أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - غزاة محلقون














المزيد.....

غزاة محلقون


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


غزاةٌ محلّقون :

ما بال السّماء غصّت بالمحلّقين حتى بتنا لا نرى شمساً ولا قمراً ولا نجوما؟
عتبي عليك يا عباس بن فرناس كبير جدّاً، هل تنكر أنك حسدت الطيور على ما حباها الله من أجنحة تطير بها، فحاولت تقليدها، لكنك فشلت لأنك أغفلت الذيل عضو التوازن والاتزان ؟ ألّا تعتبر محاولتك تلك بدعة قد يعاقبك الله عليها بصفتها ضلالة مصيرها النار ؟ أم أن أرض الله لم تسعك، ففكرت بفتح ممالك السّماء، وسبي الرعية ؟ أم أنك ظننت أنك تجتهد ولك باجتهادك إن أصبت حسنتان، وإن أخطأت فحسنة واحدة؟ وأن الكون خلقه الله لك لتسعد به، وتعمره، وما أراد الله أن يربح عليك وإنما أراد أن تربح عليه ( خلقت الخلق ليربحوا عليّ لا لأربح عليهم) وصدق ذو الجلال والإكرام، فأين الإعمار؟
وغاب عن بالك وأنت تغزو ممالك الله بخير نيّتك، أن الشّيطان لك بالمرصاد مقابلاً خيرك بشرّه ؟ غفلت عن حقيقة أن الشر يستجدي عيشه في ساحات الخير، مقتاتاً على صرعى المعارك التي يضرم أوارها في يباس النفوس العامرة بكل شيء خلا الإنسانية ...؟!
آه يا ابن فرناس! ماذا أخبرك ، هل أخبرك أن فكرتك طبّقها غيرك متجاوزاً أخطاءك ونجح ؟ وأصبحت السّماء طرقات تتبختر فيها الطائرات ناقلة الخيرات والمقدرات والمخلوقات من و إلى الأقاصي في زمن قياسي ؟ لكنها سرعان ما أتُبعت بحاملات الفناء والشر المستطير ؟
ماعاد للطيور ممالك ! وما عادت السّماء حرة بل محتلة ! وأهلها مهجّرون، ولا مناطق آمنة، تطردها المخلوقات التي تدبّ على الأرض، و يخيفها زعيق الشقاء، وعربدة الموت على سرير الحياة ...
وإلى هناك يطير من نشد الخلاص، واهماً أن ابن فرناس قد ترك هناك إكسير الخلود، ناسياً أنه بعد أن حلّقَ قليلاً، نادته القشرة الصلبة لينام، حتى الطيور عندما تريد أن ترقد تنام على الثابت ، وعندما تجوع تهبط إلى اليابس، فعلامَ التّحليق إذاً ؟
وعلامَ التوهان، في مجاهل تعمهون فيها تبتغون فيها السُكر والذُهان ؟
والأرض تستصرخكم لتهبطوا إليها، تخاف عليكم من الضياع في عوالم تغزونها بلا عدّة ولا عتاد، ستغلبكم وتردّكم إلى أرضكم بارتطام وارتجاج...
كيف يطيب لكم المقام في نشوة خائنة و عالمكم مستباح بكل المهلكات؟ أي جنون هذا أم أي انفصال ؟
أما آن لكم أن تدركوا أن أفكاركم المحلّقة في العوالم المغزوّة هي ترداد في فراغ ؟ وأن الطيور تسد آذانها لأنها لا تدرك لغة هذا الهذيان ؟.
إن الأرض التي تفرّون منها ستلاقيكم ، ديدانها ستأكل استهتاركم،
سيقتلكم سيفكم الخشبي يوماً، قبل أن يلقي بنفسه في النار المقدسة، معلناً تبرؤه وطهارته من خمر عقولكم .. فاحذروا.
#دعبيرخالديحيي



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة تحليلية ذرائعية لديوان الشاعر المصري الدوكتر سمير القا ...
- إشكالية السلوك الإنساني في نص الشاعرة العراقية سجال الركابي ...
- قرابين
- دراسة نقدية تحليلية براغماتية لقصيدة ( لوحة نجاة)للشاعر العر ...
- مقدمة ديوان ( لم أنا ) للشاعرة العراقية مقدمة ديوان
- مقدمة ديوان ( لم أنا) للشاعرة العراقية / ملاك قحطاني
- دراسة نقدية براغماتية للمجموعة القصصية / تجاعيد زمن / للكاتب ...
- لن أغضب
- قرناء السوء
- دراسة نقدية للعمل المعنون ب ( شرائح ) للكاتب المصري أحمد الد ...
- جند إبليس
- الانسيابية وشفافية المعاني والألفاظ في أعمال الشاعر الفلسطين ...
- قراءة نقدية للناقدة السورية فيحاء نابلسي لنص الأديبة العراقي ...
- رد الأديب السوري عماد الشيخ حسن على رسالة الأديبة العراقية ش ...
- أبناء قابيل
- المحرض النفسي وأثره في إذكاء الصراع الإنساني المجتمعي
- سحر البيان وأدب الحوار والإمتاع السردي في سورة (طه )
- فلسفة التبادل المكاني وجدلية البقاء في نص / أفعى وحمامة / لل ...
- الوطن وعنفوان الغربة في نص الشاعر السوري الدكتور حسن نعيم ( ...
- الشعر كوسيلة لاستعراض الآفات المجتمعية وعرضها على طاولة التش ...


المزيد.....




- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - غزاة محلقون