( نصّ مفتوح )
.... ..... .... ....
فرحٌ من لونِ العناق
يموجُ على أنغام الليل
يحاولُ عبور البوّابات الحزينة
سماكةُ الحزنِ تسدُّ أمواجَ الفرح
يرتدُّ الفرحُ على أعقابِهِ
وينمو في القلبِ حسرةَ الشباب
موتُ الأيّام والشهور
والسنين
هل يموت الزمن أم أنَّه يبقى معلَّقاً
في تجاعيد ذاكرة الروح؟
هل
للروحِ
ذاكرة؟!
آهٍ .. عمرٌ مكلّلٌ بنكهات العذاب
عمرٌ ولا كلَّ الأعمار
ضجرٌ ينمو في قبّة الروح
يشطح نحو صباحاتي الباكرة
يعصر مساءاتي الطويلة
لم تفلَتْ منه أحلام اليقظة
يغزو خطواتي الثقيلة
يعشعشُ في شهيقي
غير عابئ في غيظِ الزفير
آهٍ .. إلى مَنْ أشكي همّي؟
..منذ أمدٍ بعيد يتربَّصني الحزنُ
مخترقاً مفاصلَ الروح
غافياً على إمتدادِ أمواجِ الحلم
لَمْ يَعُدْ للحلمِ
ماسحةُ فرحٍ شاغرة!
قلبي مقمَّطٌ بأحزانِ الدنيا
.. وجسدي يزدادُ إشتعالاً
بكاءً .. وجعاً
انزلاقاً في أعماقِ الدهاليـز
تَبَّاً لكِ أيَّتها الدهاليز
أيَّتها الأقبية العاجّة بالكراتين
تحضنين بحنانٍ خيوطَ العناكبِ
حياةٌ محصَّنةٌ بالغبارِ
محصَّنةٌ بالصراصيرِ وأفواجُ النملِ ..
لَمْ أجدْ نملةً تهجمُ على نملة
ولا صرصاراً يهجمُ على صرصار
وحدُه الإنسانُ يهجمُ بافتراسٍ
على أخيهِ الإنسان!
حياةٌ فائحة بالضجرِ
بكلِّ ألوانِ الإشتعال
بلوةُ البلواتِ
أنْ آتي في هذا الزمنِ
زمنٌ معفَّرٌ بالرمادِ
زمنٌ ولا كلَّ الأزمانِ!
لم أجدْ نفسي في يومٍ مِنَ الأيّامِ
متآلفاً معَ مَنْ يحيطُني
دائماً يتربَّصُني الحزنُ
يخترقُ مفاصلَ الروحِ
يعبرُ صباحاتي
مصدِّعاً تموُّجات حُلُمِي
انّي أبحثُ عَنْ وسادةٍ مريحة
أسندُ عليها رأسي المبرعم بالهموم!
.. ويهرُّ عاماً آخر مِنَ الضجرِ
يقرِّبُني أكثرَ مِنْ حافّاتِ القبرِ
تزدادُ همومي
كلَّما تقتربُ ليلة رأس السنة
أتألَّمُ
أشعرُ أنّي أزدادُ إقتراباً نحوَ الفناءِ!
.... ....... ....... ...... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاقٍ خطّي مع الكاتب.
ليلة رأس السنة: 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]