ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 6049 - 2018 / 11 / 9 - 15:52
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا: مَاسِحُ أحْـذِيـَة
1-
أخَـذهَـا بَـيْن يَـديه
شعَـلهَـا
شعَـلتـْه
انتـَشت بحُـمرَتها
انتـَشى بجَـمْـرَتها
وفي الرَّعْـشة الأخـيرَة
رمَـاها بَعـيدًا،
ثم عَـاد إليـه!
2-
فـَقيهٌ تقِـيٌّ وَرعٌ
في المَسْـجـد،
يشتـُم الحُـكـُومة
في بهْـو المُـقاطعَـة،
يـَنحَـنى بلحْـيَـته الشـَّمْـطاء،
يُـقـبِّـلُ كـَتِـفَ البَـاشَـا...!
3-
لمَّـا رأى كُـلَّ شيء أصبَـح قـَبيحـًا،
في البَـلـد
قليلٌ من النـَّقـاء
قِـلـَّةٌ في الأصْفِـيَـاء
فـكـَّر في فتـح مركـَـز للتـَّجْـمِـيـل...!!
4-
عَــلا
ثم اعْـتـَـلى عَــرْشا في السَّـمَاء
لم يَعُـد يَـرَى أحَــدًا
حِـيـن رَفـعَ عَـيْـنيه
نسَـى شمْعَـة أمْـس
أعْـمَـته أشعَّـة هَـمْـس
لم يعُـد يَـرَى شيْـئا
5-
انزوى في رُكْـنه المُـعْـتاد بالشَّـارع
تفحَّـصَ بعَـيْـنيه المُـنـْكسِـرتين
وُجُـوها صارمة تمُـرُّ تِـبَاعا
طـَقطـق صُندوقه الخـَشبي
بَسَـط أدَوَاتِـه على الـرَّصيف
فتحَـتِ السَّـماء ذراعَـيْـها
نظـَر إليَّ يتأمَّـلني
بادلـته نظـرَة بأخـرى
تذكـَّرتُ " دَا سِيـلفـَا"
افـتـرقنا مَهْـزُومَـيْـن
نحَـاول عَـبَـثا تجَـنـُّبَ حبات المَـطـَر...!!
6-
تعَـوَّدنا أن نلتـَقي نهَـاية كـُلِّ يَـوم،
أنـَا ونـَفسي.
نتحـدَّثُ، نتحَـاورُ طويلا،
يُحَـاسب كـُلٌّ مِـنـَّا الآخـر.
نختـلفُ كـثيرًا،
ونتفق قليلا،
لكن حـين عَـزمت،
قلتُ لي ولنفسي:
- هَـذه المَـرَّة، لابُـد أن نتفـق أو نفتـرق!
التقيْـنا، مثل كـُل الأيّـام
قلت: أبيَـض
قالت: أسْـوَد!
اختـلفـنا كـثيـرًا وانسَحَـبنا،
َثم افتـرَقنــا...!!
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟