حينما يأتي المساءُ ...
تظلُ أجْفَانِي مُعلَّقةٌ بأبوابِ المَدْيْنّةِ، هْل .. تُرى سيَنَامُ خَارِجَها -كَمَا العَهْدُ بِهْم- سِربُ الخُطَاةِ المُذْنِبِينْ ... الليلُ فِيْ بَردِ الصَقْيعِ الكُلُ مُرْتَجِفٌ ومُلْتَحِفٌ بأحْزَانِ الدُمْوعْ .. الكل لا يقوى على الصَمْتِ ...
فحَاكِمُ هَذهِ القَلْعَةِ ...
مَخْمُورٌ بأعلى بُرْجِها .. وفُتَاتُ خُبْزِ مْوائِدِ السُلْطْانِ مُوْرفِينٌ يُخدّرِنا ... يُهدْهِدُنا ... يُعْلِّمنا الخُنوعِ ...
بِخارجِ الأسْوارِ أرتالٌ مِنْ البَشْرِ الحُفاةِ على دُرُوبِ النَّارِ لازالوا كَمَا العْهد بِهْمْ ...
جَمْرُ القَضْيَّةِ ...
فِيْ خُطُوطِ النَّارِ يْحْدو العَاشِقِينَ ويلتهبْ ...
نَاراً
دُخْاناً
مِرْجَلاً يْغْلي ...
يَفْيضُ
صُهَارةً
حِمماً
بِحاراً مِنْ أدْيْمٍ يْحتَرِقْ ...
حَتَّى النْخِيلُ مُجْرّداً قِنْوانُهُ متدثراً بالخْوفِ يْبدو في مَنَافِيْهِ عَلى البُعْدِ مِنْ الدَّمْعِ عَصَّياً ..
بَانْتْ سُعَادُ ...
مِنْ النَوْافِذْ ... بْينَ قُضْبانِ المْواجِعِ فِيْ أعالي البُرجِ ... بْانتْ ... في زَوايا العِهْرِ ... بَانْ الفْجْرُ في شُرُفَاتِها، بَانْتْ وبَانْ الشْوقُ في حَدَقَاتِها ...
هُمْ ...
هُمْ زَيَّفوا التَّارِيخَ ... مَاضِيْنَا ... وحَاضِرَنَا ... فَهلْ أبقوا سُعاداً لليتامى فَرْحَةً ... طِفْلاً يَتْيْماً جَائعاً .. للقاءِ أطْفالٍ صِغْارٍ جْائِعْينْ ...
الحُزنُ ...
الحُزنُ يْحدونا لِبوْحٍ بالمِخَازي فِيْ خوافي المُوبِقَاتِ ... وفي أحَاجِيْنا التَّلْيِدةِ ... في زَوَايا الفِكِرِ .. مُنْعَطَفاتِهْ، ونَحْيْبُ كُلِ العْاطِلِينْ عَنِ الأملْ ...
والقْهْرُ ...
والقْهْرُ يْعْصِرُنَا مِدَاداً ... يَنْدلقْ
ش
ي
ئ
اً فشيئاً ... يَنْهَمْي
ش
ي
ئ
اً فشيئاً ... يَنْذَوي ... لِيْوثِّقَ التَارِيْخَ لِلْعَهْدِ الوْلِيدْ ...
27/03/2003