( نص مفتوح )
..... ..... ...... .....
رسالةٌ مفتوحةٌ غير منقَّحة
وصلَتْ خطأً إلى شقيقٍ مهمومٍ
غير مهيَّأ للبكاء!
رماحٌ غارقةٌ في السمومِ
تهطلُ فوقَ جفونِ المدائنِ ..
متاريسُ العالمِ لا تقي
نقاوةَ الروحِ
من سمومِ الرماحِ!
خفَّفَتِ الأغاني جزءاً غيرَ يسيرٍ
مِنْ أحزانِ المساءِ
وتوهُّجات خيط القصيدة
مسحَتْ أحزانَ الليلِ والنهارِ!
جلسَ كئيباً بجانبِ النهرِ
كمالكِ الحزينِ
ينتظرُ خصوبةَ النهرِ
خصوبة أنثاه قادمة إليه
تحملُ باقةَ عشبٍ
تقبِّلهُ ..
تفرشُ على صدرِهِ
طراوةَ العشبِ!
عمّي ينحتُ الحجرَ
يبني بيوتاً مِنَ الطينِ
مِنَ الحجرِ
عمّي مِنْ لونِ الأرضِ
مِنْ لونِ البكاءِ
مِنْ لونِ صعودِ الروحِ
إلى قممِ الجبالِ!
يذكِّرني خبزُ التنّورِ بأمّي
برغيفِ أمّي ..
بباقاتِ الحنطة
بالجَرْجَرِ* .. *الجرجر: النّورج
بأيامِ الحصادِ
يذكِّرني بطفولتي المتلألئة
بالسنابلِ!
يزدادُ الجليدُ سماكةً
في غاباتِ الحلمِ
يعبرُ دونَ استئذانٍ
لكن سنبلة دافئة
تتبرعمُ شامخةً
من بيَن سماكةِ الجليدِ!
هَلْ ثمَّةَ شطآنٍ مكثَّفةٍ بالحبِّ
تستطيعُ أنْ تقتلعَ هذهِ الكآبة
النابتة حولَ ظلالِ القلبِ
المفروشة
على امتدادِ شهيقِ الروحِ!
مللٌ منذُ بزوغِ الفجرِ
ضجرٌ مِنْ تراكماتِ الإنتظارِ
من اجترارِ القهرِ
تزمجرُ دائماً شاشات التلفاز
تزوِّدني بأخبارِ المهابيلِ
باخبارِ الغدرِ
إلى متى ستبقى رؤى هؤلاء
مغلَّفة بالغبارِ .. بالعقمِ
بكلّ أنواعِ الترَّهات!
..... ..... ....... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]