أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.....4














المزيد.....

من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


آفاق تحقيق كرامة المرأة :

فما العمل من أجل امرأة بكافة الحقوق ؟

ما العمل من أجل المرأة الإنسان ؟

هل يمكن أن تتحرر في ظل البورجوازية الليبرالية ؟

هل تتحرر في ظل سيادة البورجوازية الصغرى ؟

و هل تتحرر في ظل سيادة أدلجة الدين الإسلامي ؟

إن ما أتينا على مناقشته في الفقرات السابقة، يبين لنا، بوضوح، أن تحقيق كرامة المرأة، و تمتيعها بكافة الحقوق كإنسانة، لا يتم في ظل سيادة التشكيلة الاجتماعية الرأسمالية التابعة، التي تجمع في تصورها للمرأة باعتبارها متاعا، و باعتبارها سلعة، و كون المرأة في ظل هذه التشكيلة بورجوازية لا يرفع عنها الدونية، كما أن كونها عاملة لا يزيدها إلا إغراقا في الدونية، ما لم تقتنع بإيديولوجية الطبقة العاملة، التي تعتبر، وحدها، قادرة على تحرير المرأة، من الشعور بالدونية، و البورجوازية الليبرالية أيضا، لا تستطيع التحرر من اعتبار المرأة سلعة، حتى وإن كانت بورجوازية، لأنها هي نفسها لا تستطيع التحرر من تلك الرؤيا. و المرأة العاملة تزداد دونية في نظرها، و هي نفسها تحمل شعورا بالدونية، و تمارسها، ما لم تقتنع بأيديولوجيته الطبقة العاملة. و مؤدلجو الدين الإسلامي يمارسون النظرة الدونية للمرأة في الحياة اليومية، و المرأة المؤدلجة للدين الإسلامي هي نفسها تكرس دونيتها.

و لذلك فجميع التشكيلات، موضوع الأسئلة أعلاه، لا يمكن أن تحقق إنسانية المرأة، و لا يمكن أن تعمل على تمتيعها بجميع حقوقها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. لأن ذلك يتناقض مع إيديولوجيتها من جهة، و مع مصالحها الطبقية من جهة أخرى، و مع حرصها على تأبيد سيطرتها الاقتصادية، و سيطرتها على أجهزة الدولة.

و ما العمل إذن من اجل سيادة إنسانية المرأة، و تمتيعها بكافة حقوقها ؟

إن خطوات كثيرة متعددة، يمكن أن تعمل الحركة النسائية، و الحركة الحقوقية، و الحركة التقدمية، على تحقيقها في أفق فرض احترام إنسانية المرأة، و أهم هذه الخطوات :

1) الإقرار بالمساواة بين الرجال، و النساء، في قوانين الأسرة، التي يجب أن توضع، على أساس تكريس المساواة، انطلاقا مما تقتضيه المواثيق الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و ميثاق حقوق الطفل، و ما يتعلق بالمرأة العاملة، في المواثيق الصادرة عن منظمة العمل الدولية. و فتح نقاش واسع حول قانون الأسرة، و الكشف عن الأضرار التي كانت تلحق المرأة في قوانين الأسرة، التي كانت تفتقد فيها الملاءمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و تسجيل الاقتراحات، و الانتقادات، و المؤاخذات، التي تأتي من كل الأطراف المساهمة في النقاش، و بلورة كل ذلك، في قانون الأسرة، في كل بلد على حدة، بشرط أن لا يتعارض مع المواثيق الدولية المشار إليها، و مع مبدأ المساواة بين الرجال، و النساء على السواء، في المجتمعات البشرية.

و إقرار مساواة المرأة، و الرجل، في قوانين الأسرة، يقتضي القيام بحملة إعلامية، واسعة، ضد التصور الإقطاعي للمرأة، الذي يعتبرها متاعا، تجب المحافظة عليه، و حفظه، و حمايته، مما قد يلحق به من أضرار. و أن مهمة الحماية لا تكون إلا للرجال، و لا تكون لأي شخص آخر، حتى و لو كان هذا الشخص هو المرأة نفسها.

فالرجل كزوج، أو كأب، أو كأخ، أو كابن، أو حفيد، هو الذي يرعى المتاع. وهذه الرعاية هي التي تكرس الدونية، لاعتبارها المرأة قاصرة عن القدرة حماية نفسها.

كما يقتضي القيام بحملة ضد اعتبار المرأة سلعة، من قبل شرائح البورجوازية، التي تسعى إلى تحقيق المزيد من الأرباح، و حماية مصالحها من وراء تسليع المرأة على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و فضح، و تعرية، كل الخلفيات، التي تقف وراء تسليع المرأة، حتى ينفر الناس، من عملية التسليع تلك، و ينخرطوا رجالا و نساء في محاربتها، من أجل تحقيق المساواة بين الرجال و النساء.

ويقتضي أيضا، القيام بحملة إعلامية واسعة، ضد اعتبار مؤدلجي الدين الإسلامي المرأة، مجرد عورة، يجب سترها، بواسطة الحجاب، الذي يفرض عليها، مما يجعلها فاقدة للقدرة على ممارسة حريتها، و ضرورة إبراز الدوافع الإيديولوجية، و السياسية، التي تقف وراء اعتبار المرأة عورة، و التفريق بين النظرة الإسلامية المحترمة للمرأة، و بين النظرة المؤدلجة للدين الإسلامي، و اعتبار تلك النظرة محرفة للنظرة الإسلامية التي يجب توضيحها بما فيه الكفاية.


و في المقابل القيام بحملة إعلامية، لتوضيح الرؤيا العمالية للمرأة، المقرة في أصلها للمساواة بين الناس جميعا، و بين النساء، و الرجال بالخصوص، و مدى انعكاس ذلك، على المستوى الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، و ما يحدثه، من تطور، في الواقع، على جميع المستويات، و ماذا يجب عمله لجعل هذه الرؤيا سائدة في الواقع، و قائمة في قوانين الأسرة، وصولا إلى جعل المساواة بين الرجال و النساء هدفا، و وسيلة. هدفا يتحقق بواسطته اختفاء الدونية، التي تعانيمنها المرأة، من الواقع، و بصفة نهائية، و وسيلة لحماية المرأة من الدونية في نفس الوقت.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 14 : خ ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 12 : م ...
- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 12 : م ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 11 : م ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد .....10 : الحوار ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد.....9: الحوار ال ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد.....8 : الحوار ا ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! ...7 : ا ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ...!!!.- 6 - الح ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!.....5
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!.....4
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!.....3
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!.....2
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!.....1
- هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية أدوات تنموية ؟.....5
- هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية أدوات تنموية ؟.....4


المزيد.....




- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- تونس.. ما سبب الجدل والخوف من تلقيح الفتيات ضد سرطان عنق الر ...
- بقائي: قتل الاطفال بغزة جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وابادة ...
- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- مصر.. اكتشاف مقبرة جديدة لأمير فرعوني من الأسرة الخامسة (صور ...
- نقابة أطباء السودان: مقتل أكثر من 230 طبيبا واغتصاب 9 طبيبات ...
- قواعد اللباس..لماذا لا تحصل النساء على جيوب في ثيابهن بقدر ا ...
- نضال المرأة تفتتح غدا أعمال مؤتمرها العام الرابع مؤتمر الشهي ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.....4