أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ماهية الخشونة في شعارات ( الناعمة ).!؟














المزيد.....


ماهية الخشونة في شعارات ( الناعمة ).!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جديد، تعيد الشعارات، والهتافات، التي صدح بها أهالي حي ( الناعمة ) في بيروت، التأكيد على طبيعة وجوهر البنية المجتمعية الإسلامية المجبولة دينياً عبر التاريخ..! هذه البنية تبدو في جاهزية دائمة لأن تحيل التناقضات السياسية القائمة والتي ستظل قائمة في سياق الحياة في الظرف المناسب إلى ما هو مذهبي بل طائفي بحت بحيث يتراجع ما هو سياسي لحساب ما هو طائفي ومذهبي وهو ما حدث بالضبط في حي الناعمة جنوب شرق بيروت بعد حادثة إطلاق النار من قبل عناصر الجبهة الشعبية القيادة العامة على سيارة جباة البلدية فجرحوا شرطيين من سكان البلدة.
لقد غابت الشعارات السياسية السابقة من حرية وكرامة واستقلال لتحل محلها الهتافات الطائفية التي تستحضر ليس الخليفة عمر فحسب بل السفاح الزرقاوي والخليفة المعاصر الرفيق صدام حسين..! والأمر ذاته سبق حدوثه في العراق حيث تراجعت إلى حد كبير الشعارات السياسية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود لتحل محلها الشعارات المذهبية وليطفو إلى سطح الأحداث كل ما هو طائفي وذلك فور سقوط سلطة الديكتاتور صدام حسين مع ملاحظة الفوارق الكبيرة التي كانت قائمة في الشكل والمضمون بين النظامين السياسيين في لبنان والعراق وتشابه تركيبتهما المجتمعية الإسلامية وهو تشابه ينسحب على كافة المجتمعات الإسلامية.!
من المعروف أن عناصر الجبهة الشعبية هم من نفس مذهب أهل الناعمة فالمسألة في حقيقة الأمر ليست طائفية بل سياسية بامتياز فالجبهة الشعبية بغالبيتها سنية، وهي حليف للنظام السوري غير الطائفي بدليل موقفه من المقاومة في العراق، والجبهة الشعبية تلقى دعماً وتغطية سياسية من حزب الله الشيعي.! وهكذا فإن لكل طرف من الأطراف حساباته الخاصة التي تخدم مصالحه السياسية، ومع ذلك وبالرغم من الطبيعة السياسية للخلافات والتعارضات القائمة بين مختلف الأطراف في الساحة اللبنانية، فإن الإشكال الحاصل أخذ بعداً طائفيا صرفاًً وكأن البنية المجتمعية الإسلامية تستحضر ذاتها التاريخية المجبولة دينياً عند كل فرصة سياسية..! لقد أصبح معروفاً ما آلت إليه الأوضاع حيث وجدت هذه البنية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق عند توفر تلك الفرصة بانهيار الاتحاد وذلك بالرغم من ترعرع عدة أجيال في ظل منظومة مدنية لا مكان فيها لكافة الأديان.!؟
وفي لبنان، لم تتم العودة بعد الحرب إلى المستوى الديمقراطي النسبي الذي كان متوفراً قبلها، لقد استعيدت آليات الديمقراطية وحدها وظلت هذه الآليات بدءاً من العمليات الانتخابية النيابية ومروراً بالحريات الإعلامية تحت إشراف وتحكم منظومة أمنية مشتركة كما بات معروفاً.. وهكذا عادت الروح في ظل هذه المنظومة الأمنية الفاسدة إلى العائلات الإقطاعية فانتعشت فعاليتها على أرضية الاصطفافات المذهبية، وأنتجت أو صُنِّعت تحالفات سياسية وأخرى طائفية متكيفة مع هذا الأمر ( المخابراتي ) الواقع.! وبمجرد رحيل الرئيس الأسد الأب بدأت هذه الآليات بالتفكك وصولاً إلى انتفاضة آذار.
لقد أصبح الكثيرون يقرون بحقيقة إمكانية تفجر حرب أهلية طائفية في أي بلد إسلامي فور توفر الفرصة السياسية المناسبة، أوفي الحد الأدنى، أن تأخذ العملية السياسية منحى طائفي يكون هو الأكثر تأثيراً وذلك ببروز وغلبة المكونات المذهبية للبنية المجتمعية على حساب كافة التعبيرات السياسية المدنية ( كما حدث في العراق ).. وانطلاقاً من هذه الحقيقة ستتغير كثير من السياسات المحلية، والإقليمية، والدولية، ماكان وضع منها وما سيوضع لاحقاً.
الخطر الذي سيظل ماثلاً يكمن في الإحالة الدائمة إلى ما يراه شيخ العقل.. أو سماحة المفتي.. أو آية الله.! وفي مثل هذه الأحوال لا ينتظر الناس في حقيقة الأمر ما يراه الأمين العام لهذا الحزب أو ذاك اللهم إلا إذا كان الحزب هو نفسه إحدى تلك المرجعيات..!؟ وما تهافت الأحزاب القومية الراهن بعد عجزها عن تقويم ما صنعَّه الغرب وفق مصالحه بعد انهيار الخلافة إلا دعوة غير مباشرة أو فتح الباب من جديد لعودة هذا الغرب للمساهمة في إعادة صناعة مستقبل هذه المنطقة بما يضمن مصالحه لكن هذه المرة بمساهمة المرجعيات الدينية وفقهاء الأحزاب الطائفية وليس أي أحد آخر.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الأوناسيسية.. والمعارضة الافلاسية.!؟
- خدام.. والاستمرارية السورية.!؟
- في المشهد السياسي السوري: انتهاء صلاحية .. ومخاض عسير..!؟
- عن كلِّ شيء.. وأشياء أخرى..!؟
- والروبوت كاذباً ..!؟
- ألتيكو الكتاب العرب والعيون الثلاثة
- حالة انشقاق..!؟
- حزب يبحث عن قاعدة
- تضامناً مع المصلحة العامة وليس مع إبراهيم اليوسف
- الدستور العراقي ومناحة القوميين العرب
- الحراك الشعبي أمُّ المؤتمرات
- الروبوت كاتباً
- البنية المجتمعية للإرهاب
- أتمتة الحزب القائد
- فساد..تنا الإصلاحيين..!
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ماهية الخشونة في شعارات ( الناعمة ).!؟