...... .... ..... .....!
راقصةٌ ناعمة لها عبورُها
في أعماقِ الجماهيرِ
تتكاثرُ يوميّاً مساحات الرياضة
على حسابِ الواحاتِ الثقافية
أسعارُ الرياضيين
داسَتْ في جوفِ
مبدعي هذا العالم!
أرقامٌ وأسعارٌ بالملايين
يبتسمُ المبدعُ
وهو يقبض ُالملاليم!
يقبضُ الرياضي
عن هدفٍ واحدٍ
ما يعادل أربعين رواية
يكتبها أيّ مبدعٍ
في دنيانا
المرصرصة
سلاسلها
فوقَ شهيقِ البشر!
مفارقاتٌ غريبة
في ليلةِ رأس السنة
ضجرٌ ينمو في قبّة الروح
موسيقا صاخبة
تودِّع عاماً آخر من الإرهاص
عاماً من التيهِ
بين أقبيةِ هذا الزمان
عاماً من الغورِ في أعماقِ الدهاليز
عاماً ولا كلَّ الأعوام!
آهٍ .. ينهمرُ من صدري
بحرٌ من الشوقِ إلى ذاتي
إلى روحي التي تتلظّى
من وجعِ الأيام
من غبشِ الشهور
من جراحِ السنين ..
ينهمرُ من روحي ينبوعٌ من الحنين
إلى فرحٍ تلاشى
بين ضجيج النهار
بين صقيع الصباحات
بين روتين مكثَّف بالأحزان
أريدُ أن اتمرَّدَ على ذاتي
من أجلِ ذاتي
أيَّتها الذات التائهة
بين متاهاتِ الشوقِ
لماذا لا تضعي حدَّاً
لكلّ هذهِ المتاهات ..
لهذهِ الترَّهاتِ القابعةِ
فوقَ شهيقِ الروح؟
أيُّها الشاعر المشلوح من كوكبٍ بعيد
فوقَ تعارجِ الغربة
فوقَ زبدِ البحارِ
فوقَ ضجرِ الأيام!
أيُّها القلب المضرَّج بأنين المسافات
المحاصر بسراديبٍ
لا تخطرُ على بال
متى سترتِّلُ أغانيكَ
المفهرسة بالجراح؟
أغانيكَ المنبعثة
من ثقلِ الليالي ..
المندلقة من برودة الصباحات ..
الهائجة من إنشطارات الحنين
إلى مرابعِ الطفولة
..... ...... ...... ........ يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم ليلة رأس السنة 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]