شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 10:26
المحور:
الادب والفن
كان في كلّ صباح ومساء
كان يستوح ضياء الشمس من تحت المطر
كان في كل خريف ممحل يحو الثمر
وهو في كلّ محاق
كان يستدع القمر
هاهنا يرسم ازهاراً ونخلاً وهلال
وحكايات عن الأطفال
والألعاب
والروضة
والدرس الجديد
وعن الفقر وبيت الطين والحلم الذي مارسه الانسان قبل النوم
في ارض بلاد الرافدين
ههنا يرسم اشكالاً على كلّ جدار
وإذا ما غاص في تاريخه المزحوم قبل النوم في عالمه الآخر غنّى
دون ان يطلق صوتاً
دون ان يرسل لحناً صاخباً كان يغنّي
وهو في مرسمه يبعث آلاف الصور
وعلى واجهة المرسم من خلف الزجاج
كان ينهال المطر
وعلى لوحاته الزيتيّة الخضراء ينهال الحجر
كالعصافير الحجر
وهو في تطوافه ظلّ يغنّي
عالماً أجمل من فجر البدايات
ومن ليل النهايات
ومن كلّ الاقاصيص..
ومن كل الفراديس هنا
كان في المرسم يختال ربيعاً وخريفاً
تارة يبك وطوراً كان لا يرسم قوس الانكسار
وهو يعدو
كجواد خلف أطراف النهار
كان لا يحلم إلا
بعد ان يختمر الحلم ويغدو
قدراً ينساب في اوردة الألوان
من تحت الغبار
من وراء الصمت
من جوف كتاب الامس
من كل مكان
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟