|
القصل الثاني : تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*)
داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،
(Dawood Salman Al Shewely)
الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 01:41
المحور:
الادب والفن
تناص الاجناس الادبية - قراءة تناصية في قصتين قصيرتين (*) داود سلمان الشويلي (1) تنهض القصة في العراق - في الآونة الاخيرة - اعتماداً على بعض الاجناس الادبية الاخرى ، كالرواية ، والمسرحية ، والحكاية الشعبية ، والاسطورة 000الخ ، لتنسج لها كياناً خاصاً بها ، يأخذ من تلك الاجناس بعض عناصره ، كالشخوص ، او الاحداث ، او الثيمة الرئيسية 000الخ 0 ان اعتماد القاص - اثناء كتابته الابداعية ، بصورة واعية او غير واعية - على بعض عناصر الاعمال الابداعية لاجناس ادبية اخرى ، لم يعد سُبة يعاب عليها القاص ، كما كان يحدث ذلك قبل سنوات ، حيث كانت تهمة السرقة ، او التأثر ، والاجترار ، تلاحق مثل ذلك المبدع ، لان المناهج النقدية الحديثة ، قد جعلت من ( الكتابة ) - بكل انواعها - عبارة عن ( نصوص ) والغت في الوقت نفسه قضية نقاء دم الاجناس الادبية المختلفة ، محيلة كل ذلك الى مسألة مهمة جداً ، كانت غائبة او مغيبة عن بال المبدع والنقاد على السواء ، وهي مسألة التداخل او عدم التداخل بين هذه الاجناس ، او بين نص وآخر ، حتى بات النص ، عبارة عن ( وفرة من نصوص مغايرة ، يتمثلها ويحولها بقدر ما يتحول ويتحدد بها على مستويات عدة ) (1) 0 وهذا يعني مقدرة ( النص ) الواحد على التداخل مع نصوص اخرى ، او ان يجد نفسه فيها بقدر ما تجد النصوص الاخرى نفسها فيه ، فأصبح ( النص ) عند ذاك ( غير مكتف بنفسه ) بل هو ( الجانب المستعرض من الكتابة التي لا تنغلق على نفسها ، بل تنفتح على غيرها في تفاعلات نصية دائمة )(2) 0 وعندما سحبت المناهج النقدية الحديثة البساط من تحت اقدام استقلالية الاجناس الادبية ، وكذلك استقلالية النصوص الابداعية ، وفتحت ابوابها فاسحة المجال للتداخل المشترك والمتبادل بينها ، اقترنت هذه العملية بظهور مصطلح ( التناص ) الذي الغى كل ادعاءات الاتهام بالسرقة والتأثير والتأثر 000الخ0 لا نريد هنا ان نعيد ماقلناه في دراستنا السابقة عن ( التناص ) : الاسس ، والمقومات ، والعمل 00 وانما نريد ان نؤكد ان قراءتنا هذه لنصين قصصيين جاءت اعتماداً على ما قلناه سابقاً ، وكذلك ، فأن هذين النصين قد نهضا اساساً على جنسين ادبيين مختلفين ، هما المسرحية والرواية ، وقد اتخذت الدراسة هذه مبدأ انفتاح الاجناس الادبية بعضها على بعض اساساً دون السقوط في هوة ( التأثر الادبي المحض ) وبوعي او بدونه ، من قبل المبدع ذاته في محاولة منه لبناء كيان خاص لـ ( نصه ) الابداعي 0 العمل الاول الذي نحاول قراءته وتفحصه في هذه الدراسة ، هو قصة ( قناع بورشيا ) للقاص محسن الخفاجي (3) ، اعتماداً على مرجعية نصية في الابداع المسرحي ، هي مسرحية ( تاجر البندقية ) لشكسبير 0 (4) فيما تكون قراءتنا الثانية منصبة على قصة ( جروشنكا ) (5) للقاص جليل القيسي ، اعتماداً على مرجعية من الابداع الروائي المتمثل في رواية ( الاخوة كرامازوف ) لدستويفسكي 0 (6) ان قراءتنا هذه ، تهدف الى اجلاء مستويات التناص بين النص القصصي ، والنص المتناص معه ( الرواية او المسرحية) كخطوة اولى ، للوصول الى الدلالات الجديدة التي تظهرها هذه القراءة من خلال ( التناص ) كآلية نقدية ( معملية)، وكل ذلك يضعنا على طريق تميز النص الابداعي الجديد ، وهو (القصة القصيرة ) التي كتبها مبدعونا اخيرا 0 *** *** (2) يعتمد كل نص ، على مجموعة من العناصر المكونة للحمته ، كالشخصية والحدث والبيئة والفكرة او الثيمة الرئيسة والمكان 000الخ 0 ولما كان النص - أي نص - منفتحاً على الخارج ، فأن الضرورة تحتم عليه ان يتداخل مع نصوص اخرى 0 وفي نصنا الاول ( قناع بورشيا ) ترينا الترسيمات (**) الاتية مستويات التناص التي يظهر عملية تكونه الذاتي ، أي عملية ( التناص ) على مستوى الانتاج 0 تقربنا الترسيمات السابقة الى فهم عملية التناص بين القصة والمسرحية اثناء الانتاج ، اذ يحكي بطل ( القناع ) ، مدرس اللغة الانكليزية ، المتزوج ، قصته مع تلميذته التي يقدم لها دروساً خصوصية باللغة الانكليزية ( في مادة مسرحية تاجر البندقية ) في بيتها ( قصرها ) ، ويروي لنا الاحداث من الدرس الاول ، حتى وفاتها0 ان الراوي ، يعلمنا ان تلميذته تلك قد اسكنها والدها قصراً كبيراً مع خادمة ، ليبعدها عن المؤثرات الخارجية (7) ولم يسمح لها بالخروج من القصر 0 وكان الراوي / البطل يعطيها الدروس ، وهما وحيدان ، فتنسج تلك الوحدة قصة حب غير معلنة من الطرفين 0 يأخذ التناص - هنا - مستويات اربعة ، هي : آ - المستوى الاول : اعتماداً على تشابه الشخصيات ( الشكل الاول ) حيث تتماهى بطلة ( القناع ) غير المسماة ، ببطلة شكسبير ( بورشيا ) وهذا التماهي يتخذ له مسارين ، احدهما تماه ذاتي تقوم به البطلة - نفسها - وهي تترسم خطى ( او تمنياتها في ان تكون : ) ( بورشيا ) اثناء قراءتها للمسرحية امام مدرسها ومعه0 والمسار الثاني هو التماهي بين الشخصيتين من خلال هواجس البطل / الراوي الذي برغم انكاره مع نفسه في ان يكون ( بسانيو) لكنه لا ينكر على تلميذته ان تكون هي ( بورشيا ) او كقناع لها في اقل تقدير 000 وهكذا تتحول بطلة شكسبير من مسرحيته الى قصة الخفاجي 0 ب - المستوى الثاني : ( الشكل الثاني ) 0 وهو مستوى التماهي في الصفات الرئيسية التي تميز كلا الفتاتين 0 فـ ( بورشيا ) شكسبير ، وكذلك قناعها عند الخفاجي ، تتماهيان في الصفات الاتية: اولاً: كل واحدة منهما ، ثرية وجميلة 0 ثانياً : كل واحدة منهما ، بحاجة الى العلم ، فتلميذة ( القناع ) تحتاج الى دروس خصوصية لتعلم اللغة الاصيلة لقرينتها ، تقول ( بورشيا ) شكسبير : ( فما انا في جملتي الا فتاة ناقصة في العلم والخبرة ) ( المسرحية - ص83 ) 0 ثالثاً : ان مأساة (بورشيا ) هي في عدم احقيتها في اختيار شريك حياتها ، لان وصية والدها تمنعها عن ذلك 00 أي انها تبحث عن الحب / الزواج ، ولكن بشروط كقرينتها تلميذة الخفاجي ، حيث انها لا تستطيع البوح بحبها لمدرسها لاسباب ، كونها مريضة ، وكذلك لان من تحب متزوج من اخرى0 رابعاً : تعاستهما المشتركة برغم فخامة القصر والثراء الباذخ0 جـ - المستوى الثالث : ( الشكل الرابع ) حيث يأخذ التناص مساراً جديداً ، فيصبح عبارة عن تضمين عبارات من ( تاجر البندقية ) في ( قناع بورشيا ) اذ ينقل الخفاجي بعض المقاطع من المسرحية الى قصته ، ومنها المقطع الذي يردده امام تلميذته و الذي تطلب منه كتابته على ورقة لتقوم هي بتلاوته امامه 00 حيث تعلن بصورة غير مباشرة حبها لمدرسها 0 د- المستوى الرابع : ( الشكل الثالث ) يتجسد ( التناص ) في هذا المستوى بين المسرحية والقصة ، في ( المكان ) وقد اتخذ نص ( القناع ) من صالة استقبال القصر مكاناً للحدث ، كما ان (بورشيا ) شكسبير قد ظهرت مع حبيبها في اكثر من مرة في صالة القصر ايضاً0 *** *** (3) ظهرت رواية ( الاخوة كرامازوف ) لديستويفسكي عام 1880 م ، واكتسبت اهميتها ، كونها جاءت خلاصة لفكر الكاتب الاجتماعي والاخلاقي والفلسفي والديني 0 وترتكز احداثها الرئيسية حول جريمة قتل الاقطاعي العجوز (كارامازوف) يضلل الكاتب قارئه ، وكذلك شخوص روايته عن الوصول الى القاتل الحقيقي من خلال وضع القرائن والادلة لاتهام الابن الاكبر للضحية ، أي ( ديمتري ) بسبب تنازع هذا الاخير مع والده بخصوص ميراث امه ، وكذلك تنافسه معه على حب ( جروشنكا)0 وفي نهاية الرواية ، يتعرف القارئ - وكذلك شخوص الرواية 0 على القاتل الحقيقي وهو ( سمردياكوف ) بالرغم من اتهام اخيه ( ايفان ) بأنه هو القاتل الحقيقي برغم ان ( سمردياكوف) قد نفذ الجريمة ، والسبب كما يقول لاخيه ، انه نفذ تلك الجريمة تحت تاثير افكار ( ايفان ) التي تؤكد ان : ( كل شيء مباح ، فما دام الاله الذي لانهاية له غير موجود فالفضيلة اذن لاجدوى منها ولاداعي لها ) 0 وتاتي اهمية هذه الرواية من كونها جاءت كاتهام للواقع الذي افرز ظاهرة ( كارامازوف ) وكذلك الى ما عكسه الكاتب من افكار كانت سائدة - وقتذاك - بين الشباب ، وهي مجموعة الافكار الفوضوية والشريرة التي تاسست على مقولة ( كل شيء مباح ) 0 وتاتي اهميتها كذلك من خلال تلك النقاشات الفلسفية لبعض القضايا الدينية والاخلاقية 000 الخ 0 وان الذي ينتهي من قراءة معمقة لها يصل الى نتيجة مفادها : فشل لافكار ( ايفان ) واصالة وبقاء لافكار الراهب ( زوسيما ) 0 هذا هو مجمل ما تحمله من حدث رئيس وافكار صاغها الكاتب بنظرة فلسفية جدلية عميقة 0 ومن مجموعة الشخوص الحيويين فيها ، نجد الابناء الثلاثة ( ديمتري وايفان واليوشا ) والابن غير الشرعي ( سمردياكوف ) وكذلك الخادم وكاترينا ايفانوفا - خطيبة ديمتري - وجروشنكا 0 في قصة جليل القيسي ( جروشنكا ) حدث بسيط ، هو زيارة بطل القصة / الراوي ، بيت ( جروشنكا ) ، ومحاوراتها ( اليوشا ) معاً ، حول شخوص الرواية ومصائرها 0 ان اختيار القيسي لـ ( جروشنكا ) دون غيرها من شخصيات الرواية جاء ليؤكد دلالات ، منها :- أ 0 ان ( جروشنكا ) هي خارج نطاق اللعبة التي يلعبها الابناء0 ب0 انها ترتبط بعلاقة مع اثنين من شخوص الرواية برباط غير مقدس ، اذ انها ترتبط بعلاقة مشبوهة مع الاب (الضحية) وفي الوقت نفسه مع الابن ( ديمتري ) حيث يكون التنافس بينهما على حبها 0 ج0 انها امراة لعوب ، لافرق عندها في ان تحب الاب (العجوز) او ابنه ( الشاب ) طالما ان الاثنين يدفعان لها 0 من هذه الدلالات الثلاث يمكن الوصول الى الاستنتاج الاتي :- ان ( جروشنكا ) هي المرشحة الى ان تكون الشخصية الحيادية والتي يمكنها ان تصف لزائرها ( البطل / الراوي ) بحيادية تامة الشخصيات الاخرى 0 يعتمد نص القيسي على قراءة معمقة للرواية ، حيث ياتي نصه عبارة عن قراءة ثالثة للرواية ( الزائر / البطل / الراوي / القيسي ) يقول لـ ( جروشنكا ) : ( صحيح 00 لانني في زيارتي الاخيرتين اكتفيت بمراقبتكم فقط 00 كنت عديم التجربة ، والخبرة والثقافة 00 صدقيني ياجروشنكا كثيرون سوف يزورونكم 00 ان مدينتكم هذه سيتردد عليها عشرات الاف الزوار للتعرف عليكم 00 وفي كل الاعوام 00) 0 ياخذ ( التناص ) بين نص القيسي ورواية ديستوفيسكي مستويات عدة اهمها :- أ0 المستوى الاول :- اعتمادا على الشخصية (الشكل الخامس) حيث ترد في نص القيسي ( فضلا عن جروشنكا واليوشا ) اسماء شخصيات الرواية المهمه ، ثمل الاب ، ديمتري ، ايفان ، الخادمة ، سمر دياكوف ، سوزيما 0 ب - المستوى الثاني :- يعيدنا القيسي في نصه الى الجو الذي تحدث فيه الرواية ، خاصة في بيت ( جروشنكا ) 0 انه جو بارد صقيعي 0 وعندما يدخل الى البيت تاخذه الخادمة الى غرفة الجلوس ( غرفة جيدة التدفئة ، سرعان ما شعرت بحرارة لذيذة تدب في جسدي المقرور والى وجهي المخدر ) كما يقول الراوي / الزائر0 ج0 المستوى الثالث :- يتناص ( نص ) القيسي مع نص ديستوفسكي من خلال ( تضمين ) نص القيسي لبعض المقاطع من نص ديستوفيسكي 0 فهو مثلاً ينقل قول ( جروشنكا ) : ( اسجنوني معه لانني التي اوردته موارد الهلاك ، لانني انا المذنبة ) وكذلك وصف كاثرين لديمتري بانه : (مخلوق اشوه) ووصف ديمتري لسمردياكوف : ( دجاجة مصابة بداء الصرع ) ( الشكل السادس ) 0 ومن الجدير بالذكر ، ان نقول ، ان الدراسات النقدية عن الرواية ، قد اكدت ان المؤلف جعل من شخوصه حمالين لمجموعة من الرموز ، حيث نجد ( الروح ) و( العواطف ) في ( ديمتري ) و ( العقل ) في ( ايفان ) ووراء هؤلاء يقف ( سمر دياكوف ) ليمثل جوانب النفس البشرية المنحرفة 0 ومن خلال هذه القراء ، نجد القيسي ، وهو يحاور ( اليوشا ) و (جروشنكا ) يؤكد حبه لـ ( اليوشا / الروح / الملاك ) و ( ايفان / العقل / الفكر ) 0 ان القيسي في نصه هذا يؤكد ثنائية ( الروح والعقل ) في النفس البشرية ، فيما يكره ( ديمتري / العواطف ) 0 *** **** (5) بين قناع بورشيا وجروشنكا"
بين هذين النصين يقوم (تناص) على شكل مغاير لما رأيناه في السطور السابقة ، علماً ان تاريخ نشر هاتين القصتين- وربما كتابتهما - متباعدان ، ويأخذ (التناص) بينهما مستويات عدة ، اهمها : أ0 يعتمد كل نص على جنس ادبي مغاير له كمرجع نصي 0 ب 0 كل نص منهما ، يعتمد على شخصية مسحوبة من مرجعيتها ، فالقيسي يسحب من الرواية ( اليوشا وجروشنكا ) ويحاورهما ، حيث يقف منهما موقف البعيد والقريب ، البعيد كونه لا يرتبط بهما برابطة سوى انه جاء ليؤكد حضورهما بعد تلك السنين الطوال 0 اما الخفاجي ، فأنه يحضرهم ليقنع من خلالهم بطلته اثناء تدريسها ، وكذلك يربط بينه وبين تلميذته من خلالهم 0 ان الشخصية المسحوبة من المرجع ، هي شخصية انثوية في كلا النصين ، فضلاً عن وجود الخادمة 0 ج 0 كلا النصين ، تدور احداثه في صالة القصر 0 د 0 يبدأ النصان من الواقع ، دخول الراوي / الزائر الى القصر ، وعبر مسار دائري ينتهيان بالواقع ، أي الخروج من صالة القصر 00 وتصبح صالة القصر هي المكان الذي تسحب اليه شخصيات او احداث النصوص المرجعية 0 هـ 0 يتذكر ابطال الخفاجي شخصية ( بورشيا ) على شكل متخيل ، فيما يتخيل ابطال القيسي شخصيات الرواية / المرجع0 و 0 في كلا النصين ، تقع محاورة بين شخصياتها عن ( النص / المرجع ) 0 ففي نص الخفاجي يكون الحديث عن مسرحية ( تاجر البندقية ) ، اما في نص القيسي ، فيقع الحديث عن رواية ( الاخوة كارامازوف ) 0 ز 0 ان بطلي النصين ، يقفان خارج حدود النص المرجعي 0 انهما شخصيتان تدخلان المكان ( والاحداث ) من خارج النص ، الاول كمدرس والثاني كزائر 0 *** *** (6) الاستنتاجات بعد هذه القراءة التناصية ، بين نصوص من اجناس مختلفة على مستوى المحتوى كما في الفقرات ( 2،3،4) وعلى مستوى الشكل كما في الفقرة (5) ، يمكن استنتاج ما يلي : أ 0 ان النص المرجعي ( الرواية او المسرحية ) ليس بالنص المهيمن كلياً، وهذا ما يؤكده انتزاع النص الجديد ( القصة القصيرة ) من هيمنة النص المرجعي ، والخروج من اطاره والعودة مرة اخرى الى الواقع الآني ، كما انطلق منه في البداية0 ب 0 عدم تماهي الشخصية القصصية بالشخصية المرجعية كلياً ، فـ ( جروشنكا ) في القصة تختلف عنها في الرواية ، وكذلك بالنسبة لـ ( بورشيا ) عند الخفاجي ، اذ انها لم تكن كما هي عند شكسبير 0 ج 0 ان حدوث ( التناص ) اعتماداً على ثنائية القصة / المسرحية ، والقصة / الرواية ، جاء لأغناء التجربة القصصية لدى القاصين ، وكذلك تكثيفاً للرؤية عندهما ، تحقيقاً لذائقة جديدة في ابداع ( النص ) القصصي 0 الهوامش : (*) نشرت هذه الدراسة في مجلة الاقلام - ع /5-6 /1993 0 (**) الرسومات يمكن مشاهدتها في الكتاب الاصلي اذ انها لا تظهر هنا . (1) عصر البنيوية - اديث كيرزويل - ت0 جابر عصفور - سلسلة آفاق عربية - 1985-ص277 0 (2) المصدر السابق - ص 205 0 (3) الاقلام -ع 11-12/ السنة23 -ص127 0 (4) تاجر البندقية - وليم شكسبير - ت 0 غازي جمال - منشورات مكتبة النهضة 0 (5) الاقلام - ع / 1-2 / السنة 27 - ص 78 0 (6) كتب الكاتب التركي ( نديم غورسيل ) قصة قصيرة بعنوان ( غرفة راسكولينكوف ) نشرترجمة لها حكيم ميلود في مجلة ( نزوى) ، استوحى الكاتب احداثها من رواية دوستويفسكي ( الجريمة والعقاب ) ، اذ يزور القاص / البطل متحف دوستويفسكي ،لتبدأ محاورة النص داخل النص القصصي ، ولعدم معرفة تاريخ كتابة النص ، لا يمكن الحكم على تجربتي القيسي والخفاجي من الناحية الطوبولوجية وهذا النص 0 (7) هناك تناص بين هذين النصين والكثير من القصص الشعبي وحكايات الف ليلة وليلة حول عزل الابنة في قصر بعيداً عن الناس لأسباب كثيرة 0 +( هذا الفصل الثاني من كتابي ( الذئب والخراف المهضومة ) الصادر من دار الشؤون الثقافية العامة عام 2001 ).
#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)
Dawood_Salman_Al_Shewely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتهاك عالم ادم - التناص كآلية نقدية مقترب تاريخي من المناهج
...
-
الفصل الرابع من كتابي (الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية )
...
-
قانون تحريم الخمرة في البرلمان العراقي تحت ذرائع واهية
-
مورفولوجيا الزمن (*) في ألف ليلة وليلة تحليل البنية الزمنية
...
-
الهيكل التنظيمي لحكايات الليالي - -دراسة في فنية الشكل-(*)
-
تقنيات السرد في ألف ليلة وليلة - دراسة تطبيقية في حكاية (حاس
...
-
على ناصية مقهى الادباء ( نص غير مجنس )
-
كتاب : القصة في القران - قصة ذو القرنين انموذجا
-
ذكرياتي عن اتحاد ادباء ذي قار
-
كذب المحدثون وان صدقوا - مقال في تحقيق رواية -
-
ببلوغرافيا
-
رأي : بين النقد الادبي والنقد الثقافي
-
كيف تدافع عن الارث الحضاري والثقافي ؟
-
كتب ... كتب ... ثم الكتب ( ما يشبه المذكرات )
-
كمال سبتي... الشاعر وذكرى الرحيل المبكر
-
حسين السلمان ، الاكاديمي والفنان و القصصي ، مبدعا
-
زاهر الجيزاني والاحتفاء بشعراء الفيسبوك في يوم الشعر العالمي
-
د. ضياء خضير - ثنائيات مقارنة - وسنوات الغربة
-
ستراتيجيات النشر ، والبحث عن القاريء
-
قضية الجنس عند عبد الرحمن مجيد الربيعي
المزيد.....
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|