مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق مشهد رقم 3

سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق
مشهد رقم 3
قبل عام 2003 كنا نتابع عمل فرق الأمم المتحدة التي كانت تعمل في بغداد من أجل التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل بحكم عملنا الصحفي، كنا مجموعة من الصحفيين نتجمع أمام مبنى الأمم المتحدة الكائن على القناة في بغداد و من مختلف الوكالات الصحفية العاملة في بغداد، كنا نتسابق للحصول على سبق صحفي، وعندما يخرج مفتشي الأمم المتحدة كنا نتبعهم بسياراتنا الحديثة والسريعة وفيها كل شيء من ماء وطعام ومعدات، لأننا لا نعرف تحديداً وجهتم، أحياناً تكون قريبة واحياناً تكون بعيدة في البصرة أو الموصل، المهم خلال عملنا معهم لم يعثر مفتشي الأمم المتحدة طيلة السنوات التي سبقت عام 2003 على اي شيء يذكر، وفي أحد المرات سلم نظام صدام لممثلي الأمم المتحدة اطنان من الوثائق التي تثبت أن العراق خالي من الأسلحة المحظورة. وبما أن عمل الأمم المتحدة شارف على الأنتهاء في العراق وهم بصدد اعداد تقريرهم النهائي عن خلو العراق من الاسلحة الكيمياوية، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية الى نسف عمل مفتشي الأمم المتحدة، وشن اعلامها حملة دعائية مظللة للرأي العام في محاولة محسوبة ومحسومة نتائجها لغرض احتلال العراق، متجاهلة بذلك القانون الدولي بل متجاهلة حتى أقرب حلفائها، كانت نوايا الأمريكان واضحة أحتلال العراق والسيطرة على خيراته ومن ثم تنطلق الى ابتزاز دول جوار العراق، وفعلاً كان لأمريكا ما أرادت وتحقق لها السيطرة على مقدرات البلد، موانيء البصرة وأبار النفط أصبحت تحت اشراف الامريكان، ودخلت شركاتها الكبرى للعمل في العراق اضافة الى الشركات البريطانية التي تقاسمت ثروات العراق مناصفة مع الولايات المتحدة الامريكية، أما الشعب العراقي فكان واضحاً أنه محكوم عليه أن يعيش محروم من خيراته وأن يبقى بدون خدمات تذكر من ماء وكهرباء وفي ظل أزمة مالية متفاقمة وأن يبقى ضحية للنفوذ الأمريكي. أما نفطه فقد أصبح رهينة للنفوذ الأمريكي المطلق، اليوم وبعد مرور 15 عام على احتلال بغداد، ما زال الشعب العراقي يعاني من الفقر والبؤس والحرمان وإنعدام الخدمات وتسلط الفاسدين على مقدرات البلد إضافة الى التدخل الأمريكي المصحوب بتدخل دول الجوار.
سلام قاسم

#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات