أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شودان - سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية














المزيد.....

سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5405 - 2017 / 1 / 17 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها لمسرحية قمة في العبث هذه التي تدور أحداثها على خشبة العمل السياسي المغربي، خاصة في الفصول الأخيرة منها، حيث تداخلت الأدوار وتورط الجميع من المشخصين والمخرج إلى الجمهور في صراع هزلي يثير البكاء والأنين. إنه ليصعب على المتتبع العادي أن يحصر السيناريوهات الممكنة ويتوقع ما قد يحدث بين التصريح والذي يليه، حيث البلاغات الصادرة عن الأحزاب فضفاضة كجلباب المغاربة، (كمام القشابة واسعين) ولكن بالإمكان قراءة ما بين السطور ومعرفة الغاية من هذه الفوضى والوقوف على التعليمات التي لا يمكن الخروج عنها، وقد تتبعنا عن قرب صدمة كل أتباع حزب العدالة والتنمية لما تم انتخاب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب رغم أنفهم.
الجنرال لا ينسى كلابه، هذه الرواية الفلسطينية تجد صداها في المشهد السياسي المغربي، بواسطتها وبعيدا عن التكهنات يمكن تفسير حصول حزب الاتحاد الاشتراكي في شخص الحبيب المالكي على رئاسة مجلس النواب، أليس هذا الحزب هو الذي يسر انتقال العرش من الراحل الحسن الثاني إلى الوريث محمد السادس في فترة عرفت العلاقة بين العرش والشعب احتقانا تلا سنوات الرصاص؟، بلى، ولا يمكن نسيان هذا الجميل، وهذا درس آخر لابن كيران ليعلم أن حزبه لن يلقى في سلة المهملات كلية، لأنه أيضا ساهم في مرور الملكية فوق عاصفة الربيع دون أذى، والكل يذكر لما صاح بن كيران "أنا ملكي أكثر من الملك" ودعا أنصاره إلى التخلي عن حركة عشرين فبراير.
لقد تحول بنكيران إلى حمل وديع منذ وضع ربطة العنق، وقد تعلم كيف يلجم فمه عبر خمس سنوات، وحتى في أشد ساعات غضبه، حيث إنه بعد ثلاثة أشهر من حرب البلاغات والتصريحات ثلاثة أشهر كاملة وهو كالكرة في لعب الشوارع يتقاذفه القصر والأحزاب، لم يخرج إلا ببلاغ دون معالم" انتهى الكلام" بلاغ لم يستطع فيه إعلان فشل تشكيل الحكومة، ولم يستطع فيه الإشارة إلى القصر لا بمفاتيح الحكومة ولا بإصبع الاتهام.
لقد أخطأ حزب بن كيران في فهم الديمقراطية ولم يرى فيها إلا وسيلة لتسلم السلطة، وعوض أن يتعامل الحزب مع باقي الأحزاب كشركاء، رأى فيهم منافسين حقق نصره عليهم، ونسي أنه لم يحصل على الأغلبية، فهو لا يشكل إلا أقلية كثيرة العدد بين أقليات أخرى. وهكذا، بالإضافة إلى أخطائه التي شابت مسلسل المشاورات وتخليه عن حلفائه جعل باقي الأحزاب تتخندق ضده في صف واحد، وبذلك يكون قد أضاع ثلاثة أشهر في المراهنة على رئاسة مجلس النواب التي كان يقايض بها أخنوش ولشكر، واليوم وجد نفسه فارغ اليدين وقد عاد بخفي حنين.
من خلال تتبع هذه الفصول والمشاهد صار بإمكاننا الجزم أن بن كيران لن يتخلى عن فرصته في قيادة الحكومة ولو شكليا فقط، وبما أنه فقد رئاسة مجلس النواب فقد بقي له أن يشارك في حكومة رباعية تضم الأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، مع ضمان صمت وموافقة الاتحاد الاشتراكي على كل القرارات المزمع اتخاذها ومناقشتها في مجلس النواب( وسيبقى حزب الوردة كمسمار جحا في ظهر بن كيران)، وطبعا سيحافظ القصر على الوزارات السيادية، وستطالب الأحزاب المشاركة بوزارات حساسة، وهكذا سيبقى لحزب العدالة التنمية رئاسة شكلية للحكومة، ووزارة الاتصال/وربما ستمنح لبن عبد الله، بالإضافة إلى وزارات قطاعية، وربما لن تخلو الحكومة من شخصيات التيقنوقراط، وهكذا سيتم تدمير الحزب المتعنتر وترويضه ليدخل إلى الحظيرة.



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نار تحت البرقع
- انتهى الكلام,,, إلى مزبلة التاريخ
- حربائية بنكيران
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد شودان - سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية