أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مومن عبد العالي - حكومات صنعت الجهل حتى لا نعرف الأسترلاب














المزيد.....


حكومات صنعت الجهل حتى لا نعرف الأسترلاب


مومن عبد العالي

الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 23:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ما معنى الدولة؟ ولماذا وجدت؟ وهل أنا مجبر كفرد على العيش تحت سلطتها؟ وما حدود هذه السلطة؟...أسئلة تبدو ثانوية لا تستحق الدراسة في نظر بعض الناس. حتى تلاميذ الباكالوريا في المغرب يختزلونها في أقوال جافة تكتب على الطاولات لتنقل على أوراق الامتحان دون أدنى تأمل أو تحليل. وأعتقد أن السبب هو غياب الأسترلاب الذي عمل الإعلام المغربي والعربي على تحطيم أسسه بأقلام وبرامج تافهة لا تختلف عن تلك البرامج الدراسية التي كرسها المخزن المغربي تدريجيا مند بزوغ الحركة الطلابية في النصف الثاني من القرن العشرين. والتي لا زالت تشوه صورة ما تبقى من الأسترلاب بتقنيات أكثر مكرا لعل أخرها بيع المدرسة العمومية لصندوق النقد الدولي وللمؤسسات المالية لدول الاستعمار.
إن ما يجعل الإنسان إنسانا أي كائنا مدنيا هو قدرته على التفكير، هذه القدرة لا تعني شيئا أكثر من أن يضع المرء مسافة بينه وبين نفسه، مسافة تمكنه من مراجعة ثقافته وأفكاره لا لشيء سوى لتخليص نفسه من الأوهام التي تحج دوما إلى ساحتنا الثقافية. فبعض الناس يعتقدون أن الأضرحة والزوايا تبارك الزواج وتهب الأولاد، وآخر أوهمهم بجبل ذهبي بمباركة المخزن. والأمثلة في هذا السياق كثيرة.
لا يقبل المرء فكرة ما دون مبرر، وإن قبلها دون ذلك فمبرراته هي: ما وجدنا عليه آباءنا . هذه المبررات إما تكون منطقية مقبولة لدى العقول السليمة فتسمى حججا، وإما تكون غير ذلك فتسمى أسطورة. والانتقال من المستوى الأسطوري إلى المستوى الحجاجي لا يأتي إلا عبر الأسئلة الناتجة عن التأمل. فهذا إبراهيم عليه السلام يطرح على قومه أسئلة تدفعهم إلى التأمل لعلهم ينتقلون من المستوى الأسطوري إلى المستوى الحجاجي حتى يدركوا أوهامهم. " إذ قال إبراهيم لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين، قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين، وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فاتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أ أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون." (سورة الأنبياء، الآيات: 52-67).
يبين القرآن الكريم عبر هذه الآيات كيف دفع إبراهيم قومه إلى التأمل والتفكير ومساءلة أنفسهم لعلهم يقبلون عقليا أن آلهتهم لا تنفع ولا تضر. ولكل عصر تماثيله وأوهامه، وتمثال عصرنا هذا هو " التفاهة ". إنها ملكة استطاعت بسط نفوذها على أذهان الكثر من الناس مستعينة بجيوشها الإلكترونية أوما يسمى بالذباب الإلكتروني. لذا فقد صار ضروريا وضع مسافة بيننا وبين ثقافتنا وأفكارنا لفحصها ونقدها حتى لا تتسرب التفاهة من ثقوبها السوداء. وشيء كهذا لن يتحقق إلا بالآليات التالية:
أولا: الاندهاش والشك المنهجي في الأفكار المألوفة، فالأشياء المألوفة هي مصدر ثقة بالنسبة للناس، وهي المعبر الذي يمر به العدو إليهم.
ثانيا: التأكد من تلك الأفكار بالاعتماد على الذات وعدم الانجراف وراء الآراء.
إن الآلية الثانية لا تعني بالضرورة أن يكون للمرء رأي مختلف عن باقي الآراء الأخرى، وإنما أن يبني المرء موقفه على حجج مقنعة، وبذلك سترتفع نسبة الوعي الجمعي وتسد الآراء الحكيمة. وهذا ما تخشاه بعض الجهات، فتوصيات صندوق النقد الدولي ليست عبثا وإنما تهدف إلى نسف قطاع النهضة حتى يظل الشعب جاهلا تحت وطأة الديون. فلا تستبعدوا هذا المعطى وتظنوا أن قلوب المؤسسات المالية رحيمة بنا، فلو كان الأمر كذلك لكانت حكوماتنا أرحم بنا منهم.
أعتقد أن ما سبق ذكره يكشف الأسس التقنية لبناء الأسترلاب وهي:
أولا: الشك المنهجي في الأفكار المألوفة.
ثانيا: التأكد من صحة تلك الأفكار بالاعتماد على الذات وعدم الانسياق مع التيار إلا إذا أدركت – بناء على حجج مقنعة – أنه على حق. فاستعملوا الاسترلاب يرحمكم الله حتى تدركوا موقعكم بين الصالح والطالح. وللحديث بقية.



#مومن_عبد_العالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضافة ملاحظات الأستاذ إلى مسار في لحظة واحدة


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مومن عبد العالي - حكومات صنعت الجهل حتى لا نعرف الأسترلاب