولكن ألف باء منطق أن تُعرف ماهية ما تتكلم عنه , فمثلا هل الإله مادة أم لا مادة ؟
= المؤمن : الإله وجود غير مادى بالطبع .
- الملحد : من أين عرفت أنه وجود غير مادي وماهو تعريف وماهية اللامادة .
= المؤمن : عرفتُ أنه غير مادة من فكر المؤمنين الأوائل ومنطقهم , فالإله إذا كان وجود مادى فيمكن إدراكه علاوة على أنه سيكون وحدة وجودية مادية كأى وحدة وجودية وكجزء من الكون .
- الملحد : إذن معرفتك إستنتاجية وليست وجودية تجريبية ,وما الضير من رؤيته وإدراكه , كما أن منطقك هذا دائرى فأنت تضع فرضياتك أولا ومنها تستنتج فلا تملك القدرة على تعريف الإله وماهيته وكينونته , فهل هو مادى الوجود أم غير مادى أم روح , وحتى كلمة الروح لا تستطيع تعريف ماهيتها .
= المؤمن : ماذا تقصد من هذا الكلام ؟
- الملحد : الإله فكرة إنسانية تخيلية ظنية وليس وجود , فإذا كان موجوداً فسيتدل على وجوده وجودياً أما غير ذلك فهو فى إطار الفكرة التخيلية بكل فرضياتها وسيناريوهاتها وتناسل تلك الفرضيات .. الوجود هو وجود حاضر يمكن معاينته والإستدلال عليه أما الفكرة فهى إبداع الإنسان وتخيلاته كفكرة الحصان المجنح والفيل الطائر .
= المؤمن : ماذا تريد من هذا الطرح فلديّ حججنا المنطقية .
- الملحد : أقول لا داعى للحوار والمناظرة بدون تقديم تعريف ماهية وكينونة وذات الإله , فهذا عبث أن تتجادل وتدافع عن وجود إله وأنت لا تعرف ماهيته ! ورغم ذلك فانا مستمر معك فى مناقشة ودحض حججك .
= المؤمن : حسناً فلدينا حجج منطقية كثيرة سأستهلها بالسببية لأقتبس قول الإعرابى : "البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فأرض ذات فجاج وسماء ذات أبراج ألا تدل على اللطيف الخبير" . فماذا تقول ؟
- الملحد : بداية لدى تحفظ على مقولتك أن لديك حجج منطقية كثيرة , فهذا يطعن فى الإله ليجعله متسقاً مع منطقنا ومعقوليتنا , فالإله المُفترض لا يجب أن يخضع لمنطق إنسانى فهذا يجعله مادي الوجود والحراك بإعتبار أن منطقنا مُستمد من الوجود المادى كذا تجعل الإله معقولاً وفق معقوليتنا ووفق المقولة الشهيرة " الله ماشاهدوه ولكن عرفوه بالعقل" , فهل الله معقولاً يدركه العقل ؟!
أضيف نقطة أخرى , فالله ليس كمثله شئ وهى مقولة عبقرية تُنزه الإله وتضعه مفارقاً لوجودنا ووعينا ومنطقنا وأدواتنا العقلية والحسية فأى إستخدام للمنطق فى إدراك الله يكون خاطئا غير مُجدي وسيبدد ألوهيته , فهنا صارت هناك وسائل مثيلة كالمنطق يمكن التعاطى معها بالرغم أنه ليس كمثله شئ .
= المؤمن : حسناً فلتخوض فى منطق السببية .
- الملحد : هذه حجة ساذجة باهتة تتعامل بإحتيال مع منطق السببية أو فلتقل بسذاجة مُفرطة , فبداية هناك منطق وفلسفة يطلب ويلح على معرفة أن هذا السَبب من ذاك المُسبب فعليك إثبات أن أرض ذات فجاج وسماء ذات أبراج من صنع اللطيف الخبير , لذا أقول هذه الحجة مُفرطة فى سذاجتها فهى لا تعلم ما معنى السببية وكيف التعامل معها ؟
= المؤمن : فلتوضح السذاجة والخلل الذى تدعيه .
- الملحد : عندما نقول البعرة من البعير برغم بدوية وبؤس هذا المثال فنحن نعتمد على رؤيتنا ومعارفنا وخبرتنا , فلم نعرف ماهية البعرة إلا عندما رأيناها تسقط من بعير مراراً وتكراراً لتتراكم معارفنا وخبراتنا فنقول أن تلك البعرة لجمل أو حمام أو إنسان ومن هنا عندما نرى بعرة فى الطريق فسنقول سببها بعير أو أرنب أو إنسان .
= المؤمن : فلتوضح قكرك هذا أكثر .
- الملحد : المشاهدات والعلاقات المتكررة كونت لنا خبرات جعلتنا نضع السببية كمنطق , فنحن شاهدنا بعرة تسقط من بعير وأثر جاء من مسير بل تراكمت خبرات كثيفة تصل لتحديد نوعية الحيوان الذى أنتج الروث , فهل هو من بعير أم نعجة أم أرنب , وكذا من تراكم المشاهدات يُمكن أن نُدرك أن الأثر الذى جاء من المَسير هو نتيجة مَسير فيل أو إنسان أو دجاجة .
من سببية البعرة من البعير والأثر من المسير يتم قفزكم والقول " فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. ألا تدل على العليم الخبير" أى أن الله هو خالق وصانع الحياة والطبيعة , ولكن هذا القول مُتعسف وغير منطقى وقفز بدون مبرر , فنحن لم نشهد صناعة سموات ذوات أبراج وأرض ذات فجاج سابقاً على يد آلهة لندرك أن ما نراه من سموات حالية وحياة متجددة هى من إنتاج الله .. أى أننا لم تتكون لدينا خبرة بأن الآلهة تخلق وتصنع حياة سواء بالتشكيل من الطين أو من مواد أولية لتجعلنا نقول بأن الله خلق أو أوجد الحياة .. كما إعتمادنا قصة البعرة من البعير والأثر من المسير هى على خلفية مشاهدة صور كثيرة كونت ذخيرة من الخبرات والمعرفة , فلا نستطيع مثلاً أن ننسب الجبل الذى نشاهده لصنع الله فلم نشاهد سابقاً إله يصنع وينحت الجبال , لذا فليس لدينا أى خبرات حتى نقول بأن الله سبب خلق الكون والجبال .. هذا مفهوم السببية ياعزيزى .
= المؤمن : ماذا تقصد وترمى إليه ؟
- الملحد : لا يصح ان نضع السببية بدون وجود أرشيف فى الدماغ من الخبرات يَمنح السبب للمُسبب , أى أننا لا نستطيع أن نحدد بدقة وبثقة المُسبب بدون أن يوجد لدينا مخزون من المشاهدات والخبرات لذا تكون مقولة " البعرة تدل على البعير .. والأثر يدل على المسير .. فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. ألا تدل على العليم الخبير" تحايلية ومراوغة ولا تثبت أن الله هو المُوجد , فالسببية تنشأ من معارفنا وملاحظاتنا وخبراتنا فنقول البعرة من البعير فهل شاهدنا ورأينا وأدركنا أن الأكوان من صنع آلهة لنصدق بعد ذلك أن الكون بأرضه وسماءه من صنع الله !! فهل وصلت الفكرة ؟
= المؤمن : وماذا تقول عن النظريات العلمية كالجاذبية والإنفجار الكبير فلماذا تصدقها وأنت لم تراها ؟
- الملحد : عذراً هذا سؤال ساذج لا يعيّ قول الملحد بالمعاينة والإستدلال , فليس من المُفترض أن نرى كل الأشياء ولكن توجد وسائل عديدة لإثبات وجودها وحراكها وسببيتها , فالأمور لا تعتمد على الرؤية الحسية المباشرة فقط بل بالإستدلال فهناك عشرات الدلائل المادية الفيزيائية والرياضية والفلكية التى تثبت الجاذبية والإنفجار الكبير كتمدد الكون مثلا , فهل تمتلك أى دلائل مادية تجريبية على وجود إله أم أن الأمور تعتمد على الظن والتخيل والإستناج وعقل كسول يستسهل ليطلق إجابات إفتراضية .
= المؤمن : وماذا تقول عن منطق لكل سبب من مُسبب , ولكل حدث من مُحدث , ولكل علة من معلول ؟ فهو منطق سائد ومتعارف عليه .
- الملحد : ما تقوله عن لكل حدث من مُحدث ولكل علة من معلول هو إنبثاق من لكل سبب من مُسبب لتبقى الإشكالية قائمة فى تحديد المُسبب والمُحدث والمُعلول فهل هو دائماً وأبداً فى كيان شخصانى عاقل أم ظروف مادية طبيعية غير عاقلة ككل الظواهر الطبيعية التى تراها فهى نتيجة ظروف مادية بحتة .
"إن لكل شيء مُحدث سبباً , والكون مُحدث , إذا له سبب , ذاك السبب هو الله" . هذه الجملة إحتيالية فهى تنطلق من مقدمة أولى متفق عليها لحد ما بأن لكل شيء مُحدث سببا بالرغم تحفظنا على تعميم السببية , ثم تأتى المغالطة المدسوسة بجهل غالباً أن الكون مُحدث فهو لم يثبت أن الكون مًحدث ليتكأ على فرضية يمررها فى منطقه من أجل تمرير وجود إله لنقول أن هذه المغالطة لن تمرر الإله أيضا , فعليك إثبات أن الكون مُحدث , ولا تنسى إثبات أن هذا السَبب من ذاك المُسبب حصراً .
= المؤمن : الخلاصة هل تعتقد بمنطق السببية أم لا ؟
الملحد : أقتنع بالسببية فى ميدان الحدث الزمكانى ولكنى أقصد أن هناك إشكاليات فى تعاطيكم اللامنطقى مع السببية سيترتب عليها تبديد إيمانكم لوجود إله .
= المؤمن : هل توضح هذا ؟
- الملحد : دعنى أستفيض فى التوضيح فى الجزء الثانى من هذه المناظرة .. ومن هنا أنتظر وأطلب من جمهور القراء الحاضرين المشاركة فى هذه المناظرة إما دعماً للمؤمن فلا تتركوه وحده وإما إضافة ودعم لرؤى الملحد فهكذا يجب أن يكون الحضور والتفاعل والمشاركة .

دمتم بخير .
- أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على مشاكسة الحياة فهو لم يرتقى ويتطور إلا من قدرته على المشاكسة ومعاندة كل المسلمات والقوالب والنماذج , وأروع ما فيه هو قدرته على السخرية من أفكاره فهذا يعنى أنه لم يخضع لصنمية الأفكار فكل الأمور قابلة للنقد والتطور .. عندما نفقد القدرة على المشاكسة سنفقد الحياة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان بشرية تُمنهج البشاعة والإزدواجية والبلادة
- ليس وهماً فحسب بل فكرة شديدة الضرر والإنتهاك
- الحياة لاتحتاج لإله فالطبيعة العشوائية تُفسر
- الإله كما يجب أن يكون إذا كان موجوداً
- تأملاتى أثناء التوقف .
- تأملاتى وأفكارى وخواطرى
- من رحم العشوائية جاء النظام
- العشوائية اللاغائية الغير مخططة تصنع الحياة والوجود
- الطبيعة العشوائية تصنع الجمال وفهمنا ووعينا
- الكورونا يفضح بشاعة النظام الراسمالى العالمى
- الكورونا وثقافتنا البائسة , فمتى نستفيق
- إنه الترويض والتقديس..لماذا نحن متخلفون
- هل هى أخطاء إلهية أم نصوص بشرية يا أحمد
- أوهام البشر .. الجن والعفاريت والأشباح
- إنها نصوص دليفري حسب الطلب يا أحمد
- بشرية وتهافت الأديان فى حوارى مع أحمد
- أنا وأحمد فى حوار حول الفنتازيا الإلهية
- تأملات فى أسئلة
- رحمة الله عليك يا صدام
- حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج


المزيد.....




- الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى ...
- إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من ...
- العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم ...
- ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
- لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م ...
- المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
- رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا ...
- مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا ...
- التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
- أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المناظرة – الجزء الأول .