اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ساسة من نوع آكلي لحوم البشر
الفائزون في الانتخابات ( بأصابع عراقية وليس بأصابع تسللت من لا مكان) : مشغولين باستقبال الموفد السامي الامريكي ، او الموفد السامي الإيراني : لقد تمرسوا بالخداع والمناورة ، وهم يدركون ان صراع الوفدين الامريكي والايراني سينتهي بصفقة ما من وراء الكواليس ، وأنهم اتعبوا انفسهم في الركض والتفكير او لا ، وفاز مرشح امريكا او فاز مرشح ايران : لا فرق عندهم ، فما ينتظرهم شيء واحد : جلسة مريحة على كراسي البرلمان التي انتخبهم اليها الشعب العراقي ، وليس شعباً اخر من شعوب ما وراء البحار...
تتعب البصرة نفسها ، وتتعب حناجر شعراءها ، وتتعب كاميرات الاعلاميين والمراسلين . اذ ان ما وقع يشبه القدر الذي لا راد له : كبرت المظاهرات ام صغرت ، وتفننت في تاكتيكاتها ام كررت نفسها . فما وقع : لم يقع اليوم ولا وقع بالامس القريب : انه منهج سياسي في تفقير الناس وتهميشهم واستعبادهم ، وهو روءيا استراتيجية ثابتة : ان تظل الملوحة زاحفة على المزارع والأنهار ، على المدن وعلى الحياة اليومية للناس ، وان تزداد سماوات العراق عتمة ، وان تتلاشى الغيوم ولا تهطل الأمطار ، وان تزداد عواصف الرمل والتراب ...
وهوءلاء الذين تم انتخابهم هم حراس هذا اليباب الذي وقع : هم جميعهم لا فرق بين معمم او مكشد او ببدلة ، مكلفون : وعوا ذلك ام لم يعوه ، بالعمل على استمرارية هذه الدوامة ، وديمومة ما تنتجه من جفاف وخراب ...
الجالسون في بغداد : كلما اختصموا في ما بينهم ، وكلما أطلقوا لعنات التخوين على بعضهم ، كلما بانت عوراتهم : من انهم بلا رأي ولا يملكون من امرهم شيءاً ...
على البصرة ان لا تنتظر من هوءلاء شيءاً : لا منهم ولا من روءوس قباءلهم ولا من رجالات الدين . عليها ان تأخذ قرارها المستقل ، وان لا تنتظر زيارات اشباح الظلام : وحين تفعل البصرة ذاك ستوءيدها المدن الاخرى ، وترفع معها شعار الاستقلال ، نعم الاستقلال والحريّة من هذا الاستعمار الداخلي ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟