( نص مفتوح )
.... ..... ....... ......
ماذا تنفعُ عباراتُ الأسفِ
أو تأنيبِ الضميرِ
بعدَ اختناقِ ملايينِ الأطفالِ
بعد تورُّم صدورِ الجبالِ
بعد أنْ تحوَّلَ اخضرارَ الجبالِ
إلى يباسٍ
بعدَ أنْ ضاقَتِ الدنيا
في وجْهِ الكهولةِ
في وجْهِ النساءِ
في وجْهِ الرجولةِ
في وجْهِ الهواءِ!
دولٌ غنيّة للغاية
تبربرُ كثيراً
مقعَّرة مِنَ الداخلِ
تنحو نحوَ البلاءِ
مرتكزة على أسسٍ بوهيميّة
مترهِّلة الرؤى
تبحثُ بشغفٍ
عن مفرقعاتِ جديدة
تفرقعُ عوالمَ الفقراء!
يطحنُ
هؤلاء القاطنين
في الأبراجِ الشاهقة
شهيقي!
غير عابئينَ
بتدفُّقاتِ دمي
على قارعةِ الأحزانِ!
جراحاتٌ ثخينة
على إمتدادِ هضابِ الجسدِ
ألمٌ مخبوءٌ بينَ خيوطِ الشفقِ
حوارٌ مدبَّقٌ بالنفاقِ
لا يختلفُ عن ترياقٍ أصفر
رؤى تنضحُ بالكآبةِ ..
بالضجرِ
بكلِّ أنواعِ الوقاحة!
تألَّمَ العاشقُ عندما هجرَتْهُ الحبيبة
لَمْ يتْرُكْ قرّاءَ الكفِّ أو قرَّاءَ المناديلِ
إلا وهو يغدقُ عليهم هداياه
لم تعُدْ حبيبَتَهُ إليهِ
تمائمٌ عديدة
معلَّقة على الجدارِ!
أينعَتْ خُصُلات الفرحِ
المتدلِّية فوق قِبابِ الليلِ
فأزهرَتْ عطراً
من نكهةِ السماءِ!
تعالَ أيُّها الأملُ
قبلَ حلولِ الظلامِ
بعدَ حلولِ الظلامِ
تعالَ
عندما يعانقُ الغمامُ نافذتي
شمعةٌ واحدة
تبدِّدُ دكنةَ الليلِ..
انّي انتظرُ قبلةَ الصباحِ!
...... ...... ..... يُتْبَع
لايجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: تشرين الأول 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم