أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - قراءة أدبية لقصيدة عمرها ستون عاما للشريف أسامة المفتي وأول مرة ترى النور














المزيد.....


قراءة أدبية لقصيدة عمرها ستون عاما للشريف أسامة المفتي وأول مرة ترى النور


رشا السيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


الشريف الشاعر أسامة المفتي
قراءة ادبية
بقلم الشريفة رشا السيد أحمد المفتي

دمعة وصلاة حب 
هي قصيدة لها خصوصيتها الكبيرة

رحبوا معي أحبتي بهذه القصيدة الغزلية التي كان لي شرف نقلها عن مخطوطتها الأصليةوتدقيقها
و(( المكتوبة من أكثر من ستين عاما )) على الورق
إنها لشاعر الاردن الكبير الشاعر السوري الأردني ابن الأردن الجميل ابن الكرك التاريخ و هو الشريف اسامة المفتي
ولأن الشريف المجاهد الشاعر الملقب بابن شيحان تارة وتارة براهب القلعة , كان فيما سلف جارا للبحر في العقبة بالأردن حيث كان يعيش
فكان يجالسه ويبوحه بسره في ساعات التأمل ويغسل في مائه ضيقه و يسقط حاله على القصائد يقرن حاله بحال البحر , وكأنه الخل الوفي الذي يزيح عن القلب أحماله , وكيف لا والبحر صدر يتسع لكل شكوى برحابة دفىء تمتهن المسافات البعيدة زرقة زبرجد وكلمات موج تستمع بحب وصفاء
فها هو الشاعر اسامة المفتي ابن الكرك الأبي يفضي للبحر بسره وشكواه بسلاسة ينبوع نقي
ما يميز القصيدة شجوها العميق وأبياتها التي تكورت معان باذخة الرقة والعذوبة تنداح كما رقاقات الندى في بواكير نيسان

فمثلا في مقدمة القصيدة لم يقل أنا يا بحر بل قال
أنا (( يا عميق البحر )) أرسل دمعة ... حيرى وأزفر من أنين الأحزان
أسقط عمق البحر على عمقه هو فكأن أعماقه وسره الدفين ضاربة في العمق , وما كان له أن يبوح بما يشجيه إلا للبحر فللكبرياء في النفس محل عظيم هاهو يجالس البحر وزرقته التي تتاخم الأفق ليبوح بما يشجي صدره برهيف المجازات العذبة التي تلمس القلب منا
استعرض بيتا من القصيدة نديا شفيفا كوجه الضوء بيتا من الشعر اختصر بداخله مسافات بعيدة من الحب والوفاء إذ يقول

لأعود للخلد النعيم كعابد ٍ يتلو صلاة الحب كالهيمان ِ

وهو يحلف بالعودة للمحبوبة وإلى ذاك القرب وكأن ذاك القرب جنائن الخلد الباقيات على الأرض , حين يحضر هناك من شدة شوقه كهائم ألفى محبوبه بعد ضياع فأقام صلاة متيم حضر حبه فصلى الحب فرحا وشوقا بعيد المدى , وأي شوق أبعد من هذا بين خلين ؟!
ويختم ببيتين أيضا رائعين معنى ومبنى ومجازا وصدقا ترسم أفقا في القلب قصيا
إذا يقول :
لولاكِ ما كان أمركِ كخافق لولاك ما سكر الهوى بزماني
ياخمرة العشاق في دنِ الورى والخمرة قد نطقتْ بها الشفتانِ

لولاك ما كان أمركِ كخافق أي أنها اقترنت بنبض فؤاده فكانت من القلب نبضه , وكذلك لولاها ما كان قلبه ثملاً بالحب وما كان زمانه مسكر بنشوة الحب ورقته , فهي خمرة لقلبه العاشق كأنها خمرة معتقة في جرار تعود لسنين طويلة , بل كانت شفتيها خمرة تتكلم في صمت

القصيدة كما أراها في مجملها تجلي بهي شفيف لجمال العشق العذري وجمال الوفاء
ورهافة المعنى في تجلي القلب وصدق النفس مع ذاتها ومع محبوبها وجمال المجازات يزين القصيدة بحبات در رهيفات
تلك المجازات تذكرني بروائع الأدب الجاهلي ومتانة تراكيب قصائده وقوة معانيه ورقة كلماته , وتلقائية الشعر دون تكلف أو حشو أو زيادة بل كانت نزف حسي بديع وفيض شعري رفيع
رحم الله شاعرنا القدير الشريف أسامة المفتي .

دمعة وصلاة الحب

أنا يا عميقَ البحر أرسل دمعةً ..... حيرى وأزفرُ من أنين ِ الأحزان ِ
هلا رفقتَ بعاشقٍ في قلبه ..... جرحٌ يؤجُّ الروحَ بالحرمان ِ
حمّلتَ موجكَ لهفتي ومحَبتي ..... وكرامة َ الآمال ِ والشكرانِ ِ
تهدي إليها الحبَ وحياً صافيا ً ..... عبر الفراغ بأعذب ِ الإلحانِ ِ

والبحر في عينيكِ يبدو صافياً ...... وعلى رموشك ينشى القمران ِ
في غربتي تبدو الحياة مريرةً ...... فأتيه في التشريد ِ و النسيان ِ
لكن ذكراكِ تنيرَ مسالكي ...... رغم افتراق دوائر الأبدان ِ
دقت نواقيسُ الهوى في خافقي ...... ورجوت جمع الشمل بالخلان ِ

لأعود للخلد النعيم كعابد ٍ ....... يتلو صلاة الحب كالهيمان ِ
ِ
وليشهد البحرُ العميق بأنني ....... رجلُ الوفاء لربة الإحسان ِ
حسناء عهد الحب يبقى منهجاً ....... رحبا ً كريما واسع الأركان ِ
غنت من بحر الهوى ما هزني ...... شجواً إليكِ بلهفة ٍ وآمان ِ
يا بنتَ عرس الشمس في هذي ...... الدنا صوراً إليكِ تلوحُ بالذكران ِ

إن غبت عن عينيكِ قلبي حاضر ...... يوفيك ِ صدقَ الحبِّ بالأوزان ِ
وتذكري صباً يعيش وقلبه ...... يشدوك ِ لحنَ الحب بالإمعان ِ
لولاك ما كان أمرك كخافق ....... لولك ما سكر الهوى بزماني
ياخمرة العشاق في دنِ الورى ....... والخمرة قد نطقتْ به الشفتانِ

يمضي الشعراء من بيننا بأجسادهم ويبقون بأرواحهم التي تخفق في طيب الشعر ورقة الشعرية وهي تترنم بفيض القلب في هدأة الكون الجميل , طوبى لقلوب تنسج من رقة الصدق وعذوبة الشعر صوت النفس العميقة وهي تموج بردهات القلب
طوبى لشعراء زرعوا فجر الغناء على لوحة الشعر ليكون العالم أجمل وأكثر رقة وحنوا , وأكثر سلاما وعطاء
طوبى لقلبك النقي يا ابن شيحان وأنت تتلو رقم المجاز على أتون الزمن .



#رشا_السيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شادن بالقلب مسكنه
- درويش وعشق
- الإستثنائي
- أيها الساكن بكلي
- رقص النور
- مدائن العشق
- أناديك الروح
- دنكشوت وسانشو في زمن الحرب
- البحث عن الله
- تجلي
- فلقة الروح
- كلمة الشعب تلهب الشارع الأردني
- مديات الروح
- صوفي
- منية الروح
- كل القصائد أنت يا مطر
- طفل النهاوند
- البحار
- صلاة الفراشة
- لصورة الشعرية وم تحمله السردية التعبيرية في الشعر العربي لما ...


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - قراءة أدبية لقصيدة عمرها ستون عاما للشريف أسامة المفتي وأول مرة ترى النور