|
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (20)
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 17:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تُعتبر هذه الشخصية عند السنة عالم من اهل البيت و شخصية مسالمة لانه خضع في النهاية للسلطة الاموية، اما عند الشيعة فيُعتبر محرك و معلم مختار. الشخصية التي اشعل ثورة ضد السلطة الاموية و ثار لماسآة كربلاء و قتل جميع الذين اشتركوا في قتل الحسين و اهله، و هكذا عند النشار كان محمد بن حسين رد فعل امام السلطة الاموية و اديولوجيتهم الجبرية. في اول مدرسة الخاص للفكر الاسلامي اهتم بالفكر القدري، و حتى فيما بعده اهتم ابناه بالمدرسة و اتجاهه الفكري بالشكل ذاته، و هذا ما ادى الى ان تُعتبر المدرسة و ابناه عند القاضي عبدالجبار المعتزلي في القرن الخامس الهجري المؤسس الحقيقي للمعتزلة و المعلم المباشر لواصل بن عطاء و معبد الجهمي ( 24) و الملاحظة الوحيدة على الدكتور نشار الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للبحوث في مجال الفلسفة الاسلامية في التاريخ الاسلامي هو حول مناقشات محمد الحنفي حول ما سجله من القضاء و القدر ب( بروز الفلسفة الاسلامية) في الوقت الذي يحتل القضاء و القدر جزءا كبيرا من الفكر الفلسفي الديني و الاسلامي . و لكن بوجود مقاطع و اتجاهات في هذه النتاجات التارخية و الثقافية لا يدعنا ان نقول بانها بداية مشاركة العقل النقدي في فكر القضاء والقدر، لانه على الرغم من انه لا تظهر في هذه المدرسة العقائد و الوثائق التي تؤكد التفسير التحليلي للنصوض الدينية ولا لدلائل مناوئيهم. و كذلك للموقع السياسي لهذه الشخصية يمكن ان يعتبر انه فعل ذلك لكونه مؤيد لابيه علي و ليس لميوله الاديولوجية و الفكرية. عليه يمكننا في احسن الاحوال ان ندعي بان مشاركة محمد في هذا هو المشاركة في ثراء هذا الاتجاه الذي جسد نفسه رويدا روديا تحت ضغوطات الصراعات السياسية الداخلية و علو مستوى الوعي الديني ، و كان في نهاية الامر محاولة لتحرير الدين من السلطة و هيمنة القامعين و الظالمين و للعثور على شكل جديد ومختلف للفكر الديني و للمجتمع. و في اطار بداية ظهور الفكر القدري في الثقافة الاسلامية الكلاسيكية، و كما يقول العسكري دون ان يوضح شيئا، ابو اسود الدؤلي، مؤلف علامات القرآن هو اول شخصية قدرية (25) و لكن كيف و لماذا؟ لم يتوضح هذا. و ان اعدنا الى الاذهان بان الدؤلي هو من المؤيدن الاشداء للامام علي و مشارك في جميع الحروب ضد مناوئيه. و به نتمكن من كشف الجانب السياسي لهذا الاعتقاد و نربطه بالتوجه السياسي و الفكري نفسه لمحمد الحنفي. عندما ولد، كان النبي حيا يرزق، اسلم في عصره ايضا، و لانه لم ير النبي، و عليه لم يحسب على الصحابة، و هذا ايضا يبين لنا ان الجيل الاول من المناقشين حول القضاء و القدر كانوا من المؤمنين و الشخصيات الدينية. و بهذا الشكل يتوضح لدينا بان ظهور النقاشات الفكرية او بداية ظهورها كانت لها العلاقة المباشرة بتلك الصراعات السياسية التي حدثت من قبل بين الشيعة و السنة. عند العودة الى المصادر التاريخية الاسلامية، كان لهذا الموقع الكلام عن ربط النقاشت بشخصيات بارزة. و لكن في الحقيقية و وفق بعض المصادر الاخرى، فان ربط ظهور النقاشات ذاتها بشخصية ما يُعاد الى حادث سياسي و هو حرق الكعبة في الحرب الداخلية الاسلامية على السلطة، في عصر يزيد ابن معاوية و محاولاته لانهاء سلطة الصحابة عبدالله بن زبير. وكمثال، ان ( ابو عروبة) في بداية القرن الرابع الهجري في كتابه الخاص لما كتبه، في عام المئة و الخامسة و الستين عن الاولين، يقول: يوم حرق المكة هو اللحظة الاولى لبدء الحديث عن القضاء و القدر (26). كيف و لماذا يكون حرق المكة بداية ظهور النقاشات عن القضاء و القدر؟ و هذا السؤال الذي طرح من قبل شخصية اخرى وهو ( اللالكائي) السني الذي توفي بالضبط بعد مائة عام من (ابو عروبة) . بعد ان يعيد لالكائي الكلام ذاته و يقول ان هناك شخصية دون ان يذكر اسمه، قال : كان حرق المكة قضاءا و قدرا من الله، و هناك شخصية دون ان يذكر اسمه ايضا اجابه عن هذا الحادث، فقال لم يكن قضاءا وقدرا من الله (27) هذان الشخصان اللذان ناقشا هذا الامر و ان لم يكن اسماهما معروفان و لكن تاييدهما السياسي مكشوف، وفق ما امر حجاج بن يوسف الثقفي يزيد بن معاوية لكي يهجم الكعبة و حاصره لمدة اكثر من ستة اشهر بعد ان تحكم عبدالله بن زبير و الشعية متاريسهم فيها، فرماهم بالمنجيق، و في النتجية حرق جزء من الكعبة، كان هذا في سنة 64 الهجرية، لذا كل من حاول ان يحاجج هذه الحادثة والسلوك المقززة كانوا يقولون ان ماحدث هو من ارادة الله و يجب ان نرضى به. و هذا اقحّ اجوبة دينية لمصلحة السلطة الاموية و الخليفة يزيد، و الذين قالوا بان هذه الحادثة لم تكن قدر الله و لم يرده الله، و انما الناس هم مسؤلين عنه، كانوا اولائك من جبهة مناوئي سياسة سلطة يزيد و الامويين، و الابرز ان المؤيدين لهذين الشخصين في هذا النقاش كانت البنية التحتية لهم هي سياسية. و بهذا الشكل، فان بداية نقاشات عن القضاء و القدر مهما كان و من اي شخصية او جهة فانها هي بداية نقل الصراع السياسي نحو الاتجاه الفكري الاسلامي و الديني و اول نتيجة للخلاف الفكري الدنيوي على المستوى الديني. عند الشهرستاني، عدا ما كان مكتوبا في المصادر الذي كتب فيه بان اول خلاف فكري بين المسلمين كان عن مسالة القضاء و القدر في المراحل النهائية من جيل الصحابة، و باختصار انه يبرز لنا ملامح و سمات رئيسية لتلك الخلافات . انه يقول اول خلاف حول المباديء كان في اواخر مرحلة الصحابة و كان خاصا بالقضاء و القدر. و في سياق توضيحه يبين ان توجه المعتزلة حول القضاء و القدر الذي ظهر فيما بعد و سموا بسببه ب( العدلية ) اي العادلين، يقول (هؤلاء متوافقون و متفقون على ان للاسنان قدرته و خالق لافعاله الخيرة و الشريرة، انه يستحق ان يُعاقب عليه او يثاب، ان الله العظيم انزه مما ينسب اليه من الشر و الظلم، و كذلك من اي فعل ان كان كفرا او جريمة، لانه ان ظلم يصبح ظالما كما انه يصبح عادلا ان عدل. انهم متفقون على ان الله العظيم يفعل الخير و الحسن في الجانب الذكاءي فان الاحتساب لمصالح الانسان واجب. و ان كانوا مخالفين فيما بينهم عن واجب الافضل والاحسن، و اسموا هذا الشكل العدالة ايضا ( 28).
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (19)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (18)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
-
من عاش مخادعا مات متسكعا
المزيد.....
-
-يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة
...
-
ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا
...
-
إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س
...
-
العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
-
أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
-
على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
-
ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
-
مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
-
-الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
-
مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|