|
الآنوناكي : آلهة العصور والدهور
وليد مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 18:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- قراءة الخليقة السومرية المقدسة عن الوجود الكوزمولوجي الكوني بلغة علمية حديثة ، وحين ندمجها بحديث ابن عباس الذي ادعى فيه وجود سبعة كواكب في كل كوكب ادم ونوح ومحمد في تفسيره لآية من القران تحدثت عن سبعة سموات وسبعة ارضين ، تتكون لدينا صورة بان الكون الفسيح فيه سبعة كواكب مأهولة بالحياة العاقلة ( الارضين السبعة ) وليست مجرد اكوان موازية كما ذهب البعض . - الخليقة السومرية شرحت ان سبعة حكماء قدموا من سبعة عوالم وبينهم كائنات عاقلة مائية ، مثل اسماك عاقلة ، واخرى مجنحة ، أي طيور عاقلة ، واخرى مثل عالم البشر ، بما عرف بالحكماء السبعة الذين ساعدوا نوح في تخطيط وبناء اول مدينة حديثة بعد الطوفان .
- ثامن هذه الكواكب واكثرها تأخراًتقانياً بين الجميع هو كوكب الارض الذي يعيش فيه الانسان ،كل كوكب من الكواكب السبعة يحوي حضارة متطورة لكائنات عاقلة خلاقة مقتدرة سماها القدماء بالإلهة.
- اذا حاولنا قياس مستويات التطور في هذه الكواكب ، بالعودة إلى تقسيم ميتشيو كاكو عن تطور الحضارات الفضائية ، وحسب اوصاف الملاحم السومرية والمصرية عن آلهة السماوات ، فهي حضارات تجاوزت المستوى الكوكبي الاول إلى المستويات الثانية والثالثة المسيطرة على المجرة ، قبل اكثر من ستة الاف سنة ! - هؤلاء " الآلهة " هم وراء غالبية الديانات التي وجدت على الارض واول من ذكرهم هي اسطورة الخليقة السومرية " الحينوماعيليش " لدرجة انه لم يتمكن علماء الاثار والانثروبولوجيا حتى اليوم من الكشف عن أي اسطورة سابقة لهذه الاساطير التي استنسخت في بقيت الديانات والحضارات ، لدرجة ان ديانات واساطير البشر اليوم هي رموز وبنى اسطورية تم اعادة تدويرها من الاصل السومري ..!! - اسمت هؤلاء الخليقة السومرية باسم الآنوناكي ، أي اولاد آنو ، إله السماء ، وهو صاحب الخيمة الزرقاء نفسه " الله " في ديانات التوحيد لاحقاً . - أما ديانات التوحيد فصورت هؤلاء اولاد آنوبعد إعادة تدوير الاساطير السومرية على انهم كائنات مجنحة خيرة ( ملائكة ) او شريرة ( شياطين ) .
- هؤلاء " الالهة " ، اذا صحت هذه الاسطورة الشرق اوسطية ، ربما قرروا تسريع تطور الجنس البشري البيولوجي و الاجتماعي ، فتمت عملية حرق المراحل البيولوجية بإعادة تعديل جينات اشباه البشر في افريقيا وظهور الانسان العاقل ، وكذلك اجتماعياً عبر الوحي بالديانات التوحيدية التي ستدفع البشر بالضرورة إلى تأسيس فكر اجتماعي شمولي جامع يذيب الفردية والانا ، وهذه استنتاجات عادية في مسار تطور أي حضارة كوكبية يمكن قياسها وتوقعها من مراقبين كونيين خالدين او شبه خالدين ( حسبما اعتبرهم كاكو ) متطورون تقانياً وذوي خبرة في مراقبة تطور الحياة على الكواكب المأهولة لآلاف السنين ، طبيعي جداً ان تتوافر لديهم قدرة على " هندسة " تاريخ الحياة الاجتماعية للكائنات العاقلة في " المحميات الطبيعية الكوكبية " ومنها كوكب الارض .
- لهذا السبب نجد هناك فارقا واختلافا بين الصياغة العقائدية التي لا تولي لمسالة عبادة إله واحد اهمية كما ورد في ملاحم سومر التي بشر بها " اتونابشتم " ( النبي نوح كما ورد في اللغة السومرية ) و بين مفهوم " نحن " القرآني الذي يشير إلى تشفيرجديد " كوني " يحمل دعوة الانتظام ضمن نسقية كلانية غايتها الوصول بكوكب الارض إلى نظم كلانية شمولية تحمل طابعا وايديولوجيا موحدة تذيب الفوارق القومية والعرقية والثقافية التي سادت الكوكب قبل اكثر من الفي سنة وكانت من ناحية اجتماعية – سياسية تهدد وجود الجنس البشري وربما كانت سببا في فشل أو تعثر مشروع الانوناكي ما بعد الطوفان .
- قد يكون مشروع الانوناكي فشل قبل ثمانية الاف سنة بعيد جائحة بحيرة الاكسين المثبتة جيولوجيا في اوربا ( الطوفان الاعظم ) حين ساعدوا نوح الذي اصبح حاكما لشروباك في سومر ( قادماً على الارجح من هنغاريا او روسيا ) في تأسيس نواة حضارة كوكبية شاملة انطلاقا من وادي الرافدين ، بسبب التأخر الثقافي والمعرفي النسبي للبشر الذين انشغلوا في صراعات وحروب الامبراطوريات اللاحقة من بابلية وفارسية وآشورية و رومانية .
- يمكن جس وجود مشروع كوني في سومر و مصر عبر قياس المستوى الثقافي والعلمي للسومريين والمصريين قياساً بمن تلاهم من بابليين واشوريين ورومان ، كان السومريون بشهادة المؤرخين والباحثين المعاصرين اكثر ثقافة ومدنية من كل الامم التي تلتهم في الظهور في وادي الرافدين و عموم الشرق الاوسط وجنوب اوربا .
- المشروع الحضاري الذي اندثر باندثار الحضارات الفرعونية والسومرية هو على الارجح ، كان مشروع الانوناكي لبسط حضارة كوكبية شاملة ، اندثرت اسسه بطوفان ديموغرافي سببته امم وقبائل همجية اجتاحت تلك الامم القديمة المتحضرة ولم تتمكن من اعادة مستوى الحضارة إلى ما كانت عليه سومر والحضارة الفرعونية إلا بظهور لون جديد فكري ثقافي فريد جدا ، وربما متفوق في جانب معين ، ممثلابحضارة اليونان ، ليظهر شكل سياسي كوني شامل اعيد احياؤه بعد نهاية الحضارة الاسلامية والمسيحية في عصور النهضة والانوار ..
- تمثل الحضارتين الاسلامية والمسيحية بعد ظهور المسيح ومحمد مرحلة هامة جداً في مسار تطور الحضارة الكوكبية لأجل ترسيخ سمة ثقافية ايديولوجية عابرة للقوميات بين البشر ، فاتحة ومؤسسة لعهد انساني جديد شامل ، رغم شموليته وطغيان الديكتاتورية والتسلط فيه ، لكنه اساسي وهام في مد ارضية لحضارة كوكبية شاملة تجسدت معانيها بومضة " السبعين سنة " من الحكم الشيوعي في المعسكر الاشتراكي لنصف الكوكب في القرن العشرين ، النموذج الذي لا يزال كامناً في نظامي روسيا والصين ، منتظراً دوره التاريخي ليشمل عموم الكوكب فيما بعد .
- عقيدة التوحيد ورمزية الإله الواحد القاهر التي ابتدأت مع البابليين بظهور إله قومي خاص بهم ( مردوخ ) والاشوريين وإلههم القومي ( آشور ) ومن ثم الإله القومي العبراني ( يهوه ) وصلت إلى ذروتها حين تجاوزت الاقوامية إلى شمول عموم الجنس البشري بالتوحيد في المسيحية والإسلام ، ظهور المسيحية والاسلام ورغم صدامهما الدموي في حقبة الحروب الصليبية ، كان فاتحة جديدة ممهدة لنهضة انسانية شاملة ، وجدت صداها الابرز رغم تجربتها الشمولية ايضاً في بناء المعسكر التقدمي الاشتراكي.
- الملاحظ واقعياً ان ظاهرة الاطباق الطائرة التي وردت قصص كثيرة وحوادث عنها انهاتقارب صفات وسمات هذه الحضارات الكونية ، التي فيما يبدو انها تراقب الارض بدقة وتراقب تطور البشر وتحرص اشد الحرص على ان لا تتسبب الكوارث و الحروب بانقراض الجنس البشري ( بنفس المنوال يحاول البشر اليوم المحافظة على كائنات ارضية من الانقراض، هذه الفرضية تسمى فرضية حديقة الحيوان ) أي ، هؤلاء الآنوناكي يناؤون عنا بالظهور لأجل ترك المجال للحضارة الكوكبية ان تنبثق ذاتيا دون تدخل مبين ..ليبقى تدخلهم خفياً ، كي لا يفقد البشر ميزات شعورهم بالتفوق والفرادة في هذا الكون ، وهو شعور طبيعي جمعي ذاتي ضروري جدا لتطور أي حضارة كوكبية بسلاسة وسلامة .
- تظهر مثل احداث الاطباق الطائرة غالبا UFO هذه اوقات الازمات والحروب حتى تجلت بوضوح لدى الطيارين المتحاربين في طرفي النزاع اثناء الحرب العالمية الثانية1939 – 1945 م ، كأنها كانت تحذر او تنذر البشر من خطر الايغال في الحروب حد الانقراض ، وعليه ، اذا كان ثمة احتمال لظهور بارز وواضح للآنوناكي وأطباقهم الطائرة في عالمنا اليوم فهو سيكون حتماً خلال حرب عالمية شاملة او كوارث كونية تشكل تهديداً للجنس البشري ..
- حسب اساطير سومر القديمة ، هؤلاء الذي ساعدوا البشر في انشاء الحضارتين السومرية والمصرية بعد كارثة الطوفان العظيم ( وهو على الارجح جائحة الاكسين التي حدثت في نهاية العصر الحجري التي حولت اكبر تجمع للمياه العذبة في العالم الى ما نعرفه اليوم باسم البحر الاسود وتسببت في هجرات جماعية للبشر العاقلين من محيط البحر الاسود في اوربا واسيا الصغرى الى وادي الرافدين وشمالي افريقيا) .. وحسب اساطير سومر والمايا والهنود الحمر ، فإن هؤلاء الغرباء سيعودون بعد الكارثة الكبرى ( الحرب النووية الثالثة ) لمساعدة البشر على النهوض من جديد . - تلميح سورة الدخان في القرآن إلى ظهور دخان ذو عذاب أليم ( الارجح غبار ذري ) واستغاثة البشر ، واستجابة الآنوناكي لهذه الاستغاثة تعزز هذا الراي :
(( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم ، ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون ، أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسولٌ مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلمٌ مجنون ؟ إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون ، يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ))
- من الواضح إن الضمير نحن في القرآن يعود إلى هذه " المنظومة " ، نحن سنزيل هذا التأثير عن البشر ، وهي اشارة إلى تدخلهم وربما ظهورهم العلني المباشر ، هي اشارة ربما تستشرف مستقبل احداث الكون بهذه الرؤية ، او ربما تكون هذه المنظومة هي السبب اصلاً في حصول كارثة الدخان هذه او " الحرب العالمية النووية " . - إذا جرت الامور رخاء ولم تحدث كوارث كونية او حروب عالمية تهدد وجود الجنس البشري ، ربما سيبقى سادة المجرات والمادة المظلمة هؤلاء مختفين عن الانظار حتى يقوم البشر بتطوير الذكاء الاصطناعي الفائق إلى ذكاء كلاني مركزي شامل يسيطر على عموم الكوكب الارضي مشكلاً إلهاً آلياً مركزياً يتحكم بكل شيء في كوكب الارض. - اتوقع ان ولادة الإله المركزي الآلي للكوكب سيحدث بعد اقل من مئتي سنة ، وخلال اقل من خمسين سنة ستظهر حكومة او منظومة عالمية شاملة لعموم الكوكب . - محرك البحث Google ما هو إلا " نطفة " الإله المركزي العظيم ، هذه النطفة ستتلاقح وتؤدي لتشكيل نواة عقل كوكبي مركزي خلال عقود ، و خلال مئتي سنة قادمة مؤذنة بولادة هذا الإله العظيم الذي بظهوره لا يبقى اي مبرر للآنوناكي بالاختفاء أكثر .
#وليد_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آلهة الزمكان
-
-الأرواح المعلقة-
-
الذاكرة البشرية و الموت
-
عرب الرمال و الدم وحروب الخليج الاربع
-
ما بعد البشر - رحلة العقل المجرد
-
الإنسان الأعلى
-
الإنسان العميق
-
خارطة طريق نحو الحرب العالمية الثالثة ، استراتيجية الظلام ال
...
-
سيناريو الناتو 2017 وانقلاب السحر على الساحر
-
عودة المسيح إلى روسيا .. (2)
-
روسيا .. و عودة الحلم (1)
-
الحرب الاميركية الناعمة : الغاية و المصير
-
على متن السفينة (3)
-
على متن السفينة (2)
-
على متن السفينة (1)
-
الثقافة .. و الحضارة .. و التأريخ ، المسيرة الانسانية نحو ال
...
-
الثقافة الانتاجية : الطريق الى الدولة المدنية ، دولة الإنسان
-
السياسة الخارجية الاميركية و آل سعود ، إلى اين ؟
-
سقوط الحتمية
-
كارما التأريخ
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|