محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 22:37
المحور:
كتابات ساخرة
أطلقوا سراحه بعد أن قضى عقدين من الزمن بين الجدران الأربعة، لم يسأل عنه أحد منذ لحظة الاعتقال، أحس بالوحدة والتيه، لم يعرف أية وجهة يقصد، كان دون زاد ولا مأوى، اتجه إلى آخر المدينة، أحس بالجوع، تراءى له باب مفتوح قليلا، انسل إلى داخل البيت بعد الظهيرة، مر بغرفة الجلوس، لم يعترض سبيله أحد، دخل المطبخ، أخذ السكين الأكبر، اتجه صوب غرفة النوم، وجد الزوجين مستلقيان على السرير، هددهما بالسكين إن هما تفوها بكلمة، شد وثاق الزوج إلى كرسي بجانب السرير، ثم ربط الزوجة على السرير، دنا إلى عنقها، وهمس لها أو قبلها قبلة خفيفة، ثم قصد الحمام...
أسر الزوج لزوجته بكلمات متقطعة خافتة: تمالكي نفسك حبيبتي، إن هذا المجرم خطير، وهيأته توحي إلى أنه قد خرج للتو من السجن، ولابد أنه قد قضى هناك فترة غير قصيرة، أي أنه متعطش للجنس، لقد لاحظت كيف هم بتقبيلك، لا تقاوميه، حاولي إرضاءه بصبر حتى يقضي حاجته، وإلا فسوف يقتلنا جميعا، اصبري حبيبتي، الله معك...
ردت الزوجة بهدوء: لا يا حبيبي، لم يقبلني، لقد قال لي أنه لا يحب النساء، ويريدك أنت، وسألني عن مكان فازلين، أخبرته أنه في الحمام، تمالك نفسك يا حبيبي ولا تقاوم... الله معك!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟